الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جعجع يروي لـ"صوت بيروت انترناشونال" تفاصيل اشتباكات الطيونة.. ويسأل نصر الله "من شو خايف"؟

مواقف نارية أطلقها رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع في مقابلة مع الإعلامي وليد عبود ضمن برنامج “بدنا الحقيقة” عبر “صوت لبنان انترناشونال”، حيث قال رداً على سؤال عما ‏إذا كان ما شهدناه بالأمس هو “ميني 7 أيار” وإنما هذه المرّة مسيحي: “يمكن أن نعتبر ‏في مكان ما أن هذا صحيح، وذلك لأننا يجب أن نعود إلى الهدف الأساسي وراء “7 ‏أيار” هذه المرّة الذي هو التحقيق في جريمة انفجار المرفأ، حيث أن المحقق العدلي في ‏هذه الجريمة هو القاضي طارق البيطار، وكيف شاءت الظروف أنه تم تقديم طلبات ردّ ‏للقاضي أو ارتياب مشروع؟ وكيف في أوقات أيضاً تشاء الظروف بالرغم من كل تنوّع ‏لبنان، أن الطلب الأول وقع عند قاض اسمه نسيب اليا وهو أيضاً مسيحي والطلب ‏الثاني أحيل إلى قاض ثان اسمها جانيت حنا كما أن الطلب الثالث أحيل أيضاً إلى ‏قاض الأخير وهو هاني عيد. فإذاً وكأنه يجب أن يكون هناك اختصاص من المسيحيين ‏في مكان ما في هذا الأمر، وما “كفى ووفى” في القضيّة هو أنه على ما أسمع أن رئيس ‏الجمهوريّة ليس موافقاً على مسألة تغيير القاضي بيطار، لذا كان لا بد من نوع من 7 ‏أيار عند المسيحيين تحقيقاً للهدف الذي هو حتى هذه اللحظة إقالة أو “قبع” القاضي ‏طارق البيطار، على ما أحبوا تسميتها، وتحديداً من أجل قتل التحقيق في انفجار مرفأ ‏بيروت وليس أبداً لأي سبب آخر شخصي ضد القاضي البيطار”.‏

وعن سبب إصرارهم على قتل التحقيق، قال جعجع: “صراحةً، ليس لدي فكرة واضحة ‏عن سبب إصرارهم هذا، إلا أنني أرتكز في هذا الأمر على المؤشرات العمليّة الموجودة ‏لدينا جميعاً، وهنا أود أن أذكّر الجميع في أن كل هذه المسألة بدأت منذ 4 أشهر وليس ‏اليوم. وكي أتكلّم بصراحة تامة أيضاً، فأنا عندما تعيّن القاضي البيطار لم أكن أعرفه ‏وعندما رأيت صورته لديه “‏Baby Face‏” فقلت في نفسي قضيّةً من هذا الحجم ‏عينوا للتحقيق فيها هذا القاضي “المعتّر” فما بمقدوره أن يفعل؟، كما أود أن أذكّر ‏الجميع أيضاً أننا استمرّينا من بعد تعيين القاضي البيطار بشهر أو شهرين نتابع مساعينا ‏بالتوصل إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق دوليّة، إنطلاقاً من أننا اعتبرنا أن عدداً كبيراً ‏من المسؤولين في الدولة اللبناني لهم علاقة بشكل أو بأخر في انفجار المرفأ وأن هذا ‏القاضي “المعتر” ليس بمقدوره القيام بأي شيء، وبالتالي لن نتوصّل إلى نتيجة في التحقيق ‏المحلي لذا من الأفضل أن نذهب منذ البداية باتجاه لجنة تقصي حقائق دوليّة. وإذا منذ ‏قرابة الأربعة أشهر أطل علينا (الأمين العام لـ”حزب الله”) السيد حسن نصرالله وقام ‏بالانقضاض على القاضي البيطار، أنا شخصياً منذ حينه بدأت أتنبّه لما يحاول هذا ‏القاضي القيام به، وبدأت تتوالى الأحداث. وعاد كرّر السيد نصرالله فعلته هذه مرّة ‏ثانيّة وثالثة ومن ثم انفلتت “الأوركيسترا” في الهجوم على القاضي البيطار”.‏

