الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الجامعة العربية​: لبنان​ لا يتحمل حالة "القبول بالفراغ الرئاسي"

أعلنت الامانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان، أنه “انطلاقا من حرص الجامعة العربية على مواكبة لبنان في المحطات المهمة كافة، واستشعارا منها للتداعيات الخطيرة التي ستترتب على دخول البلاد في فراغ رئاسي في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في ٣١ الشهر الجاري، توجه السفير حسام زكي الأمين العام المساعد، بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية امين ابو الغيط الى لبنان، بهدف استشراف آراء القيادات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي القادم، والنظر في سبل معالجة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد”.

وأشار البيان الى أن “الموفد الشخصي للأمين العام استهل زيارته بعقد لقاءات عدة مع زعماء الكتل النيابية من الوان الطيف السياسي كافة، شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري -رئيس حركة أمل ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل، بالاضافة الى عدد من النواب التغييرين والمستقلين.

كما التقى زكي بالرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب”.

ولفت البيان الى أن “زكي استمع خلال هذه اللقاءات إلى مختلف وجهات النظر حيال الاستحقاق الرئاسي القادم وتداعيات الدخول في شغور رئاسي، خصوصا مع ضيق الوقت المتاح لاستكمال هذا الاستحقاق في موعده.

وصرّح السفير حسام زكي عقب الزيارة انه استشعر تباينا كبيرا في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلا عن ضعف قنوات التواصل فيما بينهم، الأمر الذي قد يدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خصوصا في ضوء حال الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية.

واضاف زكي ان لبنان لا يتحمّل حال “الاعتياد على الازمة” او القبول بالفراغ الرئاسي في ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها، والتي انعكست على الحال المعيشية للمواطنين وعلى الوضع الاجتماعي في البلاد على نحو يمثل مصدر قلق وانزعاج لمحبي لبنان وداعميه. وناشد -خلال المقابلات التي اجراها- كافة القيادات السياسة تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سويا وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري الهام، لافتاً الى أن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يساهم حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الازمات العالمية.

وجدّد زكي استعداد الجامعة العربية القيام بأي دور يطلب منها لمساعدة لبنان في تجاوز الازمة السياسية، خصوصا وأن الاطراف التي التقاها رحبت بمواكبة الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة المهمة.

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان “الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس”. واعتبر ان “الجهود يجب ان تنصب على انجاز الاستحقاق الرئاسي، لان بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميّزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية الكاملة والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية، ما يمكن ان يعرّضه لأوضاع تؤثر على وحدته وتضامن أبنائه”.

وأشار الرئيس عون الى ان لبنان “ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين مع الإسرائيليين لتحديد مسار المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود الجنوبية”.

وكان السفير زكي نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط وتمنياته بدوام استقرار لبنان. وأوضح ان زيارته لبيروت “تندرج في اطار اهتمام الجامعة بالأوضاع اللبنانية، لا سيما في ما خص الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأطراف اللبنانية منه، مع تأكيد أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضرورة تعاون الجميع لتحقيق هذه الغاية”.

وضم الوفد المرافق للسفير زكي، لمى قاسم، المستشار جمال رشدي والمستشار يوسف السبعاوي، وحضر عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.

زكي: بعد الاجتماع، ادلى السفير زكي بتصريح قال فيه: “تشرفت اليوم بمقابلة فخامة الرئيس، وهذا هو اليوم الثاني لزيارتي الى لبنان. بالأمس كانت هناك لقاءات مع رؤساء الكتل السياسية في البرلمان من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”الكتائب” و”التقدمي الاشتراكي” وحركة “امل”، وكانت هناك احاديث كثيرة حول موضوع الاستحقاق الرئاسي، ونحن نستشعر ان الاقتراب من هذا الاستحقاق من دون بوادر الوصول الى ما يشبه التوافق حول من سيصل الى سدة الرئاسة اللبنانية، هو امر يبعث على قدر من القلق لان لبنان في هذه الفترة وهذه الظروف لا يحتاج الى فراغ رئاسي، وهذا امر مهم. الجامعة العربية التي تواكب لبنان كعادتها في كل محطاته واستحقاقاته الرئيسية، تسعى ايضاً لتسهيل حصول هذا الاستحقاق بسلام، وتأمل ان يمر بشكل سلس، وهذا الامر يتطلب الكثير من التواصل والتفاهمات بين المعنيين للوصول الى تفاهم مشترك مطلوب يؤدي الى الوصول الى اتفاق، وهذا الموضوع يستمر في كسب رعاية واهتمام امين عام جامعة الدول العربية. من هنا فالزيارة لن تكون الأخيرة لوفد الجامعة في هذا السياق، وسنستمر في التواصل بناءً على طلبات من الكتل السياسية، وفي تقديم الدعم لان هدفنا هو مصلحة الدولة والشعب اللبناني وكل ما يمكن تسهيل الوصول الى تفاهم، وهو ما شرحته لفخامة الرئيس اليوم وسأتشرف ايضاً بمقابلة دولة الرئيس ميقاتي لنقل الصورة نفسها وللحديث عن هذا الموضوع المهم”.

