الأثنين 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 20 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحلبي ممثلاً برّي وميقاتي رعى إطلاق إسم "جان عبيد على متوسطة النهضة الرسمية"

رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حفل إطلاق اسم النائب والوزير الراحل جان عبيد على متوسطة النهضة الرسمية المختلطة في مدينة الميناء، وازاح الستار عن لوحة تحمل تسمية “متوسطة جان عبيد الرسمية المختلطة”.

وحضر الاحتفال الى الحلبي، كل من النواب اللواء أشرف ريفي، ميشال معوض، كريم كبارة، وليد البعريني وجميل عبود، الوزراء السابقون نقولا نحاس، ليلى الصلح، رشيد درباس واليس شبطيني، النواب السابقون سمير الجسر، احمد فتفت، طلال المرعبي، كريم الراسي، علي درويش وعضو المكتب السياسي في تيار “المردة” رفلي دياب ممثلا رئيس التيار سليمان فرنجية، محافظ الشمال رمزي نهرا، وحشد كبير من الفاعليات.

ريفي

بعد النشيد الوطني، القى الزميل غسان ريفي كلمة رحب فيها بالحضور وقال: “يغمرني شعور بالفخر والاعتزاز بمنحي شرف تقديم هذا الاحتفال بإطلاق إسم الوزير والنائب جان عبيد على هذه المدرسة الزاهرة. ربما للمرة الأولى في تاريخ التربية يُطلق فيها إسم مدرسة على مدرسة، فالكبير جان عبيد كان مدرسة حقيقية تجمع الأديان وتقرب في السياسة، وتصلح بين المتخاصمين، وتطفئ نار الفتن، وترفع التربية والتعليم فوق كل اعتبار، وتعطي منهجا كاملا في تقديم مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح”.

وأضاف: “محظوظة هذه المدرسة، فهي من اليوم ستتزين بإسم جان عبيد. صاحب فخامة الحضور عقلا وفكرا وحوارا وثقافة وأدبا وأخلاقا وتدينا، ما سيعطيها زخما وقوة وفرادة وسيدفع طلابها الى البحث في نموذج جان عبيد الذي يجمع مزيجا من الحكمة والحنكة والحب والاهتمام والحزم والقوة والعاطفة والقسوة واللين والنصح والتوجيه. هنيئا للمدرسة بإسم جان عبيد، وهنيئا لطلابها بهذا النموذج الذي يختزن تلك الصفات التي لا يمكن أن تموت أو أن يطويها الزمن، بل هي تبقي صاحبها حيا مستوطنا القلوب حبا والعقول نورا”.

الحلبي

وفي الختام، ألقى الوزير الحلبي كلمة قال فيها: “أصحاب المعالي والسعادة والسيادة والسماحة والفضيلة، عائلة المرحوم الصديق الوزير الأستاذ جان عبيد، الأسرة التربوية العزيزة، أيها الحضور الكريم، ان نطلق إسم رجل عظيم مثل جان عبيد على مدرسة رسمية في الميناء طرابلس ، المدينة التي أحب أهلها وبادلوه المحبة ، فهذا تكريم للمؤسسة أكثر مما هو تكريم له، وأن نسعى إلى إبقاء إسمه وسيرته العطرة في أذهان الأجيال المقبلة ، فإن ذلك مسعى متواضع منا ، وهل يخرج الحكماء أمثال جان عبيد من الذاكرة؟ إن هذا الشعور وهذا الإقتناع العام الذي نعبر عنه اليوم في لقائنا الجامع، إنما يشاطرنا إياه دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه، كما يشاطرنا إياه دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، فقد عبر كل منهما عن فرحه بهذه المبادرة وكلفاني أن انقل إليكم جميعا عائلة صغيرة وعائلة كبيرة المحبة والإعتزاز بشخصية نادرة عرفاها عن قرب، وكان كل منهما يراهن على حكمة جان عبيد في جمع اللبنانيين حول الوطن أولا، لكن حظ هذا الوطن تعثر أمام جائحة مدمرة أخذت جان عبيد من بيننا وحرمتنا فرصة تاريخية”.