وتابع: “أنا لا أعرف القاضي بيطار على الصعيد الشخصي، بصراحة تامة أنا أجهل ما ‏يقوم به في هذا الملف ولا أعتقد أن هناك إمكان أن يعرف أي فرد منا ما هو فاعل ‏باعتبار أن التحقيق سري ولا يطّلع عليه سوى الأشخاص المعنيين به مباشرة. بغض ‏النظر عما يقوم به القاضي البيطار، المنطق يقول إن هناك إجراءات ما قيد التنفيذ ‏وهناك تحقيق يأخذ مجراه وأول ما يمكن أن يظهر لنا كنتيجة أوليّة لعمل هذا التحقيق هو ‏القرار الظني، فلماذا لا ننتظر صدور هذا القرار؟ لماذا القيام بكل ما يتم القيام به اليوم، ‏فهل نتيجة التحقيق هي الحكم؟ هذا التحقيق الذي يجريه اليوم القاضي البيطار سيحوّل ‏أمام المجلس العدلي المؤلف من أهم خمسة قضاة في لبنان وعلى رأسهم رئيس مجلس ‏القضاء الأعلى، فإذا كل هؤلاء يقومون بتسييس التحقيق ويريدون تسييس النتائج ‏والأحكام فعندها على الدنيا السلام”.‏

وأوضح جعجع أنهم “يريدون قتل العدالة لأنه تبيّن للجميع تباعاً ان القاضي البيطار لا ‏ستهول أي موقع من المواقع ويقوم باستدعاء من يرى أنه يجب استدعاؤه ويتصرّف على ‏ما يجب أن يتصرّف به قاضي التحقيق ولهذا السبب يريدون أن إيقاف عمله”.‏

ورداً على سؤال عما جرى في الأمس والصورة التي تصدّرت صحيفة “الأخبار” مظهرةً ‏إياه وكأنه “هيتلر” فبدل الصليب المعكوف هناك الصليب المشطوب، وعما إذا كان ‏سمير جعجع اليوم هو “هتلر لبنان”، قال: “شو هالحكي”، كل إناء ينضح بما فيه وهذا ‏الأمر معروف تماماً في علم النفس عند النرجسيين حيث يقومون بإسقاط صفاتهم على ‏الآخرين، فعلى الإطلاق أبداً هذا الأمر غير صحيح”.‏

أما بالنسبة لما يقال عن أنه البارحة عاد وظهر سمير جعجع القديم سمير جعجع الحرب، ‏قال: “لا لا، هذا الأمر غير صحيح وسأفسّر ذلك بسردي للوقائع التي أعرفها أنا فأنا ‏لا أدعي أنني أعرف كل الوقائع، فما أعرفه مرتبط بوجودنا نحن في عين الرمانة والشاح ‏والأشرفيّة وفي لبنان وبمتابعتي للسياسة”.‏

