الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعد عرقلة "حزب الله" و"حركة أمل"... الخيارات أمام لبنان "أحلاها مر"

اعلن مصطفى اديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة بسبب “الخلافات السياسية” و “تشبث البعض” بالمناصب، ليصبح لبنان “الذي لا يمتلك ترف الوقت” بحسب مسؤولين دوليين، أكثر قربا من المصير الذي حذر منه رئيسه، الا وهو جنهم.

وبحسب “فرانس برس” فإن اعتذار أديب جاء بسبب تمسك حزب الله وحركة أمل بمنصب وزير المالية، الذي يمنح الحركتين نوعا من الحماية الداخلية ضد العقوبات الاقتصادية الدولية على مسؤولي الحزب، ويسمح لهما باستخدام النظام البنكي اللبناني لتحريك الأموال عالميا، وهو ما كان واحدا من أسباب تداعي النظام البنكي في لبنان بشكل خطير.

ويعتقد أن الضغوط الدولية على لبنان ستزداد بشكل كبير، وخاصة من فرنسا التي اتهم رئيسها الطبقة السياسية اللبنانية بـ”الخيانة الجماعية”، بعد فشل القوى السياسية في لبنان في ترجمة تعهد قطعته أمام الرئيس الفرنسي مطلع الشهر الحالي بتشكيل حكومة في مهلة أسبوعين.

ماكرون منح السياسيين اللبنانيين، الأحد، مهلة جديدة من “أربعة إلى ستة أسابيع” لتشكيل حكومة “بمهمة محددة” تحصل على دعم دولي. وشدّد على أنه “يعود الآن إلى المسؤولين اللبنانيين أن ينتهزوا هذه الفرصة الأخيرة”.

مساعي أديب اصطدمت تحديدا بشروط وضعها الثنائي الشيعي ممثلا بحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز المدعومة من طهران، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، لناحية تمسكهما بتسمية الوزراء الشيعة والاحتفاظ بحقيبة المالية.

وقال ماكرون، الذي كان قد دافع سابقا عن تواصله مع حزب الله، إن على الحزب اليوم “ألا يعتقد أنه أقوى مما هو”. وأضاف “عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين، وفي الأيام الاخيرة، أظهر بوضوح عكس ذلك”.

ولم يحدد الرئيس اللبناني ميشال عون الذي أسف، الاثنين، لعدم تمكن أديب من تشكيل الحكومة، موعدا للاستشارات النيابية الملزمة التي يتعين عليه إجراؤها من أجل تكليف شخصية جديدة تشكيل الحكومة.

وفي لبنان، البلد القائم على منطق التسويات والمحاصصة، غالبا ما تكون هذه الاستشارات شكلية، ويسبقها التوافق بين القوى الرئيسية على اسم رئيس الحكومة المكلف قبل تسميته رسمياً. وينسحب المبدأ ذاته على تشكيلة الحكومة التي يضعها.

وتوقعت مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مهى يحيى، أن تستغرق عملية تسمية بديل من أديب “بعض الوقت”.
في غضون ذلك “ستكون البلاد بأيدي حكومة تصريف أعمال لا يمكنها في الواقع اتخاذ أي قرارات وبالتأكيد لا يمكنها التفاوض مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة التعافي الاقتصادي”، كما تقول يحيى لفرانس برس.

ولا يملك لبنان ترف الوقت بينما الانهيار الاقتصادي المتسارع يرخي بثقله على حياة السكان الذين بات أكثر من نصفهم يعيش تحت خط الفقر، كما أن أداء القوى السياسية خلال فترة محاولات أديب لتشكيل حكومة، “لا يبشر بالخير.”

ويلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الثلاثاء كلمة، يحدد فيها موقف حزبه من التطورات والمواقف الأخيرة.

وتعتزم فرنسا نهاية أكتوبر، سواء تشكلت حكومة أو لا، تنظيم مؤتمر دعم دولي للبنان مع الأمم المتحدة، على أن تُوجه المساعدات الإنسانية “مباشرة إلى السكان فقط عبر المنظمات غير الحكومية الموجودة على الأرض والأمم المتحدة”.

وفي التاسع من آب، بعد أيام من انفجار المرفأ الذي تسبب بمقتل أكثر من 190 شخصا، نظمت فرنسا مع الأمم المتحدة مؤتمراً عبر الفيديو، تم بموجبه جمع مساعدات بقيمة نحو 300 مليون دولار.