الخميس 8 ذو القعدة 1445 ﻫ - 16 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الجوع يضرب في كل مكان.. الفقراء يودعون المناقيش واللحوم تحلق مع الدولار

وسط التخبّط الحكومي في إدرة الأزمات المتلاحقة في البلد، تتزايد الضغوط على شرائح المجتمع ذوي الدخل المحدود، وباتوا في صراع شبه يومي لتأمين تكلفة لقمة العيش.حتى أن العديد من الأشخاص قد يعجزون عن الحصول على قوت الفقير مع رفع سعر ربطة الخبز أيضاً بعد خفض وزنها.

 

وفي تقرير للصحافي في “نداء الوطن” “مايز عبيد” يروي في جولته على أحد أفران بيع المناقيش في بلدة حلبا، وسؤاله عن الأسعار ليتبيّن  التالي:

منقوشة الزعتر من 500 ليرة لبنانية إلى 2000 ليرة لبنانية، منقوشة الجبنة من 1000 ليرة إلى 3000 ليرة لبنانية، منقوشة اللحمة من 3000 ليرة لبنانية إلى 6000 ليرة لبنانية.

في محلّات أخرى في عكّار وطرابلس، وصل سعر منقوشة الزعتر إلى 5000 ليرة لبنانية. لكنّ هناك محلّات مناقيش أو أفراناً للمناقيش في داخل القرى العكّارية وفي أحياء مدينة طرابلس الداخلية، لا تزال تبيع المناقيش ضمن سعر معقول، حيث يتراوح سعر منقوشة الزعتر بين 1000 و 1500 ليرة لبنانية.

ولكن بشكل عام، أسعار المناقيش ارتفعت وصارت تُلهب، كالمنقوشة تماماً وهي تخرج من الفرن. وعليه، فإنّ عائلة مكوّنة من 5 أولاد مع الأب والأم، مثل مُعظم عائلات عكار، باتت بحاجة أقلّه إلى ما بين 15 ألفاً و 20 ألف ليرة لبنانية في أضعف الإيمان، لتأكل مناقيش الصباح، هذا في حال اقتصر الأمر على طلب مناقيش الزعتر وحدها.أحد أصحاب أفران المناقيش في منطقة العبدة – عكار، يُعيد سبب ارتفاع سعر المنقوشة بأنواعها، إلى ارتفاع أسعار (الزعتر، الزيت، الجبنة، اللحمة، القريشة، الطحين…) وغيرها من المواد التي تدخل في صناعة المناقيش. ويقول: “كنا في السابق نبيع أكثر ونؤمّن طلبيّات وتوصيلات بشكل أكبر. كان هاتف المحلّ لا يهدأ من الرنين.

هنا توصية وهناك طلبية… صدّقني في ناس ما معها 2000 ليرة حتى تشتري المنقوشة. المشكلة ليست بالغلاء وحده، إنما في إنقطاع السيولة المادية أيضاً من أيدي الناس، حتى نحن أصحاب الأفران، عندما نشتري المواد اللازمة لصناعة المناقيش بأسعار مرتفعة، ويخفّ علينا الطلب، فإننا أمام مأزق حقيقي، سيؤدّي بنا في نهاية المطاف إلى إقفال محلاتنا والذهاب إلى البيوت”.

تجدر الإشارة إلى أنّ عدداً من محلّات المناقيش في مناطق مختلفة من عكار والشمال، قد أقفل بسبب الغلاء والتراجع الملحوظ عن شراء المناقيش بشكل يومي، صباحاً أو مساءً، إذ ان محلات بيع مناقيش عدّة كانت تفتح مرّتين في اليوم، مرّة عند الصباح ومرّة عند المساء، بعضها صار يفتح مرة واحدة في اليوم عند فترة الصباح، وبعضها أقفل بشكل نهائي.

 

وتخلّت أغلبية العائلات عمّا بات يُعدّ “كماليات” بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية اليومية، في حين أن سعر صرف الدولار في السوق السوداء لا يزال محافظاً على ارتفاعه ولامس الـ 10000 ل.ل. للدولار الواحد، ما “يُبشّر” بأن “الآتي أعظم”. فاللحوم التي كانت صنفاً دائماً على سفرة اللبناني المشهورة بتنوعها، تحوّلت إلى سلعة رفاهية مع ارتفاع سعرها من حوالي 15000 ل.ل. لكيلو لحم البقر إلى 45000 ليرة وما فوق.

 

أما عن أسعار اللحوم و الارتفاع الجنوني في أسعارها فقد أوضح نقيب مستوردي اللحوم غابي دكرمجيان عبر “المركزية” أن “قسماً من البضائع المستوردة مدعوم ويباع بسعر أرخص، ما يجعل سعر كيلو لحم البقر العادي يتراوح ما بين 35 و40 ألف ليرة كحدٍّ أقصى. وفي حال تلاعب التجار بالأسعار فمن صلاحية وزارة الاقتصاد والتجارة ملاحقتهم ومحاسبتهم”.

ولفت إلى أن بعض الأصناف مثل الفيليه مرتفعة السعر لأنها غير مدعومة إذ ان كلفتها 10$ ما يوازي 100 ألف ليرة، وكمية استيراد هذه الأصناف تراجعت كثيراً، كنا نستورد ثلاثة اطنان منها كلّمدة أما اليوم فانخفض الاستيراد إلى حوالي 200 كيلو. وفي شكل عام تراجعت نسبة الاستيراد بما يزيد عن 50% مقابل تراجع القدرة الشرائية للمستهلك”.

وأشار إلى “أننا نحصل على الدولار المدعوم من الصرافين لكن بنسبة 30 أو 40% من الحاجة، ونتمنى لو كانت هذه الآلية تتم عبر المصارف، وحينها نتمكن من الحصول على 100%”.