الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بعد مرور شهر على انفجار مرفأ بيروت .. صور مؤثرة عالقة في الوجدان

مضى على أضخم الانفجارات بعد هيروشيما أكثر من شهر، حيث وصل صدى انفجار مرفأ بيروت للعالم بأكمله، وهز قلوب اللبنانيين والشعوب العربية والأجنبية على حد سواء، حزنا على دولة لطالما كانت منارة الدول العربية وقبلة الثقافة والفنون قبل أن تلبسها إيران عبر ذراعها الإرهابية “حزب الله” لباسا أسودا قاتما قاتلا بشتى الوسائل الممكنة، جوعا وفقرا وحرقا وفسادا وتفجيرا.

ولا تزال عاصفة بيروت عالقة في أذهان الأهالي والمواطنين ولا تزال الصور التي التقطها الصحفيين تأخذ صدى عالميا لقسوتها، وللمعاناة التي عاشتها الناس عقب الانفجار وحالة الهذيان والتيه التي بدت على الوجوه لأيام طويلة من شدة الرعب الذي خلفه الانفجار في الأنفس.

ونشر موقع الحرة مقالا عرض فيه مجموعة صور مؤثرة لانفجار مرفأ بيروت بتوقيع عدسة الأسوشيتد برس وجاء فيه ..

الصور التي رصدتها وكالة أسوشيتد برس، كل واحدة منها تروي قصة مختلفة، ولكنها تتشارك بالفاجعة معا، ومن بينها صورة لفتاة يحملها شخص على كتفه في محاولة منه لتوصيلها إلى منطقة أمنة أو الأجهزة الطبية.

الرجل الذي يحمل الفتاة اسمه، مصطفى كينو، وهو شقيق والدها علي (45 عاما)، الذي هرع لمساعده أخيه الذي يسكن بمنطقة قريبا من المرفأ.

استطاعت العائلة إخراج جثة شقيقتهم سيدرا من تحت الأنقاض

مصطفى حاول الاتصال حينها بعائلة أخيه، ولكن من دون إجابة، حيث غادر منزله راكضا في الطرق المدمرة لمسافة تزيد عن 4 كلم، وعندما وصل هناك، وجد ابنة أخيه سيدرا تحت الأنقاض.

ولم تنجح محاولته في إخراجها من هناك، ولكنه لمح بعدها اختها الصغرى هدى (11 عاما)، ليقوم بمساعدتها وإخراجها ويحملها على كتفه وبدأ بالمشي بها حيث كان حالتها في صدمة وتعاني من جرح ينزف في جبهتها، ولا تستطيع فتح عيناها جيدا.

هدى، وعائلتها، هم من العائلات السورية التي لجأت إلى لبنان بسبب الحرب الأهلية التي تدور بلادهم، حيث هربوا من لهيب الحرب في 2008 من مدينهم حلب، وتستقر به الأقدار في بيروت، وفي برج سكني لا يزال تحت الإنشاء مواجه لمنطقة المرفأ.

هدى لا تزال تعاني من كسر في رقبتها

الأخ الكبير للفتيات، محمود قال لوكالة أسوشيتد برس، إن المعيشة كانت دائما سيئة حتى قبل الانفجار الذي حصل، وكنا بالكاد نجد ما نسد رمقنا به، ولكن الآن “الحياة أصبحت لا تطاق”.

والد الفتيات، علي، قال إن اللاجئين السوريين يواجهون التمييز في الشارع، وتعرضت بناته للمضايقات، فيما وجد أبناؤه صعوبة في الحصول على وظائف، خاصة مع الأزمة الاقتصادية في البلاد، وبعدها انهيار العملة.

ويروي ما حصل يوم الانفجار، وقال “كانت الساعة بعد السادسة مساء بقليل، وجاءت سيدرا بالشاي، ووضعته على طاولة صغيرة، حيث كنا نجلس أمام المنزل، ونتساءل عن الدخان الوردي الذي يخرج من الميناء”.

وبعد دقائق بدأت صفارات الإنذار تدوي، وأصوات سيارات الإطفاء تتعالى قادمة من الطريق السريع، وخلال حديثهم كانت زوجته تطلب منهم الدخول للشقة، بعد سماع دوي الانفجار الأول، وبعدها بثواني سمعنا فقط الانفجار الثاني ولكن الأرض بدت وكأنها ترتفع من تحتنا، وكأن شيئا يحمل منطقة الميناء بالكامل ويرميها باتجاهنا.

كاميرا أسوشيتد برس ترصد الدمار والمأساة التي لحقت بعائلة هدى

وفي ومضة عين، تحولت المنطقة من حي سكني إلى جحيم على الأرض، فكل شيء من “بلاط وحجارة وألمنيوم وزجاج” أصبح في الهواء ومن ثم سقط على الأرض، مشيرا إلى أنه بعد ذلك عانى من نزيف دماغي وكسور في الضلوع وفقدان للبصر في عينه اليسرى وتلف في السمع في أذنه اليمنى.

وعلى الفور، كانت سيدرا قد توفت تحت الأنقاض، وأصيبت هدى بكسر في رقبتها، وهذا ما شاهده أخيه مصطفى عندما وصل إليهم.

استطاع مصطفى إيصال هدى إلى مركبة تابعة للجيش كانت تنقل الجرحى للمستشفى، ولكن بسبب اكتظاظ الأعداد، انتقلنا بها إلى مستشفى آخر في منطقة البقاع.

فقد الأب علي عينه اليسرى وقدرته على السمع في أذنه اليمنى

وبعد أكثر من شهر على الانفجار، عادت الأسرة لتسكن في مأوى مؤقت جنوب بيروت، ولكنهم ينقصون شخصا واحدا وهي سيدرا، فيما يعاني البقية من إصابات وكسور، لا يزالون يتلقون العلاج بسببها.

عائلة هدى هربت من الحرب في سوريا لتصاب في فاجعة بيروت

    المصدر :
  • الحرة