ورداً على سؤال عما إذا كان هذا الوجود الذي يتكلّم عنه كان معداً ومحضراً، قال: ‏‏”نحن موجودون دائماً في هذه المناطق وأينما نحن موجودون، فعلى سبيل المثال موضوع ‏‏”كهرباء زحلة” التي عادت وانتهت بـ”خوش آمدی”، فكلما انخفض مخزون المازوت في ‏الشركة قليلاً كنا نجد في الشارع شباب “القوّات اللبنانيّة” في المنطقة، وإذا ما نقطع ‏الطحين عن ضهر العين في الكورة تجد شباب “القوّات اللبنانيّة” في الشارع، فنحن ‏موجودون في كل المناطق بشكل طبيعي. ففي الوقائع بدأ التصعيد منذ خمسة أو ستة ‏أيام بشكل كبير جداً وقام بهذا التصعيد بشكل أساسي السيد حسن نصرالله وفريقه ‏و”الأروكيسترا” المواكبة له، فبأي منطق يمكن لرئيس حزب، أياً يكن هذا الحزب، أن ‏يقف منادياً بأنه يريد “قبع” القاضي لذا يجب أن يتم “قبعه”؟ كما لا ننسى أنهم كانوا ‏قدو وجّهوا للقاضي تهديداً في اليوم الذي سبق، وقال السيد حسن إنه إذا ما لم تؤدِ ‏العمليّة القانونيّة القضائيّة إلى النتيجة التي يريدونها فسيلجؤون إلى وسائل أخرى، لذا كنا ‏جميعاً “على أعصابنا”. وإذ نسمع بأن هناك تنظيم لمظاهرة باتجاه قصر العدل نهار ‏الخميس، أي الامس. وسأذكر بعض الوقائع التي لا يعرفها أحد. نحن لدينا في الحزب ‏شخص يلعب دور صلة الوصل بين الأجهزة الأمنيّة وبيننا واسمه عماد خوري، لذا ‏اتصلت به وقلت له أنه على ما هو ظاهر هناك تظاهرة ستنطلق من الضاحية باتجاه ‏قصر العدل، وهذا حق طبيعي لكل لبناني، لذا تواصل مع قيادة الجيش وقوى الأمن ‏الداخلي وقل لهم أنهم يعرفون تماماً الحساسيات التقليديّة الموجودة بين عين الرمانة ‏والضاحية واطلب منهم أن يكون التواجد العسكري في تلك المنطقة كثيف فنحن يهمنا ‏جداً أن تمرّ التظاهر كتظاهرة من دون أي مساس بالسلم الأهلي باعتبار أن هذا السلم ‏الأهلي يهمنا جداً جداً. فقام خوري باتصالاته وعاد واتصل بي وأبلغني أنه سمع من ‏قيادة الجيش على أنهم أخذوا كل الاحتياطات اللازمة وهم على وعي تام لهذه النقطة ‏وسيقومون بنشر مجموعات عسكريّة عند كل مفترق طرق من الضاحية باتجاه عين ‏الرمانة، كما أبلغني أيضاً أنه سمع التطمينات ذاتها من قوى الأمن الداخلي، وهذا الأمر ‏حصل ليل الأربعاء وليس أبداً كما يكذبون اليوم ويقولون إننا خطتنا ونزلنا قبل يوم من ‏المظاهرة وما إلى هنالك”.‏

أما بالنسبة لعقد اجتماع لتكتل “الجمهوريّة القويّة” ظهر الأربعاء وكلمته عقب ‏الاجتماع التي فُهمت وكأنها إطلاق النفير لكي يكون الجميع على جهوزيّة، قال: “هذا ‏التحليل خاطئ، فهذا ليس النفير العسكري أبداً وإنما نفير سياسي بامتياز، وسأفسّر ‏لماذا يهدف وقد قام النائب السابق طوني زهرا بالأمس بالكلام عن جزء منه. عقدنا ‏اجتماعنا للتباحث في الوسائل التي بين أيدينا في حال تمكن “حزب الله” من فرض قتل ‏العدالة بالقوّة وتغيير القاضي البيطار، وتباحثنا في جميع الوسائل القانونيّة وتبيّن لنا أن ‏القضاء يقوم بما يجب عليه القيام به والدليل على ذلك هو الحكم الأخير الصادر عن ‏محكمة التمييز في موضوع الرد وبالتالي من هذه الناحية لا يمكننا القيام بأي شيء ‏إضافي. لم يبق إذا سوى خيار واحد وهو إن قرّر “حزب الله” النزول إلى الأرض و”قبع” ‏القاضي البيطار بالقوّة بشكل من الأشكال، فاتخذنا قرار في تكتل “الجمهوريّة القويّة” ‏أن أفضل طريقة للمواجهة هي الدعوة فوراً إلى إقفال عام، وسأفصح عن أكثر من ذلك ‏أيضاً، فنحن عقب الاجتماع مباشرةً قمنا عبر قنوات الإتصال التي لدينا ببعض ‏جمعيات التجار وبعض الشخصيات النقابية من أجل مساعدتنا بالإقفال، لذا ردّنا على ‏ما كان من الممكن أن يقوم به “حزب الله” هو الإقفال العام ولا يزال حتى هذه اللحظة ‏هو الرد الوحيد الموجود على أجندتنا”.‏

