الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة تعثّرت.. أديب سيعتذر.. والبلد الى جهنّم!

"داني حداد" - "MTV"
A A A
طباعة المقال

إذا لم يتدخل ايمانويل ماكرون شخصيّاً ويطلب من مصطفى أديب وقتاً إضافيّاً لمزيدٍ من المشاورات، فإنّ الرئيس المكلّف سيبلغ رئيس الجمهوريّة اليوم اعتذاره عن تأليف الحكومة.

فاتح أديب الرئيس ميشال عون، أثناء لقائهما أمس في بعبدا بموضوع الاعتذار. لم يحمل أسماءً ولا مسودّة، بل بعض الأفكار والكلام الكثير عن العراقيل التي تواجهه.

جرت ليلاً المحاولة الأخيرة. لم يتفق “الخليلان” مع أديب، في ما يشبه إعلان فشل في تأليف الحكومة، ما دفع أديب الى إبلاغ مقرّبين منه بنيّته الاعتذار، ثمّ العودة الى برلين، وترك لبنان، البيت بمنازل كثيرة، وبرؤوسٍ كبيرة أيضاً، وحامية غالباً.

سيُدخل الاعتذار المتوقّع لأديب البلد في مرحلةٍ ستزداد سواداً في غضون أشهرٍ قليلة، لينتهي عام الشؤم في لبنان بكارثة اجتماعيّة لا سابق لها في تاريخ لبنان الحديث.

وتعتبر الأشهر القليلة المقبلة حاسمة لبنانيّاً على أكثر من صعيد. هي ستشهد المزيد من الضغوط الأميركيّة على حزب الله، عشيّة الانتخابات الرئاسيّة في بلاد العمّ سام، وسيترافق ذلك مع توسّع الأزمتين الاجتماعيّة والصحيّة.

سنكون، حتماً، مع رفعٍ كاملٍ أو جزئي للدعم على بعض المواد الأساسيّة، وهو، في الحالتين، سيؤدّي الى انفجارٍ اجتماعي يحرّك الشارع، ويرفع معدل الجريمة، ويوسّع رقعة الفقر، مع ما قد ينتج عن ذلك كلّه من تفلّت أمني.

وسنكون مع أزمة صحيّة مع انقطاع بعض الأدوية والمستلزمات الطبيّة، خصوصاً التي تحتاجها المستشفيات لعلاج المصابين بفيروس كورونا، المرشّح للمزيد من التفشّي في الأشهر المتبقية من هذا العام.

وإذا كانت وتيرة الضغط الأميركي لن تتراجع، أقلّه حتى موعد الانتخابات الرئاسيّة في تشرين الثاني، فإنّ هذا الضغط قدّ يستمرّ طويلاً، ما دامت الملفات المهمّة أميركيّاً مفتوحة، من ترسيم الحدود وحتى التطبيع…

وتتحدّث مصادر مطلعة عن أنّ سعد الحريري سيكون المرشّح الأولى لتكليفه تشكيل الحكومة، في حال اعتذر أديب، ولو أنّ مهمّة التأليف ستكون شاقّة أيضاً، الأمر الذي قد يدفع الحريري الى الرفض ويؤدّي نحو البحث عن “أديبٍ” آخر.

باختصار، الأزمة السياسيّة مستمرّة. اعتذار أديب مسألة وقت. تشكيل الحكومة قبل الانتخابات الأميركيّة مستبعد. معالم الانهيار ستظهر وستتسارع. فعلاً، الى جهنّم!