الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الراعي: الحياد في لبنان هو مبدأ وقاعدة ومصير

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “ان الرئيس الشهيد بشير الجميل “شهيد حياد لبنان” لأنه كان ينادي بالدولة اللبنانية الحرّة وتوحيد الجيش اللبناني ووضع حد لكل الميليشيات ما يعطي للبنان دوره ورسالته” لافتاً الى ان “الحياد لم يولد نتيجة مبادرة من البطريرك او من الصرح في بكركي وانما هو الكيان اللبناني الذي نستعيده، وما يؤكد ذلك ردود الفعل القوية التي اظهرت وكأن اللبنانيين الذين احسوا بضياع هويتهم عادوا وعثروا عليها. ووثيقة الحياد هذه وضعت في متناول الراي العام اللبناني ليطلع اكثر على المعنى الحقيقي للحياد واهميته ونتيجته. وفي هذا السياق سلّمنا كافة السفراء الذين التقيناهم هذه الوثيقة وهم جميعا من عرب وغربيين ابدوا حماسة لموضوع حياد لبنان نظرا لقيمة هذا الوطن.”

كلام الراعي جاء خلال لقاء حواري حول مبادرة الحياد، أجراه في جامعة الروح القدس في الكسليك بدعوة من أكاديمية بشير الجميل، في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، وصولانج الجميّل، والآباء المدبرين، ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم، الوزير السابق سجعان القزي ورئيس أكاديمية بشير الجميّل الفرد ماضي، وأعضاء مجلس الجامعة، وفعاليات سياسية وروحية واعلامية واجتماعية وطلاب الأكاديمية

وتابع: “الحياد في لبنان هو مبدأ وقاعدة ومصير. انه مبدأ لأنه يشكل ركيزة للميثاق الوطني اي لا شرق ولا غرب اي استقلال تام عن كل الدول لا وصاية ولا حماية ولا امتياز ولا مركز ارتكاز كما قال الرئيس بشارة الخوري في العام 1945. لبنان متساوي مع باقي الدول وغير تابع لأي منها. بدوره اكد رئيس الحكومة رياض الصلح على حياد لبنان عندما قال نحن نريد لبنان سيدا عزيزا حرا لا ممرا ولا مقرا. والحياد هو قاعدة ايضا بسبب سياسته ونهجه وايديولوجيته السياسية، كما انه المصير ذلك ان خلاص ومستقبل لبنان المشرق يتأمن من خلاله. انه ضرورة وطنية ليستمر لبنان وهذا ما عايشناه منذ ال1920 حتى 89 حتى بعد اتفاق القاهرة 67 الذي تسبب بالإجتياح الإسرائيلي والدخول السوري ونشوء الميليشيات والحرب الاهلية والتي مع بدايتها ظهر نجم بشير الجميل الذي اراد اعادة الوضع الى ما كان عليه.”

واضاف: “عاش لبنان على الرغم من كل ذلك فترة بحبوحة على الرغم من كل الخضّات التي شهدتها المنطقة لأنه كان محايدا. وبحكم نظام لبنان التعددي والثقافي والديني هو مكان للتلاقي والحوار وهو مكان العيش المسيحي والإسلامي غير الموجود في اي مكان وخصوصا انه قائم على الإنتماء للمواطنة. في كيانه الأساسي لبنان دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة ولكنهم شوّهوا هذه الدولة بممارساتهم الطائفية. نظامه ديمقراطي يعتمد الحريات العامة والإنفتاح على الدول انه رسالة حرية وتعددية للشرق والغرب. مؤسساته المالية ونظامه الإقتصادي الحر يشكلان حاجزا في وجه الانظمة التوتاليتارية. نعم لبنان حيادي بهويته وكيانه. الامير طلال بن عبد العزيز آل سعود مع ما يمثله من صوت عربي قال عن لبنان ان حياد لبنان قوة له وللعرب وابعاده عن التجاذبات الإقليمية التي تهدد وحدته وسلامة اهله هو ضرورة. هذا الحياد يعصم لبنان عن التداعيات الخطيرة للصراعات المحتدمة في المنطقة. للبنان وضع خاص باعتباره في وضع نزاع مع اسرائيل ولكن حياده يحول دون تحويله الى ساحة نزاع للدول على ارضه.”

وقال: “يجب ان يكون لبنان حياديّا ناشطا. اي عدم دخوله في احلاف ومحاور وصراعات اقليمية او دولية ومنع اي تدخل اقليمي او دولي في شؤونه او استخدام اراضيه. لذلك يجب تعزيز الدولة اللبنانية كما ارادها الشيخ بشير الجميل بجيش قوي ومؤسسات تخضع للقانون ووحدة داخلية تمكن لبنان من مواجهة اي خطر من اي دولة سواء اسرائيل او غيرها. كلنا نتذكر انتخاب الشيخ بشير وكيف انه في خلال 21 يوما انتظمت امور البلد والإدارات والوزارات لقد استعمل شخصيته فقط ولطالما كمن سره في شخصيته لم يستخدم السلاح او اي منطق ترهيب او تهويل اخر. اين نحن اليوم من هذا الانتظام. كل واحد يفتح على حسابه فنرى العدالة الاختيارية الكيدية الانتقائية والسلاح المتفلّت وغيرها من الشوائب.”

وشدد على اهمية فك ارتباط قضية لبنان بقضية الشرق الأوسط لافتا الى ان الحل بسيط بتنفيذ القرار 425 والقرارات ذات الصلة. اما حل قضية الشرق الأوسط فهي تستند الى القرار 242، لذلك قضية لبنان لا علاقة لها بقضية الشرق الأوسط. اين هي القضية الفلسطينية اليوم وعودة اللاجئين الى ارضهم؟ ما من حل. لماذا ادخلونا بالقوة في قضية الشرق الاوسط؟ لبنان في حياده لا يدخل في هذه القضية فنحن لا نفاوض اسرائيل بل هناك قرارا دوليا بخروجها من ارضنا. وموقع لبنان الجغرافي بين سوريا واسرائيل هو مهم ايضا سيما وان الدولتين لديهما اطماعهما في لبنان. لقد صمد لبنان في وجه مشروع اسرائيل الكبرى وسوريا الكبرى ولذلك يريد الحياد ليكمل رسالته وعلى الأسرة الدولية مساعدته ليكون محايدا ليستعيد قيمته ودوره في المنطقة.”

ورأى “ان لبنان مريض ولكن علينا مساعدته والحفاظ عليه لانه كرامتنا ومستقبلنا وتاريخنا وقيمة الحياد الناشط في لبنان انه يولد الإستقرار السياسي وهذا يؤمن اطارا للنمو الإقتصادي. والحياد ينقذ وحدة لبنان ارضا وشعبا ويحيي الشراكة المسيحية الإسلامية المتصدعة بسبب حروب المنطقة. الحياد يساهم في استقرار وسلام المنطقة. في الماضي كان لبنان خزنة الشرق الأوسط اي ان البلاد العربية كان لديها الثقة بالمصارف اللبنانية اضافة الى المستوى الطبي والإستشفائي والتعليمي العالي المستوى والسياحة وكل هذا يرتكز على حياد لبنان”.

وفي الختام اجاب على عدد من الأسئلة التي طرحها الطلاب ومن ضمنها تفعيل مبادرة الحياد، فاكد ان “الوثيقة اطلقت لكي يفهم العالم معنى الحياد وبالتالي ستكون هناك مؤتمرات وورشات عمل لرجال العلم والسياسة من كل الطوائف للبحث في هذا الموضوع”.