الثلاثاء 13 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله وإيران سبب مأساة لبنان..منذ التأسيس حتى "هيروشيما بيروت"

تعتبر ميليشيا حزب الله من أهم أسباب أزمات لبنان ، بداية بتنفيذ مخططات إيران في المنطقة وزعزعة أمن واستقرار لبنان مرورا بتغليب مصلحته الحزبية على مصلحة الشعب اللبناني انتهاء بكارثة انفجار مرفأ بيروت ، الثلاثاء.

لا تتوارى مليشيا حزب الله اللبناني عن إعلان الموالاة الكاملة للنظام الإيراني منذ عقود، بل والعمل تحت إمرته بهدف تنفيذ مخططات إرهابية في المنطقة.

ويرى مراقبون أن حزب الله ليس مجرد قوة في حد ذاته، لكنه إحدى أهم أدوات الحملة الرامية إلى الهيمنة إقليميا من قبل طهران؛ فتلك المليشيا متورطة تقريبا في أغلب مواقع القتال الهامة بالنسبة للإيرانيين، وتجنيد وتدريب وتسليح جماعات مسلحة جديدة تحقق أجندة إرهاب النظام الإيراني.

وبالعودة لجذور النشأة الأولى لمليشيا حزب الله اللبناني يتضح أنها تعود لخمسينيات القرن الماضي على يد إيران، حيث تمخض حينها اجتماع لرجال دين شيعة أبرزهم: محمد باقر الصدر العراقي المقرب من إيران عام 1959 بمدينة النجف، عن التأسيس لحزب الله كفكرة دون إعلان تفاصيل.

وفي عام 1975 ظهرت ما عرفت بحركة أمل المسلحة على يد رجل الدين اللبناني من أصل إيراني موسى الصدر، والتي كانت نواة مليشيا حزب الله لاحقا، حيث ضمت إيرانيون كان أشهرهم: مصطفى جمران وهو أول وزير دفاع في حكومة طهران بعد سيطرة المرشد الإيراني الراحل الخميني على السلطة عام 1979.

وأشرف الإيراني جمران على التدريب العسكري لعناصر حركة أمل اللبنانية التي انضمت إليها عناصر إيرانية مسلحة بجوازات سفر مزيفة بغرض التمويه.

وشهد عام 1985 بدء نشاط مليشيا حزب الله اللبناني التي كشفت منذ البداية عن ولاء جميع عناصرها للنظام الإيراني الذي سرعان ما كلف ذراعه العسكرية الموازية مليشيا الحرس الثوري بتقديم الدعم العاجل للمليشيا الجديدة في لبنان.

ومنذ تلك اللحظة تصاعد دور مليشيا حزب الله سواء بالداخل اللبناني ما أدى لوقوع صدامات مع قوى وتيارات سياسية أخرى، وعزلة بيروت دوليا بسبب أنشطة حزب الله المشبوهة التي تنوعت بين تهريب الأسلحة والمخدرات، وغسل الأموال.

وتشير السجلات التاريخية إلى أن هناك علاقات أيديولوجية وطيدة بين قادة مليشيا حزب الله اللبناني وإيران حيث يعتبر الطرف الأول أن المرشد الإيراني علي خامنئي أكبر مرجعية دينية بالنسبة لهم.

ويشتمل الدعم الإيراني لمليشيا حزب الله على الجوانب المادية والسياسية والعسكرية والإعلامية؛ فيما يتولى مستشارون إيرانيون ملفات أمنية واستخباراتية ودبلوماسية في هيكل المليشيا داخل لبنان.

وانخرطت عناصر مليشيا حزب الله في القتال إلى جانب الحرس الثوري خلال حرب الثماني سنوات بين إيران والعراق بين أعوام 1980 إلى 1988، حسب دبلوماسي إيراني سابق.

وذكر علي أكبر محتشمي بور، سفير إيران السابق في سوريا في ثمانينات القرن الماضي، في مقابلة مع صحيفة شرق المحلية عام 2008 أن مليشيا الحرس الثوري الإيراني دربت عناصر حزب الله عسكريا وتلقى قرابة 100 ألف مسلح تدريبات قتالية.

وتظهر التقديرات أن إيران تمول مليشيا حزب الله بحوالي 200 مليون دولار سنويا، في حين تشير تسريبات حديثة إلى أن مليشيا الحرس الثوري نقلت أموال ضخمة تقدر بنحو مليار دولار أمريكي لمليشيات حزب الله وأخرى تقاتل بالوكالة خارج حدود إيران مؤخرا، حسب موقع “آوا توداي” المعارض.

واعترف قائد الحرس الثوري السابق محمد علي جعفري قبل 4 سنوات، بتجنيد 200 ألف مسلح في بلدان إقليمية بينها لبنان، وذلك في اعتراف صريح يؤكد سعي بلاده لزعزعة استقرار المنطقة.