واستطرد: “بعد انتهاء الاجتماع تبيّن لنا مسألة المسيرة وكما كنت قد قلت سابقاً ‏تواصلت مع رفيقنا عماد خوري وردّ علي جواب قرابة الساعة التاسعة أو العاشرة ليلاً ‏عن أن جميع الاحتياطات اللازمة متخذة وبالتالي نمت مرتاحاً، وبصراحة كانت تقديراتي ‏على ان هذه “الدفشة” الأولى التي يريدون القيام بها وبالتالي سيتوجهون إلى قصر العدل ‏ليظهروا أنهم جادون في ما يقومون به وستكون تحركاتهم تدريجيّة وقد نمت على هذا ‏الأساس. استفقنا في اليوم التالي، وهنا الغش والكذب الكبير الحاصل في هذه المسألة، ‏فأنا أتأسف كثيراً على كل ما نطقت به أبواقهم وعلى البيان المشترك الذي صدر من ‏بعد ظهر الأمس كما أتأسف أيضاً وكثيراً على وزير الداخليّة “يلي ما عارف شي من ‏شي” فهؤلاء يقولون إن المتظاهرين كانوا يمرون في المنطقة إلا أن مجموعات من “القوّات ‏اللبنانيّة” تعرّضت لهم وهذا خطأ تماماً، فخط سير التظاهرة هو: الضاحية – دوار ‏الطيونة – بدارو – العدليّة، وهنا أريد أن أطلب من جميع وسائل الإعلام ومن المحققين ‏فالجيش كان موجود، لكي نرى أين وقع الحادث الأولي، باعتبار أن هناك حادثة أوليّة ‏حصلة وثم عادت لتقع المشكلة في مكان آخر تماماً وأنا لا أعرف أين وكيف، والجميع ‏رأى مجموعات الناس التي خرجت من الضاحية حيث كان البعض فيها مسلحاً وآخرون ‏غير مسلحين”.‏

وتابع جعجع: “أود أن أسأل وزير الداخلية، الذي تنطّح البارحة للقول إن التظاهرة ‏تعرّضت لإطلاق نار، في حين أن التظاهرة في مكان آخر تماماً، فهذه التظاهرة خط ‏سيرها الضاحية – دوار الطيونة – بدارو – العدليّة إلا أن الحادث وقع في أحد أزقة ‏عين الرمانة قرب “مدرسة الفرير”.‏

ورداً على سؤال عن سبب تبني وزير الداخليّة هذا الموقف، قال جعجع: “لا يعرف ‏الوقائع وجنح باتجاه السياسي”.‏

وتابع جعجع سرد الوقائع: “نحن على الأرض، وهذا أمر صحيح، فنحن في كل المناطق ‏التي لدينا وجود فيها فنحن موجودون فيها ولا نغيب عن أي مسألة، وهنا يجب ألا ‏ينسى أحد ما بين عين الرمانة والضاحية من أحداث سابقة، ففي الستة أشهر الماضية ‏فقط وقع حادثتين أو ثلاثة، لذا نعم الجميع كانوا موجودين ويراقبون وينتظرون ‏وخصوصاً لأن هناك سوابق، والكلام عن تنظيم عسكري غير صحيح أبداً والجيش ‏اللبناني هو الوحيد الذي يعرف الوقائع كما هي، فنحن لدينا مراكزنا في المنطقة وفي ‏حالات كهذه بطبيعة الحال يقوم الشباب بالتجمع في هذه المراكز وهذا أمر طبيعي، ‏وخصوصاً في منطقة كعين الرمانة التي تعرّضت أكثر من مرّة وهم مستنفرون ‏‏”وطاحشين” ويعزمون المرور على أطرافها، فمن الطبيعي أن يتواجد الجميع في المنطقة، ‏إلا أن الكلام عن خط إمدادات وإنتشار عسكري فهذا غير صحيح أبداً و”ما في شي ‏منو”، والتواجد لم يتعد الوجود الطبيعي للشباب في أحيائهم. أما بالنسبة للكلام عن ‏القناصة فالجيش اعتقل قناصة ليقل لنا من هم ومن أين أتوا”.‏

