السبت 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 18 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حزب الله يحمي تجار المخدرات.. والجيش يبدأ عملية تطهير

يواصل حزب الله عملياته المشبوهة في تجارة المخدرات، وبالتزامن مع شن الجيش اللبناني لحملات في بعلبك بمحافظة البقاع لملاحقة تجار المخدرات، شرع الحزب في الدفاع عن هؤلاء المجرمين، والمطالبة بوقف العمليات الأمنية.

دفاع الحزب عن تجار المخدرات لم يقف عند المطالبة بوقف الحملات الأمنية ضدهم، بل وصل لحد التهديد بالتدخل.

وشن الجيش اللبناني، اليوم الإثنين، عمليات عسكرية ضد تجار المخدرات في بعلبك، مشيرا إلى سقوط عدد من الجرحى من عناصره جراء استهداف آلية عسكرية.

وقالت قيادة الجيش، إن عسكريين أصيبوا خلال عمليات الدهم في منطقة الشراونة، كما تم توقيف عدة أشخاص وشملت المضبوطات أسلحة حربية وكمية من الذخائر والمخدرات، كاشفا عن أن “الجيش ضبط معملا لتصنيع المخدرات وصادر محتوياته خلال عمليات الدهم في الشراونة”.

وفي خضم المواجهات، أثار تدخل النائب عن حركة أمل، حليف “حزب الله” غازي زعيتر، الريبة حيث اعتبر مداهمات الجيش اللبناني “لا علاقة لها بالمطلوبين، وتؤدي إلى إصابة الأبرياء وتهديم المنازل”.

ولم يكتف زعيتر بالتصريحات الإعلامية بل أصر على الدخول لمنزله الكائن في منطقة العمليات، ما دفع الجيش إلى التخفيف من اجراءاته منعا لسقوط مدنيين، مما أدى إلى فرار عدد من المطلوبين خلال تواجده في الحي.

وكشفت مصادر أمنية رسمية النقاب عن النائب زعيتر أوعز لسيدات وأطفال بإغلاق الطرق منعا لتقدم الجيش خلال ملاحقة المطلوبين.

“حزب الله” يهدد الجيش

بدوره، طالب الوكيل الشرعي العام للخامنئي في لبنان محمد يزبك، الرؤساء الثلاثة، وقائد الجيش بضبط العملية العسكرية المستمرة في بعلبك، وتحييد الأبرياء، مهددا بالتدخل إذا لم يعالج الخلل خلال ساعتين.

وقال يزبك، لوفد من عشيرة آل زعيتر وعشائر المنطقة زاره في مكتبه في بعلبك، :إن ما يؤلمكم يؤلمنا وليس كل من تأذى في هذه العملية هو مجرم أو خارج عن القانون، كنا نرفع الصوت حيثما ينبغي أن يرفع لا ينبغي التعاطي بانفعال أو بعصبية، ولا يمكن السماح به، وإذا تمّ التمادي فلنا موقف، وسنكون بالتأكيد إلى جانب أهلنا وما يصيبهم يصيبنا”.

وقال يزبك :” إذا لم تحل الأمور خلال ساعة أو ساعتين نحن سنذهب معكم ونتضامن معكم ولا نقبل بأي مظلومية لأحد، وسنكون إلى جانب المظلوم لرفع المظلومية عنه”.

ولمحت مصادر أمنية إلى أن المطلوب الأساسي “أبو سلة” موجود في أحد الأحياء المحمية من “حزب الله” وتم تهريبه خلال العمليات العسكرية.

معامل مخدرات وأسلحة

وقال الجيش إنه خلال عمليات الدهم تعرّضت آلية عسكرية لإطلاق نار وأصيب عسكريّان بجروح، فَرَدَّ العناصر على مصادر النيران”، مشيرًا إلى أنه تم ضبط 17 سلاحًا حربيًا، وقاذف آر بي جي، و15 بندقية صيد، وكمية من الذخائر والمخدرات، ومبلغ من المال، و3 سيارات رباعية الدفع، كما تم ضَبط معملين لتصنيع المخدرات وتمت مصادرة محتوياتهما، وسَلّم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة، وبوشر التحقيق، فيما تستمر عمليات الدهم لتوقيف باقي المتورطين”.

ولاحقا أعلن الجيش عن ضبط رمانات بندقية لقاذف Launcher تحمل كتابات عبرية، إضافةً إلى كمية من الأسلحة الحربية والذخائر، وهي عائدة إلى أحد المطلوبين من آل زعيتر، وذلك خلال عمليات الدهم المستمرة في الشراونة.

وبدأ الجيش اللبناني عملية عسكرية منذ صباح الجمعة لملاحقة تجار المخدرات وخاض معارك ومواجهات متتالية.

من هو “أبو سلة”

وتمكنت القوة منذ يومين من توقيف اثنين من المطلوبين اللذين يُعتبران اليد اليمنى لـ”أبو سّلة” ويلقبان بـ “النينو” و”البيبو”، ولا يزال أبو سلّة مختبئاً ولم تتمكن القوى الأمنية من إلقاء القبض عليه، مع العلم أن الجيش استقدم المزيد من التعزيزات العسكرية من خارج المنطقة.

وعلي منذر زعيتر (42 عاما) المعروف بـ”أبو سلة” نظرا لبيعه المخدرات لزبائنه عبر سلة ينزلها من شرفة منزله.

انتقل من الفنار(ضاحية بيروت الشرقية) إلى حي آل زعيتر في الشراونة منذ 5 سنوات، ويعد من أكبر تجار المخدرات في لبنان ومن أخطر المطلوبين.

وتعرض لما يزيد عن 10 عمليات دهم من الجيش خلال السنوات الأخيرة إلا أنه تمكن من الفرار منها، وتعمل مع “ابو سلة” مجموعة كبيرة من الشبان، وهم يعملون على مراقبة المنطقة التي يعيش فيها، وهذا السبب الذي يؤدي إلى فراره دائما.

الشروانة

مدينة بعلبك والمناطق المحيطة بها تقع تحت السيطرة الأمنية الكاملة لحزب الله، وتعتبر بعض الأحياء كحي الشراونة مرتعاً لتجار المخدرات وموزعيها إضافة إلى الفارين من وجه العدالة و المجرمين.

وهذا الحي محصن أمنياً من المليشيات تحت مسمى العشائر في المنطقة ويصعب على القوى الأمنية اختراقه.

وهذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها للجيش ضحايا، أثناء محاولات الاقتحام أو إلقاء القبض على مطلوبين.

وغالباً ما يشهد حي الشراونة اشتباكات عنيفة بين العصابات أنفسها، تستخدم فيها أسلحة ثقيلة وصواريخ متوسطة المدى.