الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جعجع في أعنف هجوم على العهد... "خليهم يفلوا والباقي علينا" و"العهد" يصر على "اللقاء"

على وقع احتقان اجتماعي واقتصادي لم يشهده لبنان في تاريخه، ينذر بانفجار شعبي لم يعد بعيدًا، وبينما دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع العهد بالرحيل عن السلطة، وفي ظل اشتداد وطأة الملفات الحياتية الضاغطة، من الدولار، إلى الخبز، إلى المحروقات فالكهرباء وما يتفرع عنها، يصر العهد على المضي قدما” في عقد اجتماع لحوار مبتور في القصر الجمهوري، اليوم، بغياب المكون السني الوازن المتمثل برؤساء الحكومات السابقين.

إضافة إلى غياب قيادات مارونية بارزة، كالرئيس أمين الجميل ورئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل، ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، وهو أمر أدى إلى توجيه ضربة موجعة لهذا الحوار الذي يمكن القول إنه فشل قبل أن ينعقد.

ومن جانبه، شن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هجومًا غير مسبوق على العهد، محملاً إياه مسؤولية الفشل على مختلف المستويات، ودعاه إلى الرحيل لإنقاذ البلد من الانهيار قبل فوات الأوان.

وإذ أعلن جعجع بعد اجتماع تكتل “الجمهورية القوية”، أمس، “عدم المشاركة في حوار بعبدا، لأنه دون جدوى”، ليعمق في جروح هذا الحوار الذي قاطعته قيادات سياسية بارزة، فإنه اعتبر أن “الوضع وصل الى حد لم نره كلبنانيين ربما في الحرب العالمية الأولى”.

وشدد على “أننا نرى حلاً وحيداً وهو تنحي المجموعة الحاكمة وترك الفرصة للآخرين لإنقاذ البلد وإلا سيذهب البلد باتجاه أسوأ وأسوأ”. واعتبر رئيس القوات أن “طالما هذا الواقع قائم لا دولة في لبنان”، مشيراً الى أن “المجموعة الحاكمة إن لم تتنح بشكل كامل لا نستفيد وذلك انطلاقاً من المكان الذي وصلنا اليه”…

وقال: ”خليهم يفلوا والباقي علينا”. وتوجه رئيس “القوات” الى رئيس الجمهورية ميشال عون بالقول:”يا فخامة الرئيس السلطة عندكم، وعليكم التدخل عند الاخلال بالأمن وحتى اليوم نسأل لماذا لم تتدخلوا حتى تم تكسير نصف بيروت لما هذه الدعوة؟ ما هدفها؟”.

وقال:”لن نشارك في اجتماع الهدف منه ذر الرماد في العيون والشعب اللبناني مختلف مع السلطة نتيجة ما أوصلتنا إليه” .
إلى ذلك، علم أن رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لن يشارك شخصياً في لقاء بعبدا، لأسباب صحية وسيوفد نجله تيمور بدلاً منه . واعتبر منسق “التجمع من أجل السيادة” نوفل ضو، أنه “بعد قرار الحريري وجعجع عدم حضور لقاء بعبدا، يمكن القول إن “التسوية” تأكل أبناءها وإن السلطة المنبثقة عن هذه التسوية التي فرضها حزب الله تصفي بعضها سياسياً!.

وفي سياق أخر، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال ترؤسه اجتماعاً طارئاً لقيادات حركة “أمل”، أن “انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي يفرض على الحكومة وعلى المصرف المركزي وعلى جمعية المصارف إعلان حالة طوارئ مالية وإعادة النظر بكل الاجراءات التي اتخذت لحماية العملة الوطنية ومن غير المقبول بعد الآن جعل اللبنانيين رهائن للأسواق السوداء في العملة والغذاء والدواء والمحروقات”.

وأكَّد برّي على “رفض الحركة أي تطاول او إساءة من أي جهة أو فرد أتى تستهدف المقدسات والرموز الاسلامية والمسيحية، داعيًا الى مكافحة واستئصال مثل هذه الظواهر التي بدأت تتفشى في المجتمع اللبناني على نحو يسيء للمفاهيم والقيم الرسالية السمحاء”، ومؤكدا أن “حماية أمن الناس وحرية معتقداتهم وممتلكاتهم كما أمن الوطن وسلمه الأهلي قبل أن يكون مسؤولية وطنية هو مسؤولية إيمانية، قانونية وأخلاقية لا يجوز التخلي عنها تحت أي ظرف من الظروف”.

وفي المقابل، شدد رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، على أن “الهدف من لقاء بعبدا معالجة الوضع الأمني والمناخ غير السليم الذي نشأ بعد تظاهرات طرابلس وبيروت وما رافقها من تطورات أعادت الى الاذهان أياماً سوداء لا يريد أحد أن تتكرر”.

وأشار إلى أن “مجرد لقاء القيادات والتأكيد على الثوابت الوطنية وحماية السلم الأهلي، إنجاز بحد ذاته في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، وهذا اللقاء ليس لاتخاذ القرارات المنوطة بالسلطة التنفيذية”.

ولفت رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، إلى أن “انفجارًا اجتماعيًا غير مسبوق ينتظر اللبنانيين وهو يترافق مع مخطط تجويعهم…ولا بد من تحرير الحكم من هيمنة حزب الله ومنع الانزلاق إلى فخ النظام السوري ولتفادي الأسوأ لا بد من خطوات شعبية سياسية لتبديل المشهد اللبناني عبر استقالة جميع أركان السلطة وليؤول الحكم انتقاليًا الى ثلاثية: قضاء وجيش ومصرف”.