لاشك ان اي دولة ستدعم عودة الحريري الى الحكم ستخسر اهل السنّة في لبنان، فعدا عن ان الشارع رافض له، اذ لم تنطلق الثورة اللبنانية من اجل عودة رؤساء الفساد الى الحكم، بل من اجل تطهير البلد من الحريري وامثاله، فإن سنّة لبنان يضعون “فيتو” عليه، فبعد سنوات من حكمه باسمهم لم يجنوا منه الا الضعف والهوان، والطعن في الظهر من خلال تحالفه مع “حزب الله” الذي اعتبر السابع من ايار واهدار دم السنّة “يوما مجيدا”، وفوق ذلك ساهم سعد في ايصال العماد ميشال عون الى كرسي رئاسة الجمهورية وبالتالي اوصل البلد الى الانهيار.
14 سنة من العمل السياسي تخللها ترؤسه ثلاث حكومات، كلها اخفاقات لم يستطع خلالها سعد الحريري تحقيق اي نجاح على اي صعيد، بل على العكس وصل لبنان في عهده الى الحضيض كذلك شركات ومؤسسات والده التي اغلقت وصرف موظفيها لعدم تمكن الوريث من ادارتها بشكل صحيح، فكيف يؤتمن من جديد على قيادة بلد يمّر بازمة مالية واقتصادية لم يشهد لها مثيل وهو واحد من المتورطين فيها ؟!
لا بل اكثر من ذلك بعدما اوصل سعد الحريري ومن معه في الحكم الدين العام الى 86.00 مليار دولار وعد اللبنانيين بأكثر من 900 ألف وظيفة، وبدلاً من ان ينفذ وعده، تسببت سياسته الاقتصادية والمالية باغلاق الاف الشركات الخاصة وصرف مئات الاف الموظفين، ليضاف فشله الى سلسلة طويلة من الفشل،
فقد سبق ان صرف موظفي “سعودي اوجيه” وهي الشركة التي اسسها الشهيد سنة 1978 وانهارت في عهد سعد ومعها الاف العائلات التي كانت تسترزق منها، كذلك حال موظفي تلفزيون وجريدة المستقبل وغيرها، الذين صرفوا من وظائفهم من دون ان يدفع الحريري مستحقاتهم، على الرغم من رفعهم الصوت واعتصامهم للحصول على حقوقهم، فنقمة هؤلاء على الحريري كبيرة، لذلك يعتبرون معاودة تكليفه طعنة لهم لا تغتفر.
كما توقفت مؤسسات الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن تقديم المساعدات المالية والغذائية ومنح الدراسة والتقديمات الاستشفائية، هذا كله حصل والحريري غارق بملذاته فالنساء والجنس اولى اولوياته، والدليل الوثائق التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية من محكمة في جنوب افريقيا تشير إلى تقديم سعد أكثر من 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب إفريقيا بعد أن التقيا في منتجع فاخر في سيشيل عام 2013.
ادار الحريري ظهره للبنانيين وسافر الى فرنسا لتمضية عطلة العيد كلفته الملايين، غير ابه بما يعانيه الشعب من بطالة وفقر وجوع، ومع هذا لا يخجل من تعويم نفسه من جديد لاعادة تكليفه من خلال تواصله مع حليفيه “حزب الله” و”حركة امل” ورسم سيناريو جديد يدفع حسان دياب الى الاعتذار عن التأليف، وكأن باستطاعته ان يدير بلد منهار وهو الذي سبق ان فشل في ادارته وشارك في انهياره كما فشل في ادارة شركات والده!