واستخدمت إيران مليشيا حزب الله كوسيط لتدريب وتأهيل خلايا انتحارية في ضاحية بيروت ومدينة قم، حيث تورطت المليشيا خلال السنوات الماضية في تجنيد عناصر من مليشيا الحوثي لشن عمليات عدائية داخل الأراضي السعودية.

وقرر مجلس التعاون الخليجي تصنيف حزب الله منظمة إرهابية عام 2016، بعد عمليات إرهابية متتالية على رأسها محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بتفجير سيارة مفخخة عام 1985.

وتمكنت السلطات الكويتية من اعتقال 17 متهما بينهم لبناني كان عضوا بمليشيا حزب الله ، قبل أن تتورط الأخيرة في تفجير إرهابي بمدينة الخبر شرقي السعودية أسفر عن مقتل 19 جنديا أمريكيا وإصابة نحو 500 شخص في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1995.

وسعى حزب الله اللبناني إلى استهداف أمن البحرين في فبراير/شباط عام 2011، بعد أن أحبطت السلطات في المنامة تهريب شحنة من الذخائر والمتفجرات والأسلحة قبالة السواحل البحرينية، ثم ضبطت خلية إرهابية على صلة بالحرس الثوري في نفس العام.

وكشفت الكويت في أغسطس/آب عام 2015 عن ما عرفت إعلاميا باسم “خلية العبدلي”، حيث عثرت على مخزن أسلحة في مزرعة بمنطقة العبدلي الحدودية.

وقضت محكمة الجنايات الكويتية بإعدام اثنين من أعضاء الخلية الذين اتهموا بالتخابر مع إيران وحزب الله اللبناني.

الجدير بالذكر أن جذور شبكة الهيمنة الإيرانية التي يشكل أساسها حزب الله اللبناني تعود إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عندما طلبت إيران من حزب الله المساعدة في تنظيم المليشيات الشيعية العراقية، التي قتلت في السنوات المقبلة المئات من القوات الأمريكية والكثير من العراقيين.

وسمحت الحروب الأخيرة لإيران بإحياء وتوسيع نطاق الشبكة، وبعض الجماعات التي دربها حزب الله في العراق الآن ترد المعروف عبر إرسال مقاتلين إلى سوريا، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وتعتبر العاصمة اللبنانية بيروت قاعدة رئيسية تدير منها مليشيا حزب الله عملياتها السياسية والاجتماعية والعسكرية التي تعطيها القوة في موطنها وتزيد من نفوذها في الخارج.

وتتخذ المليشيا المصنفة كمنظمة إرهابية ببلدان إقليمية وغربية من ضواحي بيروت الجنوبية من بيروت مركز عمليات أيضا ومنطقة دبلوماسية افتراضية للحلفاء الإقليميين.

وتدار مليشيا حزب الله بنظام مدرسي خاص وشبكة خدمات اجتماعية، ويحافظ ممثلو المليشيات الإيرانية على التواجد هناك باستمرار للحصول على تدريبات ومشورات عسكرية.

فضلا عن وجود مجموعة من المحطات التلفزيونية الفضائية التي يديرها حزب الله وحلفاؤه لترويج الأخبار المؤيدة لإيران بالمنطقة.

وتشارك مليشيا حزب الله إيران منذ سنوات في عمليات تهريب المخدرات تشمل القنّب اللبناني، والأقراص المخدرة الإيرانية، والهيروين الأفغاني، والكوكايين الكولومبي إلى دول أوروبا وأمريكا اللاتينية.

كانت الشعارات الرئيسية للمتظاهرين اللبنانيين في العام الماضي ضد مليشيا حزب الله قبل التنديد بالأزمة الاقتصادية وتراجع قيمة الليرة اللبنانية.

خلص العديد من المتظاهرين إلى أن حزب الله يمثل مشكلة كبيرة في لبنان، حيث طالبوا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، والتي من بينها القرار رقم 1559 لسنة 2004.

وبحسب القرار الأممي المذكور، يجب نزع سلاح جميع المجموعات شبه العسكرية المحلية والأجنبية الموجودة في لبنان.

وتتهم مليشيا حزب الله بالتجارة غير المشروعة في بلدان أفريقية وبيع شحنات من المتفجرات والأسلحة لتمويل أنشطة عسكرية في سوريا ولبنان والدول الأوروبية.

وشهد لبنان يوم الثلاثاء انفجارا هائلا نجم عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة “TNT” شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت.

وأسفر الانفجار عن مقتل 135 شخصا وإصابة 4 آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة بيروت وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.

انفجار “الثلاثاء الأسود” أطلق عليه “هيروشيما بيروت”، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية.

ودفع الحادث دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.

ورغم فرضية أن الانفجار كان “عرضيا” فإن ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة.

وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ عام 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.