لا يكفي الثوار كيل القوى الامنية والجيش اللبناني بمكيالين، ففي الوقت الذي يسمح فيه لزعران خندق الغميق ومليشيا “حزب الله” احراق الاملاك الخاصة والعامة والتقاط صور سلفي امامها على مرآى من القوى الامنية، يتم الضرب بيد من حديد على الثوار، الذين يتعرضون لابشع وافظع انواع الضرب والتعذيب والتوقيف من قبل الجيش والدرك، لا بل يطلق عليهم الرصاص المطاطي حيث فقد عدد من الثوار عينهم بسببه.
اراد عنصر الجيش اطلاق النار على مواطنين عزّل هالهم مشهد نقل شاحنات مواد غذائية الى سوريا، والتي كانت تعبر جسر التبانة باتجاه عكار للتوجه إلى الداخل السوري عبر نقطة العبودية، في وقت يعاني فيه اهل الشمال واللبنانيون من عدم القدرة على شراء المواد الغذائية بسبب ارتفاع اسعارها والبطالة التي تنهش الشبان لاسيما مع تدهور الوضع الاقتصادي والمالي الى حد لم يشهد له لبنان مثيلاً.
على قيادة الجيش التحرك وانزال اشد العقوبات، بعنصر لا يمكنه ضبط نفسه، تحركه غرائزه الطائفية، التي على اساسها يتعامل مع الثوار، وفي لحظة كاد ان يتركب مجزرة ويجرّ لبنان الى ما لا تحمد عقباه.