سئل: ما هو الانطباع الذي خرجتم به من لقاء فخامة الرئيس، وهل يمكن الحديث عن ملامح مبادرة عربية من اجل لبنان؟

أجاب: “رؤيتنا لهذا الموضوع تقضي بوجوب ان تحصل تفاهمات لبنانية داخلية، ويجب على السياسيين اللبنانيين التواصل مع بعضهم للوصول الى ما يجب الوصول اليه، أي الى اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي. اما العوامل الخارجية حتى ولو كانت على غرار دعم الجامعة العربية، فتبقى خارجية ولا ينبغي ان يكون الاعتماد الأساسي عليها. الجامعة ليست لاعباً منحازاً بل تضع مصلحة الدولة اللبنانية فوق أي اعتبار ولا تملك مصالح ورؤية ضيقة. وبالامس، اكدت خلال الاتصالات التي اجريناها، على هذا الامر وعلى ان الجامعة حاضرة لكل ما يطلب منها، وقد رحب الجميع بذلك لانهم يدركون انه في الماضي لم تخذل الجامعة لبنان وكانت حاضرة معه في كل استحقاقاته ودعمته بشكل كبير في أوقات الشدة. اما القيام بمبادرة عربية، فقد يكون من المبكر الحديث عنها، ويمكن تكثيف الاتصالات مع الجميع لاستكشاف فرص الوصول الى توافق قبل انتهاء المهل المحددة”.

سئل: ما هو موقف الجامعة العربية من مسألة ترسيم الحدود البحرية التي تجرى عبر الوسيط الأميركي؟

أجاب: “موقفنا واضح ويتمثل بتأييد كامل للبنان في الاتفاق واهدافه وما يقوم به للحفاظ على حقوقه، وسبق ان اعلنّا ذلك سابقاً، وأؤكد عليه مجدداً الآن. فالجامعة تساند وتؤيد الحقوق اللبنانية في أراضي لبنان ومياهه، وتقف الى جانبه في هذه المسألة.

السراي: بعدها انتقل زكي الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في اللقاء الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح.

بعد اللقاء قال زكي: “تشرفنا بلقاء الرئيس ميقاتي وبحثنا معه في الشأن اللبناني، نكرر اهتمام الجامعة العربية بلبنان ومواكبتها له في الاستحقاقات المهمة كافة خصوصا انه مقبل على استحقاق رئاسي مهم. بالامس كانت لي جولة على رؤساء الكتل الأساسية في البرلمان “التيار الوطني الحر” “القوات اللبنانية” والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة “امل” وقد اجمع الجميع على أهمية الاستحقاق ولكن هناك تباينات في المواقف ولكن نعتقد ان الامر يستحق المزيد من التشاور والتواصل بين السياسيين اللبنانيين للوصول الى التفاهمات المطلوبة حتى يسير البلد على الطريق الصحيح. ونأمل استمرار التواصل لأنه يقود الى التفاهمات وان شاء يكون البلد مقبل على امر ايجابي.”

أضاف: “بالتزامن مع زيارتنا كان هناك أنباء عن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل واعلنا أن الجامعة العربية تؤيد بالكامل المواقف اللبنانية في سبيل الحفاظ على الحقوق الاقتصادية للبنان في البحر، ونأمل ان تكون هناك أخبار جيدة في هذا الشأن وتنعكس ايجابا على مجمل الوضع بما في ذلك الاستحقاق الرئاسي المقبل”.

