الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله منظمة إرهابية بجناحيه العسكري والسياسي.. هل تفعلها فرنسا؟

بعد الصدمة التي احتلت المشهد اللبناني السبت الماضي باعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، نظراً لتعنت الأطراف السياسية وتشبثها _وخاصة الثنائي الشيعي_ بمحاصصة بعض الوزارات، مما اعتبر فشلاً ذريعاً للمبادرة الفرنسية التي طرحها إيمانويل ماكرون.

الرئيس الفرنسي الذي وجه انتقادات لاذعة لحزب الله المدعوم من إيران، وكذلك أبدى كامل امتعاضه وخيبته من السياسيين الذي أخلفوا وعودهم وفق وصفه، لا يزال متمسكاً بمبادرته، رغم كل التحذيرات من استحالة إنعاش الواقع السياسي المتخم بالفساد والمحاصصات.

إلا أن سعي ماكرون لكشف المتسبب الحقيقي بعرقلة تشكيل حكومة لبنانية قوية وفاعلة، لم يعجب أمين عام حزب الله “حسن نصر الله” الذي وصف سلوك فرنسا بالاستعلائي، ملمحاً إلى تصرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكأنه حاكم للبنان.

وفي تقرير للصحافي “جوني فخري” على موقع العربية، استعرض فيه الخيارت الفرنسية المطروحة لإعادة إحياء الخطة الفرنسية، حتى تلك المطالية بأن تسلك باريس منحى باقي الدول الأوروبية في تصنيف حزب الله _الذي يعد المعرقل الأكبر لتشكيل الحكومة_ كمنظمة إرهابية بشقيه العسكري والسياسي.

حيث لم تستبعد مصادر على صلة بخلية لبنان التي شكّلها ماكرون، لـ”العربية.نت” “أن تتخلّى باريس قريباً عن سياسة “التفريق” بين الجناحين السياسي والعسكري لـ”حزب الله” وأن تسلك الطريق الذي سبقها إليه حلفاؤها مثل الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية بتصنيف الحزب منظمة إرهابية وحظر نشاطاته على أنواعها في فرنسا”.

ومع أن الرئيس الفرنسي تحدّث عن أن فرض عقوبات على من عرقلوا تشكيل الحكومة في لبنان لن تكون مجدية، غير أن باريس التي اتهمت الطبقة السياسة بالخيانة وعدم الالتزام بما تعهّدت به خلال زيارتَيه المتتالتين لماكرون إلى بيروت عقب انفجار المرفأ، دخلت في مرحلة الهجوم على الأحزاب كافة تحت راية “كلن يعني كلن وحزب الله أسوأهم”.

تجربة غير سليمة

وفي الإطار، أشارت المصادر إلى “أن ماكرون وبعد تجربته غير السليمة مع حزب الله عقب انفجار مرفأ بيروت بدأ يُفكّر فعلياً في اتّخاذ إجراءات ضده إذا لم يُقدّم التضحيات المطلوبة منه لوقف انهيار لبنان على الصعد كافة، وذلك ضمن المهلة التي أعطاها للأطراف اللبنانية كافة وهي أربعة أسابيع. ومن ضمن هذه الإجراءات تصنيف الحزب بجناحيه العسكري والسياسي منظمة إرهابية تماماً كما فعلت ألمانيا منذ أكثر من سنة”.

إلى ذلك، رأت تلك المصادر بأن الوضع الأمني في لبنان غير مُطمئن، وأن ماكرون يخشى فعلاً من حصول حرب أهلية بسبب “تعنّت” الثنائي الشيعي، وتحديداً حزب الله بإيعاز من إيران على الاحتفاظ بوزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة كافة”.

يشار إلى أن رئيس الوزراء المكلف كان استقال يوم السبت الماضي بعد خلافات على الحقائب الوزارية، بعدما سعى إلى إنهاء سيطرة نفس الفصائل والأحزاب على وزارات بعينها لسنوات، بما في ذلك منصب وزير المالية، الذي سيلعب دورا في وضع خطط لانتشال البلاد من الانهيار الاقتصادي.

ودفعت الأزمة السياسية والاقتصادية، وهي الأسوأ في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990، البلاد إلى نقطة الانهيار، ما أدى إلى تراجع حاد لقيمة عملتها، وغضب شعبي متنام في البلاد ضد الطبقة الحاكمة.

    المصدر :
  • العربية