الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

السفيرة الأميركية تحذر عبر OTV: العقوبات قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه

وصفت السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا الخطة المالية التي وضعتها حكومة حسان دياب بالطموحة، وبدء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بالخطوة الاولى الضرورية والمرحب بها، الا انها شددت في المقابل على وجوب اتخاذ اجراءات ملموسة لتنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها.

 

وأكدت شيا ان الولايات المتحدة لا تزال تراقب تمهيدا لتقييم اداء حكومة حسان دياب التي “ابدت رغبة جدية في محاربة الفساد” كما قالت لكن المطلوب، الانتقال من الاقوال الى الافعال وبالتالي تنفيذ ما وعدت به من اصلاحات تضمنتها خطتها الانقاذية ما يشكل المفتاح لإعادة وضع الاقتصاد اللبناني على السكة الصحيحة، معتبرة ان هذه المسالة تتطلّب توافقا على الأفكار الواردة في الخطّة من قبل الأشخاص الذين خرجوا إلى الشارع في تشرين الأوّل الماضي وطالبوا بهذه الإصلاحات وكذلك توافقا سياسيا.

وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة لا تزال تدعم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولاسيما بعد البلبلة التي حدثت في لبنان اخيرا حول امكان اقالته من منصبه، اشارت السفيرة الاميركية الى انه من الخطأ شيطنة أي شخص أو مؤسّسة أو جعلهم كبش فداء للانهيار الاقتصادي في لبنان لأنّ ذلك نتيجة عقود من الفساد وسوء الإدارة المالية، وتابعت :”قد يكون البنك المركزي هو الذي سمح بتراكم الديون الكبيرة على البلاد، لكنّني لا اجد انه المسبب لها.

لتضيف: “أولئك الذين لديهم مصالح راسخة في غنائم النظام السياسي، وأولئك الذين سمحوا باستنزاف أموال البلاد، سواء في قطاع الكهرباء مثلًا، أو من خلال حرمان الحكومة من حقّها في الإيرادات نتيجة التهرب الجمركي، هم المسؤولون عن الكارثة الاقتصادية التي نواجهها اليوم”.

واذ شددت على ان تعيينات المركزي قرار يعود للحكومة اللبنانية، اعلنت شيا ان الولايات المتحدة لطالما عملت بشكل وثيق مع رياض سلامة على مر السنوات وهو، اي سلامة، يحظى بثقة كبيرة في المجتمع المالي الدولي واذا لم يكن لدى هذا المجتمع ثقة في قيادة المؤسسات المالية الكبرى بالبلاد فأعتقد أنّه لن يكون هناك أي تدفق للاستثمار أو النقد الذي يحتاجه اقتصاد لبنان”.

اما عما كانت بلغت كلا من رئيس الحكومة حسان دياب والوزير جبران باسيل رسالة اميركية بان سلامة خط احمر، قالت شيا: لا احب التعليق على محادثاتي الدبلوماسية الخاصة لكن الاكيد ان ما قرأته بالاعلام من تكهنات هي اختلاق واضافت: “لقد وصفت وبصراحة تامة ما هي سياستنا كحكومة للولايات المتحدة تجاه البنك المركزي”.

ووصفت شيا ما يقال عن رغبة اميركية وعمل جدي على خنق لبنان اقتصاديا وانهياره ماليا وتدخلها لدى سلامة لمنع التدخل لحماية الليرة اللبنانية، بالمزاعم المنافية للعقل والمنطق، واكدت ان ما تريده الولايات المتحدة هو ازدهار اقتصاد لبنان مذكرة بما قدمته الاخيرة وعلى مر السنوات من مساعدات للبنان، كاشفة في هذا السياق، انه سيتم الاعلان الأسبوع المقبل عن مساعدة جديدة ستذهب لدعم بعض المنح الدراسية لطلّاب الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية لمساعدتهم على دفع أقساطهم الجامعيّة في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي يمر بها لبنان”.

وردا على سؤال عما اذا كان المطلوب راس حزب الله او سلاح حزب الله مقابل فك الحصار الاقتصادي عن لبنان، ردت شيا بالقول: “ليس هناك من اي حصار اقتصادي أو مالي اصلا، أفترض أنك تقصدين العقوبات الأميركية وتحديدًا العقوبات الاقتصادية الأميركية التي تستهدف المنظمات الإرهابية ومن يدعمها ماديًا. وسيكون هناك أيضًا سلة أخرى من العقوبات التي ستطال المتورّطين بالفساد، ولكن هذه العقوبات لا تحرم لبنان من التجارة والاستثمار”.

لتتابع: “الاساس هو ان هذه العقوبات لا تتيح لهذه الجهات المخرّبة بالتسلّل إلى النظام المالي الأمي، لقد طعن حزب الله بسمعة بلدك الماليّة ومصداقيّته. لماذا قد يرغب المستثمر الدولي في أن يرتبط اسمه بأموال فاسدة تابعة لمنظمة إرهابية أو متورّطة بغسل الأموال الناتجة عن عائدات تهريب المخدرات؟ هذه ليست سوى أمثلة قليلة.

لذا فمن مصلحة شعب لبنان أن يكون لديه اقتصاد نظيف وهذا ما سيجذب المستثمرين الدوليين”.

هل ستشمل العقوبات حلفاء حزب الله؟ سئلت شيا فختمت بالقول: “العقوبات تستهدف حزب الله، لكنها قد تشمل أيضاً أولئك الذين يساعدون حزب الله ويدعمونه. كذلك سيكون هناك فئة جديدة من العقوبات التي ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من حزيران وستطال قتلة المدنيين في سوريا. قد تكون هناك بعض الأطراف هنا متورطة في سلة العقوبات هذه أيضًا.

ويذكر أن هذا االحديث التلفزيوني للسفيرة الأميركية هو الاول  لها عبر محطة الـ “او تي في” التابعة للتيار الوطني الحر حليف حزب الله!

فيما يصنف مراقبون هذا اللقاء ضمن رسائل التيار الأخيرة إلى حزب الله في إطار التراشق الإعلامي حول قضايا الفساد وسلاح حزب الله وملفات داخليه كقضية بلدة لاسا وصفقة معمل سلعاتا.

إذا بات تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله يمر بأزمة ثقة خصوصا بعد الضغوظ الأميركية على جميع حلفاء الحزب لفك الارتباط معه وإلا سيواجهون مصيره.