واستطرد جعجع: “أولاً، الحادث وقع في أحد أزقة عين الرمانة، وما حصل هو ان ‏التظاهرة مرّت وتوجّهت باتجاه “العدليّة” وانضمت مع من كانوا موجودين هناك وهذا أمر ‏طبيعي وحق كل لبناني، وإذ أتى من ظهروا على جميع وسائل الإعلام ولا سرّ بهويتهم، ‏وحاولوا الدخول إلى عين الرمانة من المفترق الأولى فتصدى لهم الجيش، فحاولوا الدخول ‏من المفترق الثاني فعاد وصدّهم الجيش إلا أنهم عندما وصلوا إلى المفترق الثالث كان قد ‏كبر عددهم وأصبحوا نحوا مئة أو مئتي شخص وكان يقف عند هذا المفترق ثلاثة أو ‏أربعة عناصر من الجيش فهجموا عليهم ورموهم جانباً وهذا الأمر واضح تماماً في ‏الفيديوهات وموثّق، ودخلوا باتجاه عين الرمانة. بدأوا أولاً بتكسير السيارات الموجودة في ‏المحيط فاصطدموا بالأهالي وهناك حصل الحادث الأول إلا أنه ليس الحادث الأولي ‏الذي أوقع الضحايا التي وقعت. فهم لم يحاولوا فقط الدخول إلى المنطقة وإنما بدأوا ‏التكسير ومحاولة دخول البيوت وهذا أمر ظاهر في الكميرات وقامت وسائل تلفزيونيّة ‏عدّة بنشر هذه المقاطع الواضحة جداً”.‏

وقال: “ينبرون للكلام و”الفلسفة” عن أن ما حصل هو كمين للمظاهرة، وهذا الأمر ‏غير صحيح إطلاقاً، وليس “القوّات اللبنانيّة” من قامت بالدفاع عن المنطقة وهنا أعود ‏لأؤكد على هذه النقطة بالذات، كل أهالي عين الرمانة قاموا بذلك، وأكبر دليل هو أن ‏الجميع يعرف ما هو موقف النائب المستقبل سامي الجميّل من “القوّات اللبنانيّة” فهل ‏تمكن البارحة أن يمضي النهار من دون النزول إلى عين الرمانة والقيام بجولة كاملة؟ لماذا ‏قام بذلك؟ فهل هو يجول متفقداً “القوّات اللبنانيّة”؟ وهناك العديد من القيادات التي ‏قامت بالشيء نفسه بالرغم من أنه لم يتم الإعلان عن جولاتها، هذه قصّة منطقة ‏بأكملها ومجتمع بأكمله، كان هناك “القوّات” وغير “القوّات” أيضاً عدد كبير من الناس ‏كانوا متواجدين في المنطقة إنطلاقاً من الأجواء السائدة في البلاد والتي أوجدها السيد ‏حسن نصرالله بالذات، فهذه التعبئة والشحن من غير الممكن أن تؤدي في نهاية المطاف ‏سوى لما شهدناه”.‏

تابع جعجع سرد الوقائع: “عندما مرّوا بالتظاهرة الفعليّة لم يتعرّض لمهم أحد، فعدد كبير ‏من الناس تريد السترة في هذه الأيام وجل اهتمامها هو بالأمور المعيشيّة اليوميّة، إلا أنه ‏عندما وصلت الأمور إلى هذا النحو أي “طحشة” إلى داخل المنطقة والجميع يدرك بأي ‏اتجاه سياسي وأي طريقة الواضحة على الكاميرات، قبل أن يطلق أي رصاص كان قد ‏سقط 4 جرحى من عين الرمانة، قبل أن يسقط أي قتيل أو جريح من الجانب الآخر ‏الذي أتأسف جداً على سقوطهم ومن يتحمّل مسؤوليّة ما حصل لهم هم قياداتهم التي ‏جرّتهم إلى هذا المكان بالذات”.‏

