الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ثوار البقاع: لا لعودة النظام السوري من باب دياب!

لم يلامس تكليف الوزير السابق حسان دياب لتأليف الحكومة العتيدة الشارع المنتفض، وكأن شيئاً لم يكن. واذ بالمنظومة نفسها ترشح شخصاًِ قريباً من النظام السوري باعتراف مصدر من “قوى 8 آذار”، ليؤلف حكومة بعد تكليفه من كل أتباع النظام، حتى أن أول من هنأه بالتكليف الرئيس بشار الأسد، ما يطرح السؤال: أليس تكليفه اعلان عودة السوري الى اللعب بمصير اللبنانيين؟.

ويُعتبر المشهد البقاعي دليلاً على رفض دياب في الوسط “الثوري”. البقاعيون كانوا الاسرع في النزول الى الساحات ورفع شعارات اسقاط دياب، وغالبيتهم يعتبرون أن تكليف دياب يعني عودة السوري من الباب الحكومي. واختلط في الشارع حابل الثورة بنابل مناصري “المستقبل”، الأول ما زال يحتل الساحات رفضاً لمكابرة السلطة ومواربتها لمطالب الثوار وعدم الاقتناع بتكليف دياب، على اعتبار انه رئيس حكومة لـ”حزب الله” ومن لون واحد، فترجم الرفض بقطع الطرقات الرئيسية والدولية والفرعية واعلان العصيان المدني حتى اسقاط دياب، أما الثاني فنزل مناصرون للرئيس سعد الحريري، الى نقاط قطع الطرقات وشاركوا شباب الثورة الاحتجاج على تكليف دياب، وسرعان ما عملت قيادة التيار “الأزرق” في البقاع من خلال دعوات عبر شبكات التواصل الإجتماعي على سحبهم.

ويعتبر الاعلامي ابراهيم الشوباصي أن “ما حصل كان مفاجئاً شكلاً ومضموناً، ولا يقتصر على فوز دياب بأكثرية هزيلة بل أيضاً فاقدة للميثاقية، التي كانت تعتبر شرطاً أساسياً لأي شخصية تكلف”. وقال إن “الرفض مزدوج اولاً من قبل الثوار، انطلاقاً من قاعدة “كلن يعني كلن”، فهو وزير سابق أما الثاني فرُفض بناء على معيار العدد المذهبي”. وأضاف: “مع توفر هذين الرفضين يصبح تكليف دياب غير قابل للحياة وهو مرشح إما للفشل أو المجابهة وتأكيداً ستصل به الطريق الى الفشل”.

وفي السياق نفسه أبدى المنسق العام لـ”تيار المستقبل” في البقاع الأوسط سعيد ياسين، عتبه على الثوار في بعض المناطق التي ليست من الغالبية السنية، وقال: “كأن اعتراضهم فقط كان على الرئيس سعد الحريري، لان حراك الثورة في المناطق ذات الغالبية المسيحية تراجع بعد استقالة الرئيس، حتى أن بعضهم يطالب بإعطاء الرئيس المكلف حسان دياب مهلة لتشكيل الحكومة، فيما عنوانها حكومة مواجهة لأن دياب مرشح الثنائي الشيعي وتوابعه”، واعتبر أن “الذي حصل بتكليف دياب ينذر بواقع خطير يهدد لبنان، وكأن هناك مخططاً لإغتيال الرئاسة الثالثة”، ويوضح ياسين أن “الرئيس الحريري اعتذر لان ليست لديه الاكثرية المسيحية من (وطني حر وقوات)، فاعتبر أن تكليفه غير ميثاقي، فاعتذر واذ بهم يذهبون الى تكليف دياب من دون مراعاة الاكثرية السنية، وهذا برأيي هو اغتيال سياسي لموقع رئاسة الحكومة”.

ولفت إلى أن “الاعتراض في الساحات وقطع الطرقات لم يشارك فيها الا القليل من تيار المستقبل، عمدنا طيلة ليل امس إلى سحب محازبينا من الطرقات بناء على توجيهات الرئيس”. وأكدت الناشطة في ثورة البقاع وصول غنيم أن “الحراك مستمر لم يكن مرهوناً بوجود الرئيس الحريري او عدم وجوده، لا، نحن مستمرون حتى اسقاط كامل المنظومة ومعاقبة الفاسدين واسترداد المال المنهوب”، وقالت إن “تكليف دياب دليل على ان هذه السلطة تتعاطى وكأن لبنان ليس مصاباً بأزمات اقتصادية واجتماعية، وأن غالبية اللبنانيين رافضون لهذه التركيبة الحاكمة”.

وكان الثوار قطعوا طرقات البقاعين الغربي والاوسط الرئيسية والدولية بالاتجاهين، طريق ضهر البيدر الدولي قطع في ثلاث نقاط عند جديتا العالي، والمريجات وقب الياس زبدل، كما تم قطع الطرقات عند مستديرة زحلة الرئيسية بالسواتر الترابية، وايضاً في سعدنايل، وتعلبايا وبرالياس – المرج والمصنع – طريق الشام، وجب جنين – كامد اللوز، غزة – جب جنين، حوش الحريمة، الصويرة، البيرة والرفيد وضهر الاحمر – راشيا.