الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

النكهة الرئاسية في معركة التأليف

المركزية
A A A
طباعة المقال

ما عادت تحذيرات المجتمع الدولي تنفع في حض الأفرقاء الداخليين المعنيين بتشكيل الحكومة على التخلي عن تناتش الحصص و”ترسيم الحدود السياسية” بينهم في هذا التوقيت الحساس، حيث الأزمة الاقتصادية على أشدها، والترقب سيد الموقف على المستويين الدولي والاقليمي في انتظار الرد الايراني على إغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زاده، وانتقال السلطة الأميركية إلى الرئيس المنتخب جو بايدن. لكن هذه العوامل، على أهميتها، لا تبدو الوحيدة المتحكمة بمسار التأليف المعقد أصلا، بل إن أحدا لا يستبعد أن تكون خطط وحسابات طموحة وبعيدة المدى تلعب دورها في رسم معالم المرحلة المقبلة حكوميا على الأقل.

وإذ تعترف المصادر أن من الطبيعي أن يجهد التيار لنفي أي علاقة للاستحقاق الرئاسي بما يجري راهنا، خصوصا على مستوى تشكيل الحكومة، فإن الكباش المرتبط بوحدة المعايير التي ينادي بها الثنائي بعبدا-ميرنا الشالوحي يعكس بين طياته ما تسميه المصادر محاولة من باسيل لاثبات نفسه شريكا أول وليس مضاربا في عملية التأليف، وهو موقف يتماهى معه رئيس الجمهورية الممتعض من إقدام الحريري على ترشيح بعض الأسماء المسيحية من ذوي الخبرة للتوزير، وهو ما يعرقل، في الشكل على الأقل، لقاء عون والحريري.

على أن السجال، المضمر حتى اللحظة، حول عدد الوزراء والثلث المعطل هو الذي يعطي التأليف نكهته الرئاسية. بدليل أن باسيل لم يتخل بعد عن مطلب ضم حليفه الدرزي النائب طلال إرسلان إلى الحكومة لتوسيع دائرة سيطرته عليها على حد قول المصادر، التي لا تستبعد أن يكون من شأن هذه الممارسات أن تتيح للعهد وحلفائه التحكم بالتوجهات الحكومية. وتختم المصادر مذكرة بأن من المفترض أن تعمر هذه الحكومة إلى نهاية عهد الرئيس عون، وتاليا فإن الفريق القادر على إمساك زمام أمور قراراتها، قد يقود سفينة البلاد في حال الوقوع في فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.