فهل ان حسان دياب المنتمي الى مرحلة ما قبل سليماني لم يعد صالحاً للحقبة المستجدة التي قد تتطلب حكومة تواكب خطورة الاوضاع من رأسها حتى اخمص القدم؟ حكومة يرأسها من هو ملم بالواقع السياسي الطارئ وما تستوجبه مقتضيات الصراع الاقليمي المفتوح على كل الاحتمالات بما فيها الحرب الشاملة، يملك من القدرة ما يمكنه من تحمل الضغوط الهائلة التي قد يتعرض لها؟
حتى الساعة لا يمكن الجزم. فباستثناء موقف بري، على اهميته، وما تسرب من اوساط حزب الله عن ان الثنائي الشيعي لم يرفع بعد اسماء وزرائه رسميا الى الرئيس المكلف، لم يصدر ما يؤكد هذا التوجه، ولو ان الطبخة الحكومية لم تنضج بالكامل اذ تبقى بعض الوزارات عالقة لا سيما الطاقة، بعدما تردد ان اشكالية الخارجية حُلت.
تغريدة اممية: وفي انتظار الجديد الايراني او الاميركي او العراقي الموعود في اطار حرب الردود المفتوحة، بدا الابرز في ملف التشكيل اليوم دخول اممي على الخط الحكومي من خلال تغريدة للمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش عبر حسابه على “تويتر” قال فيها: “إن إبقاء لبنان من دون حكومة تتسم بالكفاية والصدقية عمل غير مسؤول في ضوء التطورات في البلد والمنطقة”، مضيفاً “أحض الزعماء على التحرك دون مزيد من التأخير”.
حكومة لم الشمل: ومع ان مصادر سياسية اعربت عن اعتقادها بأن من مصلحة حزب الله “تهريب” حكومة الرئيس دياب لمواجهة الازمة الداخلية، قائلة لـ”المركزية” بأن الحزب هو اكثر من يدرك ان حكومة المواجهة محكومة بالاعدام والفشل، وأهون الشرور ولادة حكومة دياب القادرة على استجلاب المساعدات للنهوض بالوضع الداخلي المأزوم، فينصرف انذاك الى الشأن الاقليمي الاهم بالنسبة اليه، توقفت المصادر عند الموقف اللافت للرئيس بري في لقاء الاربعاء،
اذ نقل عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي بزي، عن بري أن “المرحلة الحالية تستدعي حكومة لمّ شمل جامعة، وأن الوقت ليس وقت التلهي بشكل الحكومة على حساب جوهرها وبرنامجها”. وأشار بزي إلى أن الرئيس بري “سيحدد جلسة لإقرار موازنة العام 2020 قبل نهاية الشهر الجاري”. وافادت المعلومات ان الرئيس بري اتصل بالرئيس سعد الحريري ودعاه لحضور الجلسة التشريعية التي ستناقش وتقرّ موازنة ٢٠٢٠.
وبعبدا لا تمانع: وليس بعيداً، افاد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “المركزية” انه يترقب ابعاد موقف الرئيس بري وهو لا مانع لديه في توسيع الحكومة والعودة الى صيغة الـ24 وزيرا لتمثيل المكونات السياسية والنيابية كافة، كما يطرح رئيس المجلس خصوصا ان الاوضاع في البلاد تتطلب تعاون الجميع والمهم العمل سريعا لوضع حد للازمة. وافاد هؤلاء ان عدم تسليم الثنائي الشيعي اسماء وزرائه للرئيس دياب لا يعني تراجعهما فقد درجت العادة ان يسلمانها قبل اعلان التشكيلة .
لا تشكيل: وغداة اللقاء الذي عقد امس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف، أفادت المعطيات بأنّ القرار الكبير بولادة الحكومة ليس متوفرا، وقد تكون واردة العودة إلى البحث بحكومة تكنوسياسية أو سياسية جامعة. وفي حين أفيد أنّ مسوّدة الحكومة أصبحت شبه منجزة واتُفق على ملء الفراغات فيها وعلى الحقائب السياديّة، قالت مصادر مطلعة على تشكيل الحكومة ان حظوظ ولادة الحكومة تراجعت والاجواء سلبية، وان “الحكومة “معربسة” وللأسف الأمور تغيّرت كثيراً”.