الخارجية: كما استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الذي أعلن بعد اللقاء انه عرض لبو حبيب ما يقوم به في لبنان من لقاءات مع كبار السياسيين اللبنانيين بشأن موضوع الاستحقاق الرئاسي الذي اقترب موعده. وقال: “ولأننا نواكب لبنان دائما في كل استحقاقاته نجد ان من واجبنا في الجامعة العربية ان نتواصل مع الاخوة في لبنان وتحديدا القيادات السياسية كي نساعد في ان يصل الجميع الى مخرج جيد يفيد البلد في هذا الموضوع”.

تابع: “كما قلت في تصريحات سابقة نحن مهتمون جدا بأن يتم التوصل الى تفاهم وتوافق حول موضوع الاستحقاق الرئاسي ومن يصل الى سدة الرئاسة في لبنان في الآجال الدستورية وقبل انتهاء المهلة المحددة. طبعا هذا لن يكون امرا سهلا نتيجة التباينات في المواقف، وهو أمر متوقع ومعروف ولكن كل شيء يُحل بالتواصل والحوار وان شاء الله بالمزيد من الجهد وتكثيف التواصل يمكن الوصول الى ما يرضي الشعب اللبناني وكذلك الدولة اللبنانية ويتم التوصل الى توافق عام على كيفية المضي قدما في هذا الموضوع”.

أضاف زكي: “استمعت الى خبرة بو حبيب في هذا الأمر وتقييمه، وهو شكر جامعة الدول العربية لاهتمامها المستمر بلبنان، ونحن قلنا ان هذا واجب الجامعة، والامين العام للجامعة يتابع الشؤون اللبنانية عن كثب وان شاء الله يكون هذا الاقتراب من الجامعة مفيدا للوضع .

جعجع: من جهة أخرى، عرض رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مع زكي والوفد المرافق الذي ضمّ الوزير المفوض لمى قاسم، المستشارين يوسف السبعاوي وجمال رشدي، في حضور النائب جورج عقيص، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في القوات الوزير السابق ريشار قيومجيان ومديرة مكتب الاعلام لرئيس القوات انطوانيت جعجع، لآخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية.

جعجع وفي مستهل الاجتماع، شكر امين عام الجامعة العربية احمد ابو الغيط على الجهود التي يبذلها في سبيل تحسين وإنقاذ الوضع اللبناني، كما أطلع زكي خلال اللقاء الذي استغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، على خريطة الطريق التي تعتمدها المعارضة لإيصال مرشحها الى رئاسة الجمهورية.

وفي هذا السياق جدّد جعجع التأكيد على تمسك القوات بترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة وسعيها المستمر مع كل قوى المعارضة لإيصال رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي.

رئيس القوات أوضح أن الثنائي الشيعي وجبران باسيل يعرقلون وصول رئيس جديد، اذ لم يتفقوا حتى الآن على مرشح معلن من صفوفهم.

كما تمنى جعجع من الجامعة العربية عبر مساعد امينها العام، استخدام علاقاتها اللبنانية والعربية والاقليمية والسعي الى ايصال رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية ولا سيما ان وضع لبنان الاقتصادي والاجتماعي في أسوأ ظروفه.

وأكد جعجع أنه في حال توحدت قوى المعارضة وقامت بدورها الاساسي الإيجابي والتغييري والانقاذي التي إنتُخِبت على أساسه، تستطيع ايصال رئيس للبلاد يعكس مشروعها وخيارها، باعتبار اننا لا نريد رئيساً لإدارة الازمة بل رئيساً انقاذياً يجد الحلول الناجعة لها، نريد رئيسا صاحب قرار يتبنى الإصلاح المطلوب، قادراً على وقف التهريب وتخفيض حجم التوظيفات الزبائنية ليعيد ثقة المجتمع العربي والدولي بالدولة اللبنانية.

واذ لفت الى ان وجود قوة عسكرية مع حزب الله لا تعني ابدا تمتعه بقوة سياسية في لبنان، شدد جعجع على ان حزب الله وحلفاءه يسعون الى ايصال “رئيس على ايدن” ينفذ لهم كل مطالبهم، وهم انطلاقا من هنا لا يقبلون بالنائب معوض باعتبار انه سيادي وصاحب قرار حر مستقل.

وكشف رئيس القوات انه في حال لم يقبل الفريق الآخر بمرشح قوى المعارضة، نحن أيضا لن نقبل إلا برئيس جدي وفعلي للبنان بكل ما للكلمة من معنى، وسنستمر في تكثيف الضغوط والتمسك بموقفنا حتى تحقيق الهدف المنشود وهو انتخاب رئيس انقاذي للبنان.