السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

التهريب من سوريا إلى لبنان..لإمداد مناطق "حزب الله" بالغذاء

تزايدت خلال الأيام القليلة الماضية عمليات تهريب المواد الغذائية من المناطق السورية الحدودية في ريف دمشق، باتجاه الأراضي اللبنانية، بحسب مراسل “المدن” أحمد الشامي.

مصدر مطلع قال لـ”المدن”، إن عمليات تهريب السلع الغذائية من سرغايا والديماس والصبورة وراس العين، باتجاه الأراضي اللبنانية كانت قد بدأت تدريجياً خلال تشرين الثاني/نوفمبر، مقتصرة على أصناف محددة من المعلبات، قبل أن تشمل بعد ذلك أصنافاً أخرى وبكثافة كبيرة.

التهريب من المناطق الحدودية ليس حكراً على فئة معينة، إذ يدير هذه العملية التجار الكبار في الديماس والصبورة ويعفور وسرغايا، بالإضافة إلى المتطوعين في مليشيات “قوات بعث لبنان” و”اللجان الشعبية”، وحجاج وعناصر “حزب الله” صاحب السلطة الحقيقية في المنطقة.

وتنتشر معابر التهريب الحدودية بكثافة من نقطة المصنع وحتى رأس العين، بالإضافة إلى سرغايا، وهي خاضعة بشكل كامل لسيطرة “حزب الله” الذي باتت يتعامل بشكل ليّن مع المهربين مؤخراً، بعدما كان يمنع أي تحرك لهم. ويهيمن الحزب حالياً وبشكل كامل على عمليات التهريب بالتعاون مع “الفرقة الرابعة”، بواسطة مهربين محليين على ارتباط بهما.

ويُفضّلُ موزعو الجملة السوريون توزيع بضائعهم ضمن القرى والبلدات الحدودية السورية التي تنشط فيها عمليات التهريب، نتيجة الركود الاقتصادي الذي تشهده سوريا، وارتفاع أسعار السلع الرئيسية بشكل يومي. إذ يشتري المهربون البضائع في المناطق الحدودية من الموزعين مباشرة، بالسعر المطلوب.

وغالباً ما تعود عمليات التهريب بشكل سلبي على السوق المحلية في تلك المدن والبلدات السورية الحدودية. إذ ارتفعت أسعار بعض السلع وباتت بضعف سعرها السابق بسبب الطلب المتزايد من قبل المُهربين، المتحكمين حالياً بسعر السوق.

أحد المُهربين من مدينة الصبورة، قال لـ”المدن”، إن ما دفعه للعمل هو الأرباح التي يمكن جنيها من التهريب بسبب تفاوت الأسعار بين سوريا ولبنان، بنسبة 30% في بعض الاحيان، وهي نسبة ربح مقبولة جداً في ظل الركود الذي تشهده سوريا.

وأضاف أن المنطقة الحدودية لم تتوقف فيها عمليات التهريب المنظمة، ومع تصاعد أي ازمة اقتصادية على أحد جانبي الحدود، تنشط عمليات التهريب، بحسب طلب واحتياجات السوق.

مصدر محلي قال لـ”المدن”، إن مدنيين تقدموا بشكاوى عديدة لمؤسسات وزارة التموين السورية، بهدف ضبط الأسواق وإيقاف تجار الجملة عن بيع كميات كبيرة من المواد الغذائية للمهربين، ما انعكس سلباً على حياتهم. إلا ان الوزارة لم تحرك ساكناً، لكنها نفذت دوريات مفاجئة في سوق الديماس والصبورة بحثاً عن بضائع مُهربة تركية المصدر!.

وفي ظل تراخي التموين، بالتعاطي مع مشكلة ارتفاع الاسعار والتهريب باتجاه الأراضي اللبنانية، وتراخي مليشيا “حزب الله” في ضبط الحدود، فقد بات جلياً وجود اتفاق ما بين النظام والحزب عن التهريب، بهدف إمداد مناطق سيطرة الحزب في لبنان بالمواد الاستهلاكية اليومية، والتحكم بآثار الأزمة الاقتصادية اللبنانية.