السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بيروت في قلوبنا وستبقى.. شاهد سويسرا الشرق قبل المأساة وبعدها

يقال: “إن من سمع ليس كمن رآى”، إلا أن العاصمة اللبنانية بيروت قد فنّدت هذه المقولة، لأن دوي انفجارها الهائل قد وصل صداه إلى قبرص المجاورة، ودمشق الجارة، وكلتيهما اهتزتا من عزمه.

انفجار بيروت الذي وقع الثلاثاء الماضي، جاء في وقت لم تلبث فيه “سويسرا الشرق”، كما يسميها البعض، بأن تزيل من على وجهها ندوب الحرب الأهلية التي انتهت قبل 3 عقود، بل في وقت تئن فيه من وجع اقتصادي وانهيار وتبعيات فيروس كورونا المستجد.

فقد استفاق اللبنانيون قبل ساعات، على عاصمة يملؤها الغبار، وليست بيروت بكل رونقها التي اعتادت أن تظهر فيه رغم الويلات.

فتحوا أعينهم وعمال الإنقاذ ينقبون وسط الأنقاض باحثين عن أحد ابتسمت له الحياة ونجا من انفجار قتل ما لا يقل عن 135 شخصا، وأصاب أكثر من 5000، فيما شرّد ما يصل إلى 300 ألف من منازلهم التي هدّها التفجير.

فيما تحولت منطقة الميناء إلى منطقة مغلقة، ما أصاب الطريق الرئيسي للواردات الغذائية بالشلل.

هذه بيروت قبل الكارثة.. وبعدها

في السياق، كشفت صورة مركبة انتشرت في الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، العاصمة بيروت وشكل المرفأ قبل أن يضربه الانفجار القاتل وبعده، توضح حجم الدمار الهائل الذي حلّ بها.

فقد أصبحت العاصمة اللبنانية على مشهد مختلف تماما عما أمست عليه، جراء انفجار مخزون كبير من مادة نترات الأمونيوم.

بدورهم، قاس علماء الزلازل ضغط الانفجار، الذي أدى لاقتلاع النوافذ في مطار بيروت الدولي، على بعد 9 كيلومترات، وهو ما يعادل زلزالا بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر.

كما نشرت أيضاً صفحة “بلانيت” للرصد عبر الأقمار الصناعية، صورة لمرفأ بيروت وما حوله، قبل وبعد الانفجار، وقد التقطت الصورة الأولى في 31 مايو 2020، فيما التقطت الثانية صباح الأربعاء.

مدينة منكوبة

يشار إلى أن مرفأ بيروت قد دُمّر بالكامل، وهو أهم المرافق الحيوية في لبنان وأكثرها درّاً للأموال على خزينة الدولة، وتحوّل حطاما ورمادا نتيجة الانفجار الضخم الذي وقع على أرضه في الرابع من أغسطس/آب الجاري.

وباتت بيروت مدينة منكوبة، نظراً إلى حجم الأضرار وقوّة الانفجار وعصفه الذي شعر به سكان المناطق الجبلية خارج مدينة بيروت ووصلت أصداؤه أيضاً إلى جيران لبنان.

وذكرت مصادر أمنية رفيعة “أن الانفجار الذي هزّ مرفأ بيروت ناجم عن كمية نترات الأمونيوم الموجودة في العنبر رقم 12 منذ أكثر من 6 سنوات”.




كما أوضحت “أن مادة نترات الأمونيوم كانت مخزّنة في المرفأ، بعد مصادرتها من قبل القضاء اللبناني منذ العام 2014، حين وصلت سفينة إلى ‫مرفأ بيروت، حيث تبيّن، بعد عطلٍ أصابها، وجود 2750 طنّاً من مادة نترات الأمونيوم فتمّت مصادرتها وحجزها في العنبر 12”.

إلى ذلك، أكدت المصادر “أننا رفعنا كتباً عدة إلى قاضي الأمور المستعجلة في بيروت للمطالبة بتصدير هذه الكميّة نظراً لخطورتها، إلا أننا لم نتلقَ استجابة لهذه الكتب”. وأوضحت “أن أصحاب الباخرة استطاعوا “تحرير” طاقمها بعد أشهر على قرار القضاء اللبناني بمصادرتها، إلا أن حمولتها من الأمونيوم تم تفريغها وتخزينها في العنبر رقم 12″.

عنبر 12.. معبر الموت

ومنذ العام 2015، رفعت أجهزة أمنية عديدة في لبنان تقارير عن خطورة المواد إلى الجهات المختصة من دون أن يتحرّك أحدٌ، ولفتت إلى وجود فجوة في العنبر رقم 12.

 

وتحدثت مصادر من داخل مرفأ بيروت “بأن الباخرة موجودة في العنبر رقم 12 منذ العام 2014، وكنا نسأل عن سبب ذلك لكن من دون جواب، وكان يوضع فيها أحياناً مواشٍ”.

كما تحدّثت عن نوع من الغموض كان يُحيط العنبر رقم 12 ولم نكن نستطيع معرفة ما يجري في داخله”.

يذكر أن الانفجار الهائل الذي ضرب بيروت، قد فجّر عاصفة من الدعم العربي والدولي للبنان، حيث بدأت المساعدات تنهال على مطار العاصمة في محاولة للتخفيف من هول الكارثة.