الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ازمة الحكومة دخلت المرحلة الاقليمية

بدأت أزمة تأليف الحكومة تثير مخاوف من نوع مختلف عن تلك التي كانت الاوساط المعنية تتداولها في المرحلة السابقة لنشوء المأزق الاخير الذي عطل ولادة الحكومة قبل أيام. ذلك ان مصادر بارزة ومواكبة للمأزق أعربت أمس لـ”النهار” عن قلقها البالغ من تمدد الازمة الى لحظة اقليمية دولية كان جميع الافرقاء في لبنان يدركون سلفاً اسوة بكل دول العالم خطورة الوصول اليها من دون انجاز الاستحقاق الحكومي. واشارت الى انها تعني دخول المنطقة مرحلة احتدام كبير متجدد بين الولايات المتحدة وايران بعدما اعادت الادارة الاميركية فرض العقوبات على ايران ابتداء من الاثنين المقبل. ومع ان الاوساط نفسها تلفت الى ان فرصة نفاد انجاز تسوية تعوم تشكيل الحكومة لا تزال قائمة وواردة بما يمكن معه لبنان ان ينأى بنفسه عن تداعيات الاحتدام المرتقب في المواجهة الاميركية – الايرانية فانها لم تخف قلقها من ملامح توظيف للازمة الحكومية اللبنانية في هذه المواجهة.

وقالت الاوساط إن الاسبوع المقبل سيكتسب من هذه الناحية أهمية استثنائية لجهة الطابع الاختباري الذي سيكتسبه في رسم وجهة المسار الحكومي إما نحو التسوية والانفراج وإما نحو استمرار الجمود والدوران في دوامة استهلاك الوقت. وأضافت ان المضي في الأزمة من دون مخارج داخلية يجب ان تظهر في الايام الاولى من الاسبوع المقبل سيعني بوضوح ان الاختباء وراء عقدة تمثيل “سنة 8 آذار” ليس الا الستار الواهي لتخبئة العقدة الكبرى والاشد خطورة والمتمثلة في استعمال طرف اقليمي معروف الواقع اللبناني ورقة ارتهان بحيث يمكن اعتبار التطورات التي حصلت في لبنان في الايام الاخيرة أنها أدت الى “خطف الحكومة ” وابقائها قيد الخاطف الى ان يتم التسليم بشروطه.

إقرأ ايضا: لبنان يَدْخل “مكشوفًا” زمن العقوبات

وأفادت ان ثمة من الافرقاء الداخليين من حلفاء “حزب الله” من لا يزالون ينصحون الافرقاء الآخرين بعدم التعامل مع حملة الدعم التي يتولاها الحزب لـ”سنّة 8 آذار” كأنها ترجمة “لبنانية” للرد الايراني على الحصار الاميركي، لان الحزب يبلغ كل من يراجعه في شأن تذليل تصلبه حيال عقدة نواب السنّة من 8 آذار أن هذا الموقف محض محلي ولا حاجة اطلاقاً الى الذهاب بعيداً في اتهام الحزب بامور لم يكن ليضعها على مسرح الاستحقاق الحكومي كما يقول البعض تحت أي ظرف لان الحزب لا يعمل على اجندة خارجية وليس في حاجة الى ذلك اطلاقاً وكل اتهام له بدفع الاستحقاق الحكومي نحو تطورات اقليمية يعني بالنسبة اليه تهرب المعنيين من مواجهة العقدة الاخيرة التي تؤخر الولادة الحكومية.

 

المصدر النهار