وأضاف: “لا يختلف إثنان على ثقافة جان عبيد الموسوعية التي لا تتسع لها مكتبات كبرى، كما لا يختلف إثنان على حنكته وحكمته في الجمع بين ما يعجز الآخرون عن جمعه. فقد ربطتني به علاقة عميقة أنست في خلالها إلى اتساعه الفكري وإحاطته بكل مفاصل الحياة السياسية والثقافية والروحية والاجتماعية. كان يربض على كنز من الأسرار ، وعلى كنز أعظم من العلاقات الشخصية بأرفع الشخصيات في لبنان والوطن العربي وفي الخارج أيضا. ذلك اللماح الذي يغلف الموقف بالثقافة والنكتة الذكية وينتقد خصمه من دون تجريح ويترفع عن صغائر الأمور لأنه يعرف كبار القضايا، فلا يفصح عن كنوز معارفه إلا إذا كان ذلك للجمع ووصل ما انقطع بين متخاصمين. ذلك الحكيم الشجاع الذي لطالما ردد بأنه لا تنقصنا الشجاعة ولا الحكمة لكي نقول أي شيء، لكننا نكتفي بما تسمح به الظروف لكي نعمق الحوار ونرسخ التهدئة ونقرب القلوب ونبرد النفوس المشحونة”.

وتابع: “في عائلة جان عبيد الصغيرة العزيزة السيدة لبنى وسليمان وبدوي وأمل وهالة وجنى، اسمحوا لنا أن نشاطركم مرارة غياب شخصية لم تكن يوما لكم وحدكم بل لكل لبنان وللعالم العربي، مرجعا ومصدرا للحكمة والتنوّر والرأي السديد . ولكننا على ثقة بأن ذلك الرجل الكبير صاحب القلب الكبير والبيت المفتوح ، قد ترك في نفوسكم أرفع القيم وأخلص الصداقات ، ومحبة الناس التي ليس لها حدود”.

وأردف: “في التربية أطلق الوزير جان عبيد المناهج الجديدة في العام 1997 وهي المناهج التي لا نزال نستخدمها حتى يومنا هذا، وقال يومها إن المناهج التربوية الجديدة هي من مفاخر الشعوب وإنها يجب ان تكون موضع تجديد مستمر كل أربع سنوات كحد أقصى، لكن الحكومات المتعاقبة قصرت في تلبية هذا الإلحاح. وها نحن اليوم نجدد مناهجنا التربوية في ورشة تقوم بها وزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء، بالشراكة مع القطاع التربوي الخاص وكليات التربية والخبراء ونستلهم من تراثنا العبر ومن تاريخنا التربوي السعي الدؤوب نحو الأفضل. نستلهم ايضا رؤية جان عبيد البعيدة المدى يوم أراد أن يكون لدينا كتاب موحد للتعليم الديني، يؤسس لمعرفة الدين الآخر لأن في المعرفة انفتاحا وغنى ، وفي الإنغلاق سدودا في وجه الآخر تعزز الإنغلاق والتعصب وتولد العنف والحروب. لكن هذه الرغبة التي أخذت طريقها إلى التنفيذ احبطتها إرادات لم تعد مستترة، وقد شهدنا نتيجة عدم الأخذ برأي جان عبيد الجامع، مختلف أشكال التطرف والتقاتل من اجل إسم الله، لكن الله محبة ورحمة وغفران، وهو من التقاتل والكراهية بريء”.

وختم: “اليوم يسعدني أن أحتفل معكم بإطلاق إسم الوزير والنائب الراحل الأستاذ جان عبيد على متوسطة الميناء الرسمية المختلطة، تكريما لمسيرته وفخرا بإنجازاته للتربية وللوطن وادعو إدارة المدرسة إلى تنظيم مسابقة سنوية بين تلامذة المدرسة حول تاريخ جان عبيد ومواقفه وشخصيته لكي يلهم المتعلمين ليحذوا حذوه في الثقافة والانفتاح وحب الوطن. مبروك لوزارة التربية والتعليم العالي ولمدينة الميناء ولطرابلس الفيحاء مدينة الثقافة والعلم والعلماء هذه المدرسة التي تحمل إسم جان عبيد وشكرا لمؤسسة جان عبيد وللعائلة والأصدقاء والمحبين ولجميع من بذل جهدا لنحقق هذه الخطوة”.

وفي الختام، ازاح الوزير الحلبي وعائلة الراحل الستار عن اللوحة التذكارية، ثم قدمت مؤسسة الراحل وادارة المدرسة درعين للوزير الحلبي تقديرا لجهوده وعطاءاته في الوزارة بعد ذلك اقيم حفل كوكتيل على شرف المشاركين.