السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دياب لم يعلن حالة الطوارئ: هذه الحكومة تصيبنا بالهلع

تمخّضت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، فأنجبت قرارات “خفيفة” للتعامل مع الفيروس وارتداداته. أطلّ رئيس الحكومة، حسان دياب، على اللبنانيين ليعلن مقررات اجتماع اللجنة الخاصة لمتابعة مستجدات الفيروس، وليعلن سلسلة إجراءات عادية متأخرة، لا تتماشى مع درجة الهلع التي باتت تنتاب اللبنانيين نتيجة توسّع رقعة انتشار كورونا.

 

حصد الفيروس في الساعات الـ24 الأخيرة حالتَي وفاة وارتفعت محصّلة المصابين إلى 61، لكن الرئيس دياب واللجنة لا يريان أي داع لإعلان حالة طوارئ صحية وعامة. فطلب من الأصوات التي تهاجم الحكومة التوقّف عن ذلك. اعتبر أنّ “هناك من يلجأ إلى المزايدات لتسجيل النقاط في السياسة مع أنّ الموضوع يفترض من الجميع الارتقاء إلى المستوى المسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة لأنّ المطلوب هو حماية اللبنانيين”.

مقررات متأخرة

هكذا، أعلن دياب مقررات اجتماع لجنة متابعة التدابير الوقائية مشيراً إلى وقف جميع الرحلات الجوية والبحرية والبرية مع إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية والصين، ووقف الرحلات من جميع الدول التي تشهد تفشياً لفيروس كورونا. لكن في الوقت نفسه أعطت اللجنة مهلة 4 أيام للبنانيين الراغبين بالعودة من البعثات الدبلوماسية واليونيفيل، وبعدها يُمنع السفر. لكن هذا الإجراء لم يشمل الطائرة التي تصل بيروت مساء اليوم من طهران، حين أكد دياب أنّ وزارة الصحة ستتعامل مع ركاب هذه الطائرة وفق الإجراءات المتبّعة لفحصهم على متن الطائرة وتحويل الحالات المشكوك بها إلى الحجر. فيُطلب بعدها من الركاب الذين لا تظهر العوارض عليهم الالتزام بالحجر المنزلي. وهو الإجراء الذي أدى أساساً إلى دخول فيروس كورونا إلى لبنان وثم تفشّيه.

وفي قرار آخر عن الاجتماع، أعلن دياب طلبه من الإدارات العامة والبلديات وضع جدول مناوبة بالحد الأدنى من الموظفين، “وطلبت اتخاذ جميع التدابير لمنع التجمعات العامة والخاصة، كما طلبت من أرباب العمل في القطاعات كافة اتخاذ التدابير لحماية العمل”. وبمعنى آخر، لا حال طوارئ ولا إلزام للمؤسسات بالإقفال الوقائي، واستمرار تعريض حياة الموظفين لخطر الإصابة أو تعريض وظائفهم للتهديد. كما أنّ اللجنة لم توصي بإغلاق المطاعم والمقاهي، وأصبح بذلك قرار إقفال هذه المؤسسات المطعمية بيد أصحابها والتزام إداراتها بقرار النقابة. وجميع هذه المقررات تأتي متأخرة على اعتبار أنّ الفيروس اجتاح لبنان وانتشر في محافظاته.

وقال دياب إنّ الحكومة “تتعامل مع حالات متعددة لكن لجنة متابعة التدابير الوقائية من كورونا تواصل رصد كل الحالات ومدى تطور انتشار الفيروس وترفع توصيات بناء على ما يستجد”. وشدد على تطبيق المعايير الدولية في متابعة كورونا حيث “بات في كل محافظة مستشفى لاستقبال المرضى، وسيزداد عدد المستشفيات في هذا الإطار والقوى الأمنية تتابع تطبيق الإجراءات المتعلقة بكورونا”.

التعاون مع إيران

قال دياب خلال مؤتمره الصحافي إن الحكومة والمختصين لا يرون لازماً إعلان حال الطوارئ، مشيراً إلى أنه “لا نريد دبّ الذعر في نفوس اللبنانيين، وعدد من السفراء قاموا بتهنئتي على الإجراءات التي قمنا بها منذ البداية”. ويبدو أنّ من بين الجهات التي هنأت دياب، السفارة الإيرانية، فصدر عن الأخيرة بياناً أكدت فيه استعداد بلادها “للتعاون مع الجهات اللبنانية المختصة من أجل إعداد وتطبيق بروتوكول صحي-علاجي لمواجهة فيروس كورونا”. مع العلم أنّه سبق للحكومة اللبنانية أن تلقّت مساعدات طبية عينية أيضاً من الدولة الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي. بل وكانت إيران نفسها تناشد العالم لتأمين أجهزة طبية لعلاج كورونا!