ورداً على ما قاله وزير الداخليّة عن إصابات بالرأس وإيحائه إلى أن هناك قتلة محترفين في ‏هذا الموضوع، قال: “يمكن لوزير الداخليّة أن يقول ما يشاء فأنا لا أعرف من أطلق ‏النار على من وإذا ما أصابه في كتفه أو في رأسه، ليجروا التحقيقات اللازمة ليكتشفوا ‏ما حصل اللهم أن يقوموا بالتحقيق من جميع الجهات، وليس على ما حصل ليل الأمس ‏واليوم. وهنا اتأسف على أن مديريّة المخابرات تقوم باستدعاء أشخاص من عين ‏الرمانة! هؤلاء كانوا يجلسون في منازلهم ومنطقتهم، لا بأس استدعوهم ولكن الأولى ‏استدعاء من أتوا للتعدي عليهم، لأنه الأصح استدعاء المعتدي قبل المعتدى عليه”.‏

وشدد جعجع على ان “من كانوا موجودين في المنطقة هم أهالي عين الرمانة وشبابنا من ‏ضمنهم طبعاً”.‏

ورداً على سؤال عما إذا كان ما بين الموجودين في المنطقة شباباً من “التيار الوطني ‏الحر”، قال ممازحاً: “أصلاً لا أعرف إذا ما كان هناك بعد شباب في “التيار الوطني ‏الحر”.‏

وتابع: “أنا أعرف هذه المنطقة بشكل جيّد، فأنا عشت فيها على مدى عشر سنوات. ‏عين الرمانة، بالرغم من كل حجمها هي “ضيعة” فإذا ما دق الجرس عند البريد أو ‏حصل أي أمر باتجاه فرن الشباك فكل العالم تهب وتنزل من بيوتها ويقصدون مكان ‏الحادث والجميع يدرك كيف تكون الأمور في “عين الرمانة” لذا أتصوّر أن نعم كان ‏هناك شباب من “التيار” و”الكتائب” وكل المعنيين في المنطقة كانوا موجودين. وفي هذا ‏الإطار أريد أن أذكّر بحادثة وقعت في المنطقة منذ ثلاثة أو أربعة سنوات، حيث دخلوا ‏من الضاحية إلى المنطقة ولدى وصولهم إلى البيت الأول اقتحموه وقتلوا قتيلاً هناك، ‏وتبيّن أنه ينتمي إلى “التيار الوطني الحر”، لكي ترى الحظوظ في بعض الأحيان كيف ‏تكون. لذا نعم، أعتقد أن شباب “التيار الوطني الحر” في مكان وقيادتهم في مكان ‏آخر، وهم كانوا بطبيعة الحال مع الناس”.‏

أكمل جعجع سرد الوقائع رافضاً الدخول في البحث السياسي، وقال: “هناك شاهد ‏في هذه الحادثة كان موجودا على الأرض منذ ليل الأربعاء وإلى ما بعد انتهائها هو ‏الجيش اللبناني، وكان موجود بكثافة عند جميع المفارق، وكي تمكنوا من الدخول إلى عين ‏الرمانة أطاحوا بواحداً من حواجز الجيش”.‏

ورداً على الإتهامات التي وُجت للجيش بالإنكفاء أو أنه لم يؤد الدور الذي كان مطلوباً ‏منه، قال: “هذا غير صحيح أبداً، وأنا بصراحة كنت أعتقد كذلك أيضاً، إلا أنني عندما ‏عدت وشاهدت الصور والفيديوهات على بعض الشاشات التلفزيونيّة”، فمن الوضح جداً أن المهاجمين قرابة المئتي شخص حيث كان هناك ثلاثة أو ‏أربعة جنود عند النقطة العسكريّة وللأمانة فقد حاول الجنود إيقافهم ومنعهم من ‏الدخول إلا أن المهاجمين “لزقوهم بالحيط”، فما المطلوب من الجندي القيام به؟ أيريدون ‏أن يطلق النار على 50 شخصاً؟ وللأمانة أيضاً عاد وحاول الجنود عند النقطة اللحاق ‏بالمهاجمين، وبالتالي الجيش لا يمكنه أن يقوم بأكثر مما قام به، فهو كان قد أقام جداراً ‏عازلاً إلا أنهم اخترقوه و”طحشوا عليه”، ليتفضل وزير الداخليّة وليسأل الجيش بما ‏حصل معه على الأرض. “طحشوا” على الجدار العازل الذي كان قد أقامه الجيش بين ‏منطقة التظاهرة ومنطقة عين الرمانة. الذين هاجموا عناصر الجيش جحافل وبكل ما ‏للكلمة من معنى وأتمنى على جميع وسائل الإعلام والمحققين والقضاة النزول إلى عين ‏الرمانة وسؤال الناس العاديين البسيطين عما رأوه”.‏

