الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"بالفيديو": نار الطائفية تأكل بعضها.. قتيل وجرحى في ساحة حرب بين "أمل" و"حزب الله" بسبب راية عاشورائية

لم تمضِ ليلة بلدة اللوبية على خير، حيث تحوّلت الساحة المحاذية لمسجد البلدة إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية بين أنصار حزب الله وحركة أمل تخللها إطلاق نار وعراك، وتكسير.

أما السبب، فكان خلافأ على تعليق “رايات عاشورائية” لم يوافق عليها مسؤول حركة “أمل” أحمد الحاج، فأقدمت مجموعة تابعة للحركة على تمزيقها، يوم الأربعاء الماضي. وتفادياً للإشتباك المباشر بين “حزب الله” و”أمل”، قدّم رابط الحزب نعمة الأسعد شكوى لدى مخفر اللوبية لفضّ الإشتباك.

لكنّ الأمر لم ينته، وفي ليل الخميس ـ الجمعة جرى تكسير محتويات منزل”شبيب الأسعد” وحرق سيارة الرابط في الحزب “الشيخ نعمة مطر”.. وسرعان ما تطور الأمر الى إطلاق نار بأسلحة كلاشنيكوف ومسدسات حربية بين شبان محسوبين على الأسعد، وآخرين محسوبين على الحاج، أسفر عن مقتل المواطن حسين خليل وجرح أربعة محسوبين على حركة “أمل”.

 

وتحدثت معلومات عن أن كل عناصر الحزب وعائلاتهم ومناصريه أجلوا من اللوبية ومنازلهم مقفلة، أوشارت مصادر إلى إلى أن الوضع متوتر جداً واحتمال أن تتم مهاجمة منازل إضافية لعناصر الحزب وتكسير محتوياتها.

 

مصادر مطلعة على الإشكال أكّدت أنّ الوضع متشنّج، وأسفت لأن يتطوّر اعتراض على يافطات عاشورائية يُفترض أن تكون مدرسة في الوعي، الى معركة وشدّ حبال، بدل أن تكون احياءات عاشوراء مناسبة للتلاقي ونبذ الخلافات. ولم تخفِ المصادر أنّ ما جرى ترك آثاره الوخيمة على البلدة التي تحاول أن تلملم آثار الدم الذي زُهق لأسباب “تافهة” كما وصفتها.

 

ولم تُخفِ المصادر أنّ المشكل “هو نتيجة القلوب المليانة، تُرجِمت عملياً عِراكاً وتبادلاً لإطلاق نار، بأسلحة كلاشنيكوف ومسدسات حربية، كادت أن تُشعل فتيل الحرب بين الحليفين، لولا تدخّل مسؤولي الصفّ الأول، والعمل على تطويق المشكل وتسليم كلّ من عبد الأسعد وموسى خليل الى مخابرات الجيش في صيدا، في اعتبارهما المشتبه بهما بإطلاق النار وقتل المدعو حسين خليل، وذلك للملمة آثار المشكل وطيّ صفحاته وكأن شيئاً لم يكن.

غير أنّ اشتباك الميدان تطوّر الى اشتباك افتراضي متبادل بين الطرفين، تراشق خلاله الطرفان التُهم، بحيث إتّهم مناصرو حركة “أمل” في اللوبية “حزب الله” بقتل حسين خليل، غير أن تقرير الطبيب الشرعي في مستشفى علاء الدين في صور أكّد أنّ الرصاصة التي أصابت القتيل هي من مسدس حربي، وليس كلاشنيكوف، وأنها أتت من الخلف. وبحسب المصادر الوثيقة، فإنّ مناصري رابط الحزب كانوا يطلقون النار من سلاح كلاشنيكوف، فيما مسؤول الحركة كان يطلق النار من مسدس حربي، الأمر الذي اعاد الهدوء نسبيا الى الساحة. وأسهمت التدخّلات الرفيعة المستوى في تطويق المشكل، والعمل على “ضبضبته”. وتبقى كلمة الفصل النهائية في التحقيقات التي تتولّاها الأجهزة الأمنية.

في المحصّلة يبقى السلاح المتفلت بيد الأحزاب والمليشيات عبارة عن قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه من دافع عنها وساهم في انتشار التفلت خارج إطار الدولة.