السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأسعار ترتفع بشكل جنوني... كيف سيعيش الفقير في لبنان؟

وكأن “جهنم” الفقر فتحت على لبنان، وكأن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد لم تكن تكفي حتى دخلت الأزمة المالية على الخط، ارتفع سعر صرف الدولار حتى وصل الى رقم خيالي، لامس عتبة العشرة آلآف ليرة، ليضاف الى كل ذلك تلويح مصرف لبنان برفع الدعم عن السلع الاساسية، الذي في الاصل لا يلمسه اللبنانيون الا عند شراء اصناف قليلة من المواد الغذائية، والمشهد اليوم في سوبرماركت “سبينس” يكفي للتعبير عما يمر به المواطنون، فالمواد المدعومة يمنع شراء أكثر من “واحدة” منها، كذلك حال الفيديو الذي تداول لما قيل انه من سوبرماركت في جبيل، حيث تهافت الناس وكادوا يتضاربون من اجل عبوة زيت.

ما يعاني منه اللبنانيون توقعته عدة جهات دولية، فالمرصد الاقتصادي للبنان في البنك الدولي، توقع أن يصبح أكثر من نصف السكان فقراء بحلول 2021، وفي ذات السياق كشفت دراسة أعدتها لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (إسكوا) عن تضاعف نسبة الفقراء من سكان لبنان لتصل إلى 55% عام 2020، بعد أن كانت 28% في 2019، فضلا عن ارتفاع نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع بـ3 أضعاف من 8 إلى 23% خلال الفترة نفسها.

وأشارت الدراسة إلى أن العدد الإجمالي للفقراء من اللبنانيين أصبح يفوق 2.7 مليون شخص، حسب خط الفقر الأعلى (أي عدد الذين يعيشون على أقل من 14 دولارا في اليوم)، وأن هذا يعني عمليا تآكل الطبقة الوسطى بشكل كبير، وانخفاض نسبة ذوي الدخل المتوسط إلى أقل من 40% من السكان.

صورة بسيطة عن غلاء الأسعار في لبنان، اضاء عليها الصحافي سعد الياس في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث كتب “نفقات منزلية لشهر شباط:

فاتورة موتور 703000 ليرة
فواتير كهرباء الدولة والهاتف والانترنت: 310000 ليرة
فواتير الهاتف الخلوي:220000 ليرة
مازوت:450000 ليرة
مواد غذائية وديليفري:1900000 ليرة
دواليب للسيارة:3800000 ليرة
راتب المساعدة المنزلية الاجنبية: 2500000 ليرة
قسط مدرسي للأولاد:4000000 ليرة
المجموع:13883000 ليرة فقط لا غير
كيف سيعيش الفقير في لبنان؟”

كل شيء في لبنان ارتفع سعره، ومهدد بالارتفاع أكثر فأكثر عند رفع الدعم، ما دفع اللبنانيون إلى معاودة النزول الى الشارع وقطع الطرق، الا انهم في قرارة انفسهم يتجهزون لمرحلة ما تحت خط الفقر، مع استمرار تمسك المسؤولين الذين اوصلوا البلد إلى ما هو عليه بكراسيهم، ومحاصصاتهم وفسادهم.