الأثنين 20 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"المشهد اليوم": احذروا نخاعكم الشوكي... لقاح ضد "كورونا" قريباً في لبنان

استذكرت الثورة ذكرى انطلاقتها الأولى في 17 تشرين، في تظاهرات عمّت المناطق اللبنانية، وجاءت تعبيراً عن حالة الغضب مما آلت إليه الأمور، في ظلّ رفض السلطة الإنصات إلى وجع الناس وعدم إقدامها على تحقيق الإصلاحات المطلوبة من أجل فرملة الانهيار.

وعلى رغم المشهد الوحدوي للثورة العابر للمناطق والطوائف كتعبير رفضي، إلّا انّها لم تتمكن بعد عام على انطلاقتها من توحيد صفوفها وخطابها وبرنامجها، الأمر الذي انعكس على زخمها وديناميتها، فاستفادت السلطة من تراجع الضغط الشعبي، الذي من ضمن أسبابه وباء كورونا والوضع المعيشي.

ولكن، ما لم تستطع لا السلطة ولا غيرها من تغييره والقضاء عليه، هو حالة الوعي السياسي الذي أحدثته الثورة، وجعلت معظم اللبنانيين معنيين بالشأن العام وعلى أتمّ الاستعداد لممارسة دورهم في المحاسبة في صندوق الاقتراع، عندما يحين وقت الانتخابات النيابية.

صحياّ، حدثٌ جلل وعد به وزير الصحة حمد حسن اللبنانيين عن ان اللقاح قبل نهاية العام! إعلانٌ سابقٌ لعصره وأوانه لا شك سيقف العالم “بدهشة” أمامه كما سبق أن أدهشته “إنجازات” حسان دياب.

من راهن على تجارب لقاحات دول العالم المتقدم ومن ينتظر مصادقة منظمة الصحة العالمية عليها سيخيب رهانه وانتظاره، فاللبنانيون باتوا على مرمى حجر من اللقاح ولم يعد يفصل بينهم وبين أولى جرعاته سوى شهر أو شهرين “بالحد الأقصى” كما تعهد حسن. لكن عن أي لقاح يتحدث، وكيف ومن أين سيتأمن، فهذه مسألة أخرى، لها ما لها وعليها ما عليها من علامات الاستفهام وما لهذا الإعلان “أبعاداً سياسية أكثر منها طبية”، تندرج ضمن إطار سياسة “الاتجاه شرقاً” عبر الدفع نحو استعجال استقدام اللقاح الروسي إلى لبنان مقابل استبعاد اللقاح الأميركي.

في الشكل، اتكّل حسن في تصريحه على انضمام لبنان إلى مجموعة “كوفاكس” العالمية للقاحات كورونا، التي تضمن لأعضائها حصة من اللقاحات فور تأمينها مجاناً ضمن إطار برنامج مساعدة دول العالم الثالث على مكافحة الوباء، أما في الجوهر، فثمة “تهميش مقصود” لأهمية مصادقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية “أف دي آي” على اللقاح المنوي استحضاره للبنانيين، خصوصاً في ظل معلومات تشير إلى مسارعة وزارة الصحة لدفع الأمور باتجاه التعاقد مع شركة اللقاحات الروسية بغية قطع الطريق على إمكانية استقدام اللقاح الأميركي الذي تنوي طرحه شركة “فايزر” (Pfizer) الأميركية، محذرةً في المقابل من خطورة التقليل من شرط “الأمان” المطلوب توافره في أي لقاح قبل اعتماده في لبنان، حيث يبقى الأهم في اعتماد اللقاح ليس فقط التحقق من نسبة فاعليته ضد كورونا بل أيضاً ضمان عدم وجود أي مضاعفات جانبية لاستخدامه على جسم المريض، علماً أنّ هناك حالات أخضعت للتجارب السريرية على نوع من أنواع اللقاحات بينت أنه استطاع مكافحة الوباء لكنّه أضرّ في المقابل بالنخاع الشوكي للمريض.