السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تظاهرات العراق ولبنان تزعج حزب الله.. وعضو يشتم ويتوعد

يبدو أن حزب الله يضيق ذرعاً بالتظاهرات الاحتجاجية المتنقلة بين المناطق اللبنانية رفضاً للأوضاع المعيشية والحياتية الصعبة التي يُعاني منها اللبنانيون، وكان آخرها الأحد في وسط بيروت، ولو أنه يعلن أنه مع حق التظاهر والتعبير عن الرأي تحت سقف القانون.

كما أن تظاهرات العراق بدأت تقلقه، خوفا من اتّساعها وتمددها، لاسيما أن بعض أصواتها صدحت منددة بالوجود الإيراني.

تخريب العراق!
وفِي هذا السياق، اعتبر رئيس كتلة حزب الله النيابية النائب محمد رعد، أمس “أن ما يحدث هذه الأيام في العراق، هو تخريب للاستقرار الذي ما كان ليحصل لولا ما أسماه روح المقاومة التي سرت في مكونات الشعب العراقي، ولكن الأميركيين لا يريدون للعراق أن يكون مستقلا، بل خادما لمصالحهم”.

وفي ما يشبه التهويل الداخلي، اعتبر أن الاستقرار الذي يعيشه لبنان رهن بحكمة الحزب، قائلا: “نحن لا نمن على أحد بهذا القول وهذه المعادلة، ولكن حكمتنا هي التي تحفظ الاستقرار في هذا البلد، وعليه، إذا أراد البعض أن يخرب هذا البلد، فسينال حظه من هذا الخراب، ولكن ليس مسموحا لأحد بأن يخرب هذا البلد، لا من الزاوية الأمنية، ولا من الزاوية الاقتصادية والنقدية”.

وتشهد عدة مدن عراقية تظاهرات حاشدة تزامناً مع مرور عام على تشكيل حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والفساد في البلاد.

رسائل تهديد.. وشتائم
وإذا كان حزب الله عبّر على لسان النائب رعد (المُدرج على لوائح الإرهاب الأميركية) عن انزعاجه من تظاهرات العراق، إلا أن أحد مسؤوليه في منطقة البقاع لم يحتمل ما يجري في الساحة العراقية فانبرى مطلقاً التهديدات والشتائم لأبناء بيئته لأنهم أعلنوا دعمهم انتفاضة العراقيين.

وفي التفاصيل، أن أحمد إسماعيل الرئيس السابق لبلدية بريتال البقاعية ذات الغالبية الشيعية، وهو شيخ غير معمّم وعضو في حزب الله، بعث بسلسلة رسائل تهديد عبر خدمة Messenger لمجموعة شباب من البلدة، وكال الشتائم لهم واصفاً إياهم بـ”الدواعش”، لأنهم كتبوا منشورات على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعم الشعب العراقي في تظاهراته ضد الأوضاع المعيشية والفساد المُستشري في البلد، وضد الوجود الإيراني، مندّدين بالعنف المُفرط ضد المتظاهرين الذي تسبّب بقتل أكثر من مئة متظاهر عراقي وجرح المئات.

تعليق لأحمد إسماعيل من موقعه على الفيسبوك

وإسماعيل المسؤول في وحدة الثقافة الدينية التابعة لـ”حزب الله” في منطقة البقاع والموظّف السابق في إذاعة النور التابعة للحزب، يتولى بصفته شيخاً غير معمّم إعطاء محاضرات في التثقيف الديني والتعبئة الدينية في مناطق البقاع، لاسيما في المخيمات الكشفية التي ينظّمها حزب الله في البقاع.

خامنئي يحذر
وكما حزب الله، كذلك إيران تنظر بريبة إلى تظاهرات العراق، خصوصاً أن بعض المتظاهرين ردّدوا شعارات منددة بالوجود الإيراني منها “إيران برّا برّا”.

وأكد المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في تغريدة على حسابه عبر موقع “تويتر”، الاثنين، أن الارتباط بين الإيرانيين والعراقيين “يزداد وثاقة يوما بعد يوم”. وقال تعليقا على الأحداث التي يشهدها العراق: “يسعى الأعداء للتفرقة بين الإيرانيين والعراقيين لكنهم عجزوا، ولن يكون لمؤامراتهم أثر”.

من العراق إلى لبنان
ويبدو أن جذور انزعاج حزب الله ومسؤوليه من تظاهرات العراق، تعود إلى قلق وتحسب من تنامي أصوات الاحتجاجات التي تشهدها بيروت منذ فترة رفضاً للأوضاع المعيشية والصعبة.

ولعل أكثر ما “يُزعج” الحزب من هذه التظاهرات، أن شرارتها انطلقت من منطقة البقاع التي تُعدّ أحد المعاقل الشعبية الأساسية له.

وكانت منطقة بريتال البقاعية ذات الغالبية الشيعية محطة أساسية لهذه التظاهرات، حيث احتشد عدد كبير من أهلها الأسبوع الفائت رفضاً للأوضاع الاقتصادية وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة، وكان لافتاً ما تداوله روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عن أن أهالي بريتال أحرقوا علم حزب الله خلال الاعتصام، باعتباره شريكاً أساسياً في السلطة والحكومة.

وبسبب هذه التظاهرات، بعث أحمد إسماعيل بسلسلة رسائل تهديد عبر خدمة Messenger لمجموعة شباب من بلدة بريتال كانوا نظّموا اعتصاماً الأسبوع الفائت، لأنهم كما يزعم يستهدفون من خلال الوقفات الاحتجاجية التي يدعون إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حزب الله كَونه شريكا أساسياً في السلطة في لبنان وممثلا في الحكومة بثلاثة وزراء.