الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

باسيل يتخطى الخطوط الحمر... سقوط رئيس الجمهورية ميشال عون وتفليسة العهد

لا معارضة ولا موالاة، الكل أصبح على ضفة واحدة يراقب “العهد العوني” وهو يغرق في ‏مستنقع التفليسة بعدما استنفد كل حيله في تقليب صفحات دفاتر “البطولات” القديمة لإعادة ‏إنعاش أنفاسه الأخيرة.

وإذا كانت قوى المعارضة سبّاقةً إلى بلوغ هذه الضفة بقيت قوى 8 ‏آذار حتى أمس الأول تناور وتكابر وتأبى الإقرار بهذه الخلاصة إلى أن خرج “شاهد من أهله” ‏بالأمس ليلامس خطوطاً حمراً تطرق فيها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للمرة ‏الأولى إلى خطر سقوط رئيس الجمهورية ميشال عون، متصدراً بذلك جبهة 8 آذار في إدارة ‏تفليسة العهد عبر سلسلة طروحات تدعو من جهة إلى التلاقي مع كل من يلزم التلاقي معه ‏داخلياً وخارجياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتأمين خروج لائق بأقل الخسائر للجنرال عون من قصر ‏بعبدا بعد نحو سنتين باعتباره ليس من الصنف الذي يستقيل.

ومن جهة ثانية لم يخرج باسيل ‏في طروحاته عن “النظام المرصوص” في تأكيد وجوب ذهاب حكومة حسان دياب باتجاه ‏التطبيع مع النظام السوري تحت لواء “كلمة سرّ” موحدة عنوانها “السوق المشرقية” التي ‏أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وتوالى تردادها على ألسنة قيادات 8 ‏آذار وصولاً أمس إلى تشديد رئيس “التيار الوطني” على “ضرورة الانفتاح على سوريا… لأنّ ‏السوق المشرقية هو مجالنا الحيوي”.

وتعليقاً على هذا “الخيار المشرقي”، طرحت مصادر اقتصادية سلسلة أسئلة تؤكد أنّ الهدف ‏من هذا الطرح لا يعدو كونه سياسياً أكثر منه اقتصادياً بحتاً سيما وأنّ الانفتاح على بلد غارق ‏مستغرق في ديونه كسوريا لا جدوى اقتصادية منه بل هو سيسرّع الانهيار اللبناني وسيبعده ‏أكثر فأكثر عن أي خشبة خلاص غربية ودولية من الممكن أن تنتشله من قعر التفليسة.

وسألت ‏المصادر في هذا السياق، “ألا يعني الخيار المشرقي أنه نقيض للخيار الغربي؟ فكيف يمكن أن ‏يتواءم الخيار المشرقي مع صندوق النقد الدولي و”سيدر”؟ ثم ما هي كلفة الخيار المشرقي ‏على الجيش اللبناني مثلاً من خلال الابتعاد عن الغرب نحو الشرق خاصةً في ظل القطيعة ‏العربية للبنان وتنامي الصراع الأميركي – الإيراني والأميركي – الصيني؟ هل الخيار المشرقي ‏يقضي بتلزيم الكهرباء لشركات صينية عوضاً عن “جنرال إلكتريك” و”سيمنز” وهل سيؤمن ‏تمويلاً صينياً للخزينة اللبنانية بدل تمويل صندوق النقد و‎”‎سيدر”؟

وهل يعني استبدال شركة ‏‏”توتال” الفرنسية بشركة “كيو بي” القطرية لإنشاء محطات التغويز؟ كلها أسئلة تدور في فلك ‏جواب واحد تختم المصادر: “المطلوب ليس إنقاذ لبنان بحسب المنظرين للخيار المشرقي بل ‏المطلوب إنقاذ محور الممانعة ونقطة على السطر‎”.