الخميس 23 شوال 1445 ﻫ - 2 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جورج شاهين: حجم "الانحلال" أثبت أنّ اللبنانيّين خبراء بتضييع الفرص الذهبيّة!

دولة العجائب.. لم يعد المجلس النيابي بتركيبته الحالية ورئاسته الاعتباطية والمستهترة بالدستور قادر على معالجة قضايا الوطن والمواطن، أما عن مجلس الوزراء، فيسرح ويمرح هو ورئيسه متذرعاً بالفراغ متفرداً بالقرارات في ظل غياب رئيس للجمهورية، فإلى متى يبقى الشعب صامتاً على كل هذه الممارسات؟!

على هذه الخلفية، وفي ظل هذا التخبط الحاصل، يصرح الصحافي والكاتب السياسي جورج شاهين ‏”أن التطورات التي يشهدها لبنان في الأيام الأخيرة الماضية وخصوصًا “الزلزال” الذي أحدثه مشروع تجميد العمل بالتوقيت الشتوي وعدم الانتقال إلى التوقيت الصيفي في مواقيته الدولية المعتمدة عالمياً ‏دل على خطورة غياب المؤسسات”.

وفي حديث لـ “صوت بيروت انترناشونال”، لفت شاهين إلى أنّ الدافع جزئياً إلى هذا القرار ليس لإرضاء أي طائفة أو مذهب، بل لإثبات أنه هناك من يستطيع ‏أن يعيد النظر بأمور الدولة حتى “بالتوقيت”، كما ويعيد النظر بكل ما يؤمن للبنانيين “الاستقرار” ولو على مستوى “الساعة”.

كما تأسف شاهين على ما آلت عليه الأمور في البلاد، مردفاً أنه ليس هناك أحد “مسؤول” مؤتمن ‏بجدارة على المؤسسات وقيام القانون وحماية الدستور كما يؤمن حسن سير التزام لبنان بالميثاقيات والأعراف الدولية ومنها الساعة الدولية المعتمدة بالتوقيتين الشتوي والصيفي.

وأكد شاهين أن من الواضح ‏أن هذا الإجراء الانتقامي نتيجة الخلل في “سلطتين” تعملان بالحد الأدنى، ‏ففشل رئيس الحكومة في اكتساب شرعية لقرارات الحكومة غير الدستورية وعدم الاعتراف الكامل بدستورية المراسيم الصادرة عنها وإن كان الأمر الواقع يفرض القرارات بشكل من الأشكال.

وتابع “‏أن مجلس النواب الذي أثبت عجزه عن القيام بأولى المهام المطلوبة منه منذ أن حلّ الشغور على سدة الرئاسة أن ينتخب رئيس للجمهورية قبل أن يبحث في التشريع أو بأي مهمة تناط إليه ولو كانت ضرورية، حتى أن الدعوة إلى بعض جلسات التشريع والبت في بعض القوانين الخاصة، وعلى سبيل المثال ما يطلبه صندوق النقد من شروط وإصلاحات لا يمكن القيام بها في ظل خلو سدة الرئاسة، علماً أن الأخير هو من يصدر المراسيم والقرارات التي لا نقاش دستوري حولها”.

وبحسب شاهين، إن غياب هاتين السلطتين وضع البلاد على شفير الانهيار الكامل خصوصًا أن هذا الشلل على مستوى الأخيرتين وإن أُضيف إلى الشلل الذي يعوق الإدارات الرسمية والوزارات والمؤسسات العامة عدا عن فقدان الدولة أبسط خدماتها التي يمكن أن تقدمها أي دولة في العالم لمواطنيها والمقيمين على أرضها يثبت أنه هناك مخاطر جدية لم تعد محصورة على هيكل الدولة وأدواتها، بل باتت تهدد قيام الدولة ككل.

وختم شاهين ‏القول إنّ انتخاب رئيس للجمهورية غير كاف ‏للخروج من مسلسل الأزمات المآسي التي نعيشها، ‏على الرغم من أنّ انتخاب الرئيس يمكن أن يمهد إلى قيام حكومة بكامل مواصفاتها الدستورية، الذي قد يشكل بداية الطريق في مشوار الألف ميل لإعادة بناء الدولة، لأن الرئيس المقبل إضافة إلى الحكومة المقبلة مطالبون ببناء دولة جديدة لأنهم سيستلمون اللاشيء، ومؤكداً أنّ حجم “الانحلال” أثبت أن اللبنانيين خبراء بتضييع الفرص الذهبية، وهذا لا يهدد واقعنا فقط، بل حتى مستقبلنا.. فإلى متى؟!