ورداً على اتهام “حزب الله” و”حركة أمل” “القوّات اللبنانيّة” بوقوفها وراء ما حصل، ‏قال جعجع: “يمكن لهم اتهامنا قدر ما يشاؤون إلا أن هذا الأمر غير صحيح”.‏

أما بالنسبة لتقرير قناة “المنار” الذي قال إن القناصين القواتيين معروفة أسماؤهم، أوضح ‏جعجع أن “هذا غير صحيح وليقوموا بتسليم الأسماء التي يزعمونها للجيش اللبناني”.‏

ورداً على سؤال عما كان يريده المهاجمون، قال: “ماذا كانوا يريدون في 7 أيار؟ كانوا ‏يريدون يومها فرض وجودهم بالقوة من أجل أن تتراجع الحكومة عن القرار الذي كانت ‏قد اتخذته واليوم كذلك الأمر من أجل أن تتراجع عن القرار الذي اتخذته في تعيين ‏القاضي بيطار”.‏

وعما إذا كان يعتبر أن سمير جعجع أفشل 7 أيار جديد، قال: “لا ليس سمير جعجع، ‏من أفشل 7 أيار الجديد شعب حي موجود في عين الرمانة، وهذه الحقيقة بأكملها ولا ‏يحاولن أحد التفتيش يميناً ويساراً. هم يريدون دائماً ضحيّة سياسيّة، لا يمكنهم اتهام ‏شعب عين الرمانة لأن هذا الأمر لن يكسبهم أي شيء في السياسة، لذا يقومون باتهام ‏‏”القوّات اللبنانيّة”. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لكي أظهر مدى الكذب والغش الذي ‏يقومون به، ادعوا أن ما حصل هو على أثر اجتماعات عقدت في معراب في الليلة التي ‏سبقت وتم تكليف مسؤول أمني الشخصي بيار جبور بالنزول إلى المنطقة وهو قام بذلك ‏وأعطى التعليمات وما إلى هنالك. فهل تدركون أن بيار جبور ترك مسؤوليّة أمني ‏الشخصي منذ سنة وأصبح لديه مسؤوليّة حزبيّة مدنيّة إداريّة في منطقة جبيل؟ وبطبيعة ‏الحال أيضاً ادعاء الإجتماعات في معراب كاذب، لا بل كنا في حينه نقوم بالمسألة ‏العسكيّة تماماً لما يدعون أننا نقوم به وهي أننا نتصل بقيادة الجيش وقوى الأمن ‏الداخلي للحؤول من دون حصول أي صدام وهذا أقوله على الهواء وقيادتا الجيش وقوى ‏الأمن الداخلي موجودتان واتصالاتنا كانت على أرفع المستويات”.‏

ورداً على سؤال عما إذا كان تكليف جبور بمهمّة مدنيّة يمنعه بالقيام بمهمة عسكريّة إذا ‏ما دق الخطر على الأبواب، قال: “نظرياً لا، وإذا ما دق الخطر على الأبواب لا يمتنع ‏أحد منا، إلا أنه عملياً ليس هذا ما حصل إطلاقاً. فطالما أن الجيش موجود وقوى ‏الأمن الداخلي موجودة لن يدق الخطر على الأبواب”.‏

