السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

اقتحام المصارف.. أيشعل مروان خير الدين الموجة الثانية للثورة؟

بعد مشاهد مذلة اللبنانيين في استجدائهم موظفي المصارف للحصول ولو على قسط من رواتبهم الشهرية، وتعاظم نقمتهم على حجز المصارف ودائعهم وحساباتهم الجارية،

بدأت التحركات الاحتجاجية في أكثر من منطقة على القطاع المصرفي. وتصاعدت الحملة، فدخل محتجون بالعشرات إلى فروع بعض المصارف منددين بالإجراءات غير القانونية التي اتبعتها منذ أكثر من شهرين.

اليقظة الوطنية للمصرفي!

ولم يكتفِ أصحاب المصارف بحجز أموال اللبنانيين، بل بادر صاحب مصرف الموارد مروان خير الدين، إلى رفع دعوى قضائية ضد الناشط ربيع الأمين بسبب تعليقاته على حسابه في فيسبوك، المنددة بطروحات خير الدين الذي أعلن عن ضرورة تحويل ودائع اللبنانيين وحساباتهم المصرفية الجارية بالدولار إلى الليرة اللبنانية.

وهو تذرع بأن الدولرة في لبنان “غير قانونية ولا شرعية ولا وطنية”. كأنما الدولرة ليست من صناعة المصارف، بل اتبعها الشعب اللبناني لضعف في وطنيته، على ما أوحى خير الدين في حديثه التلفزيوني، غير مكترث بأن سعر صرف الدولار فاق الألفي ليرة في الأسواق، ومحملاً سبب الأزمة الحالية للشعب اللبناني، معتبراً أنه شعب مدمن على البذخ، واعتماد الدولار عملة للتداوال بدل العملة الوطنية.

.. وطرائده البرية

حيال تصريحاته هذه انبرى الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي بانتقاده، ونشروا صوراً لرحلاته “السياحية”، يقوم فيها باصطياد حيوانات برية في طور الانقراض، متفاخراً بقتلها والتقاط الصور مع طريدته. وجاءت هذه الصور دليلاً على عدم اكتراثه بمصائب اللبنانيين على اعتاب الأزمة المالية والاقتصادية والمعيشية التي يعيشون.

واعتبر الناشطون أن أصحاب المصارف الذين يكدسون الأموال ويتفاخرون بهواياتهم القاتلة، إعلان حرب على جميع المواطنين المحرومين من أموالهم التي تصرفت بها المصارف على هواها، فتبخرت على نحو غامض ومريب، وباتت غير متوفرة حالياً.

انصياع القضاء للمصارف

وحركت دعوى خير الدين القضائية ضد الأمين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعدما طلب مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية من الأمين المثول أمامه يوم الإثنين المقبل.

لذا تداعوا للاعتصام داخل مصرف الموارد في شارع الحمراء. واعتبروا أن هذه الحادثة تشير إلى أن أجهزة الدولة تنصاع لأصحاب المصارف. ويجب التصعيد ضدها بتنفيذ تحركات احتجاجية داخل المصارف.

وفي سياق تصعيد التحركات ضد المصارف، أقدمت مجموعة من قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني على اقتحام مصرف BLC في الحمراء، لمساعدة مودعين احتجزت أموالهم في المصرف.

وطالبت المجموعة بفك حجز أموالهم المحتجزة خلافاً للقانون.

والتقت المجموعات التي تحركت ضد مصرف الموارد مع مجموعة الطلاب الشيوعيين، وبدأوا بجولة على المصارف لرفع الصوت ضدها.

وأطلقوا هتافات مناهضة لتصريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي قال: “ما حدا بيعرف”، رداً منه على سؤال عن سعر الصرف الدولار وإلى أين سيصل؟

مروان خير الدين

وهتف الناشطون: يسقط مروان خير الدين، تسقط المصارف، تسقط سلطة جمعية المصارف، وتسقط السلطة السياسية المستسلمة لحكم المصارف.

وحمّل المتظاهرون المسؤولية إلى جمعية المصارف التي تضمّ ممثلين عن رؤساء مجالس إدارات المصارف، وأكدوا عزمهم على متابعة النضال ضدّ السلطة المصرفية التي تشكّل اليوم رأس الحربة في المعركة الطبقية والسياسية التي يخوضها الشعب اللبناني منذ 17 تشرين الأول 2019.

وتلا المتظاهرون بياناً من داخل المصرف، قالوا فيه إن تحركهم هدفه التصويب على السلطة الحقيقية في البلد، أي المصارف، لافتين إلى أن المواجهة المباشرة معها ومع جمعية جمعيتها، بصفتها خط الدفاع الأبرز عن النظام المالي المتهالك.

ودانوا وقوف أجهزة الدولة عاجزة ومتواطئة ومتخاذلة عن استعادة السيادة المالية من العصابات المصرفية التي تستولي على رواتب الموظفين، معلنين استمرار التحدي وتصعيد التحرك.

وأضاف البيان: “صاحب مصرفكم المدعو مروان خير الدين هو أحد أفراد العصابة التي سطت على ودائعنا، ويقوم بتحويلها على هواه من عملة إلى أخرى. ويقوم برحلات سافاري مرتكباً مجازر بيئية موصوفة، ويتفاخر أنه من القبضايات. ووصل به الأمر إلى اصطياد الناشطين لمنعهم من حقهم في الصراخ والانتقاد”.

وفي ظل الإجراءات غير القانونية للمصارف، وبغياب القضاء عن ملاحقة أصحاب المصارف، وبعدما باتت الدعاوى القانونية التي تقدم بها كثر من المودعين للحصول على أموالهم غير ذي جدوى، خصوصاً أن لا قضية رفعت وصلت إلى حل،

تمكن هؤلاء المتظاهرون من الضغط على فرع BLC فرضخ مديره وأعاد الأموال للمواطن، الذي دخلوا معه لمساعدته على استعادة أمواله. فهل هذا “الإنجاز” يؤسس إلى مرحلة جديدة في التعاطي مع المصارف لإعادة الأموال بالقوة.