الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

التوتر يتصاعد بعد الضربة الثلاثية.. “حزب الله”: إيران سترد.. وتذكروا قول نصرالله

آثار الضربة الثلاثية ( الأميركية ـ البريطانية ـ الفرنسية ) ضد عدد من المواقع ومراكز الأبحاث الكيميائية التابعة للنظام السوري، ما زالت مطروحة على بساط التقييم والنقاش حتى على موائد الدول التي شاركت فيها، حول ما استهدفته وما حققته والخطوات التالية لها، ودخلت المنطقة في مدار تطور آخر تمثّل بارتفاع وتيرة التوتر بين ايران وإسرائيل ، على خلفية استهداف اسرائيل لمركز ايراني في قاعدة تيفور السورية.

المعلومات الواردة من الميدان السوري، تتحدث عن زيارات عسكرية لمسؤولين ايرانيين كبار في “الحرس الثوري” الى سوريا ، ومن بينهم قائد “فيلق القدس” اللواء قاسم سليماني. وجاءت الزيارة بعد التهديد الايراني بالرد على الهجوم الإسرائيلي على مطار التيفور العسكري وأسفر عن مقتل 14 شخصاً، 7 منهم من قوات “الحرس الثوري”.

ورصدت بالتوازي مع ذلك، حركة غير اعتيادية في المناطق التي تقع تحت النفوذ الايراني في سوريا، بالتزامن مع اجراءات احترازية وبالغة الشدة اتّخذت بشكل ظاهر، في وقت اعلنت موسكو انها تنظر الى الضربة الاسرائيلية على قاعدة تيفور، كحدث شديد الخطورة، قد يفتح الامور على مصاعب كبيرة.

المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية تحدثت عن وضع خطير احتمالاته مفتوحة. واللافت في هذا السياق انّ المستوى العسكري الاسرائيلي يتعاطى مع هذه الاحتمالات بجدية بالغة، وهو الامر الذي دفع الى اعلان الاستنفار ترقّباً للرد الايراني.

قلق روسي

وقال ديبلوماسي روسي لصحيفة “الجمهورية”: “روسيا رفضت الضربة الثلاثية على سوريا ، باعتبارها تفاقم من الصراع في المنطقة ويدخلها في مخاطر كبرى لا يسلم منها أحد، وهي ترفض بقوة الغارة الاسرائيلية على قاعدة تيفور. هذا العمل نراه عاملاً مؤججاً للصراع ولا نستطيع ان نتكهّن باحتمالاته. موسكو قلقة، لا نستطيع ان نؤكد او ننفي احتمال الرد الايراني، لكنّ الوضع خطير جداً”.

“حزب الله”

وذكّرت مصادر في “حزب الله” بما قاله أمينه العام حسن نصرالله عن انّ الغارة الاسرائيلية هي محطة مفصلية، ما بعدها غير ما قبلها. وقالت لـ”الجمهورية”: “ايران اتخذت قرارها بالرد، وجرى التأكيد على ذلك على لسان القادة الايرانيين الذين قالوا انهم سيردون في الزمان والمكان المناسبين، إيران لا تستطيع الّا ان ترد، ونحن على يقين من انها سترد، لأنّ عدم الرد سيثبت انّ اسرائيل تمكنت من فرض قواعد اشتباك جديدة مع ايران، وسيطلق يدها مجدداً للقيام بعمليات واستهدافات مماثلة.

وبالتالي، لا نستبعد ان يتم هذا الرد في وقت ليس بعيداً، ونتوقع ان يتم الرد في سوريا او من سوريا. وبحسب معلوماتنا يريد الايرانيون ان يكون الردّ موجعاً لإسرائيل، وكما شيّعت ايران ضحايا الغارة السبعة، يجب على اسرائيل ان تشيّع جنودها ايضاً”.

وفي السياق، قال مرجع سياسي لـ”الجمهورية”: “يبدو انّ الغارة العسكرية ضد سوريا لم تحقق المراد منها، ولم تُرض اسرائيل، فلجأت الى تمرير ضربة عسكرية ضد مركز ايراني تحت غطاء الضربة الثلاثية”.

اضاف: “ما ينبغي لَحظه هو انّ الغارة على المركز الايراني، تأتي على مقربة من شهر ايار، وهو الشهر الذي سيحسم فيه دونالد ترامب موقفه من الملف النووي الإيراني ، ما يعني انها ضربة تهدف الى خلق واقع جديد لدفعه الى تنفيذ وعده بالانسحاب من الاتفاق، هذا في وقت ما زال هذا الاتفاق خاضعاً للنقاش في واشنطن، ويغلب عليه موقف البنتاغون الذي أعلن قبل فترة قصيرة انّ في هذا الاتفاق مصلحة لواشنطن”.

وأضاف: “الوضع يبعث على القلق، واحتمال تدهوره وارد في اي لحظة، انا اعرف الايرانيين، هم جدّيون، وألزموا نفسهم بالرد، وأعتقد انّ السوريين والروس قد ابلغوا بذلك، اضافة الى حلفاء ايران في لبنان، وتحديداً “حزب الله”.

وقال: “انّ تدهور الاوضاع، فيما لو حصل، معناه انّ الازمة السورية دخلت في مرحلة جديدة، وانّ المنطقة معها على باب تحولات خطيرة انطلاقاً من الميدان السوري. صورة المنطقة حالياً تقع على برميل بارود، وما أخشاه ان نكون حالياً في مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة”.

وخَلص الى القول: “وضع المنطقة كله في خطر، وفي لبنان يجب علينا دائماً وأبداً ألّا نأمن من الغدر الإسرائيلي”.

 

المصدر صحيفة الجمهورية