ورداً على سؤال عن سبب اتصال رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون به إذا ما كان ‏ليس هو وراء ما صحل، قال جعجع: “أنا أعرف الرئيس ميشال عون جيداً جداً، فهو ‏اتصل بي عن سابق تصوّر وتصميم من أجل أن يحاول أن يضع المسؤوليّة عندي. إلى ‏هذه الدرجة وأكثر أيضاً، ومن المعيب أن تحصل هكذا أمور في ظروف مماثلة. قال لي ‏بعد أن سألني كيفك: يجب أن نوقف هذه المسألة. فقلت له: فخامة الرئيس أي ‏مسألة. قال لي: هذه الإشكالات التي تحصل. فقلت له: جنرال الجيش منذ اللحظة ‏الأولى على الأرض، فقال لي: نعم ولكن تعرف الجيش لا يمكنه هناك تجمعات مدنيّة، ‏فقلت له: ليقم بفض هذه التجمعات وليأمرهم بالعودة إلى منازلهم، فقال لي: نعم، ‏ولكن تعرف هناك من يصعدون إلى الأسطح ويقومون بالتقنيص، فقلت له: ليقم الجيش ‏بمداهمته وإلقاء القبض عليه. فنحن جنرال لا دخل لنا في هذه القضيّة أبداً، إلا أننا ‏موجودون مع الناس بالشكل الذي الناس موجودون فيه. لا يفكرن أحد أننا سنستقيل ‏أو نهرب أو نخرج من بين الناس. فإذا ما حصل أي طارئ في زحلة على سبيل المثال، ‏فبطبيعة الحال شبابنا أول من سيكونون على الأرض وهذا الأمر تحصيل حاصل، إلا أن ‏هذا لا يعني أننا أعدينا خطّة وقمنا بانتشار، هذا غير صحيح ونحن جل ما في الأمر ‏أننا موجودين مع الناس وما يحصل على الناس سيحصل علينا”.‏

وأوضح جعجع أن الاتصال بينه وبين الرئيس كان سيئاً، وقال: “لم أستنظف هذا ‏الإتصال أبداً، وما أراد قوله ليس من باب النصح أبداً فرئيس الجمهوريّة أكثر شخص ‏يعلم تماماً بما هو حاصل على الأرض. وأعتقد أنه قصد تسميع من يعنيه الأمر أنه في ‏طرفهم ويتهمنا بنفس الطريقة التي هم يتهمونا بها وهذا الأمر غير مقبول أبداً”.‏

اما بالنسبة لما يشاع عن مواجهة “حزب الله” عصياناً عونياً، قال جعجع: “هذا الأمر ‏صحيح على مستوى تغيير المحقق العدلي حتى هذه اللحظة ولا أعرف إذا كانوا سيقومون ‏لاحقاً بالشراء والبيع في القضيّة على ما جرت العادة. اما على مستوى أحداث عين ‏الرمانة في الأمس فأنا شبه أكيد، وأعود وأكرّر أنني أعرف الجنرال عون منذ 40 عاماً، ‏فأنا لم أستنظف أبداً اتصاله بي. فما هذا الشوق الذي شعر به فجأة بعد 3 سنوات لم ‏يتم خلالها أي اتصال أو تبادل للكلام”.‏

كما استنكر جعجع حديث نصرالله قائلا “ما هذا المنطق الذي يتكلم به نصرالله بأنه مقابل كل وزير يجب ان ‏يستدعى وزير آخر؟”، مضيفا السيد حسن “من شو خايف”؟

وأشار جعجع إلى أن “حزب الله لا يستطيع السيطرة على اللعبة الداخلية في لبنان ‏فليتعظوا مما حدث في العراق ويجب أن يعلم أن اللعبة ديمقراطية “، مشيرا إلى أن ‏اللبنانيين ضاقوا ذرعاً من حزب الله” لافتاً إلى أن “حزب الله لا يريد تبيان حقيقة ملف تفجير المرفأ على الرغم ‏من الضغوط الداخلية والخارجية الكبيرة لكشف الحقيقة”، مهددا “إذا حزب الله حاول تطيير التحقيق في الشارع سندعو إلى ‏إقفال عام شامل في البلاد”.

وتوجه جعجع لنصرالله بالقول ” اتّق الله حرام للي ماتوا وحرام اللي انجرحوا” ‏لافتا إلى أنه حزب الله سيضحي من أجل “التيار” بكل شيء لقطع الطريق ‏على “القوات”، منوها أن “بري حاول كثيراً رأب الوضع وهذه المحاولات تحتسب ‏في هذه الظروف”.