الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دياب والمتآمرون من جديد: عدم تسميتهم يجعله شريكا في الجريمة!

لم تكن المواقف التي اطلقها رئيس الحكومة حسان دياب في مجلس الوزراء امس وتحدث فيها عن مؤامرة كبيرة على الحكومة تقودها شخصيات لبنانية كاد يصنّفها بالـ”عميلة”، مفاجِئةَ لأحد.

فالرجل دأب على سياسة “لعب دور الضحية” منذ اللحظة الاولى لدخوله السراي. وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن تكراره هذه الاسطوانة، اذا استمر، سيرتد قريبا على صاحبه سلبا اذ سيفرغ مواقفه من مضمونها و”ينفّسها” الى حد بعيد، فتتحوّل كلاما عابرا لا يتوقّف عنده احد ولا يعيره اي طرف أهمية، حتى أهل البيت الحكومي!

فرئيس الحكومة في مستهل كل جلسة يتحدث عن استهداف للحكومة وعن رمي للعصي في دواليبها وعن عرقلة لمشاريعها وعن جهات تعمل لتشويه صورتها في الداخل والخارج، وتحرّك الشارع ضدها وتستغلّ وجع الناس لتأليبهم ضد الفريق الحاكم، وعن مافيا تتلاعب بالدولار وبالاسعار، وعن سفارات تحرّك مجموعات للتخريب وتعدّ لعمليات كبيرة (…) الا انه لم يقدم يوما على كشف اسم واحد من هؤلاء المتآمرين، هو في حرب دائمة مع “مجهولين”.

الامر نفسه كرره أمس مع بعض “الروتوش”. فهو كشف انّ “هناك من يقوم باتصالات مكثفة وجهود مضنية حتى يُقنع ‏الدول العربية التي لديها رغبة بمساعدة لبنان، أن لا تقدّم أي ‏مساعدة”.

وقال: “ما سمعناه من أشقائنا في الدول العربية عن ‏الاتصالات التي حصلت معهم من بعض السياسيين اللبنانيين، مُخجل ‏فعلاً”. وسأل: “هل يعقل أنّ هناك لبنانياً يفكر هكذا؟! هل يعقل أنّ ‏هناك مسؤولاً سياسياً لديه ضمير وطني ويحاول منع مساعدة لبنان ‏بهذه الظروف؟ هل يعقل انّ هناك مسؤولاً حزبياً كل همّه أن يعرقل ‏أيّ مساعدة للبنان؟ هذا شيء معيب، وأقرب إلى الخيانة الوطنية”.‏

امام “هول” هذه المعطيات، تقول المصادر ان سكوت دياب عن الفاعلين وتجهيلهم، يحميهم، ما يجعله تاليا، شريكا في جريمتهم وتواطئهم على وطنهم ومصالحه.

وعليه، فإن المطلوب من رئيس حكومة “مواجهة التحديات” الخروج على اللبنانيين، بالاسماء والمعطيات والادلة التي توافرت لديه، وكشف المتآمرين امام الرأي العام. اما خلاف ذلك، فيعني انه اما يتوهّم أعداء ومؤامرات، او انه يعتمد استراتيجية “الضحية” للهروب الى الامام وتبرير فشل حكومته في تحقيق اي انجاز حتى الساعة.

لكن دياب أكد منذ ايام ان حكومته حققت 97% من مشاريعها، فهل يعني ذلك ان خصومها يعرقلون الـ3% المتبقّية ام ماذا؟ على الرجل ان يعتمد.. هل خصومه المجهولون أقوياء الى حد منع الخارج من مساعدة لبنان ام انهم ضعفاء لم يتمكّنوا سوى من منع الحكومة من إكمال “سكورها” الإنجازي؟!

على اي حال، يبدو ان دياب ليس وحده مَن يهوى “الشكوى” من الظلم والاستهداف. فرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل اليوم، غرد قائلا ” “كان بدّها جرأة! يسجّل للحكومة اقرارها خطة عودة النازحين السوريين، متنا وعشنا سنين بالحكومات السابقة وما كنّا نقدر نحطّها حتّى على جدول الأعمال؛ لو حصل كنّا وفّرنا كتير عالبلد. لبنان اعتمد أخيراً سياسة وطنية واحدة لتشجيع العودة وتطبيقها من كل مؤسسات الدولة. وبتسألوا لَي لبنان محاصر”؟

دياب يعزو الحصار والفشل الحكومي اللبناني عربيا ودوليا، لتآمر لبنانيين “مجهولين”، اما باسيل فيعيده الى جرأة الحكومة على التصدي لسياسات الغرب، وما ترسمه عواصمُه من مخطّطات للتوطين ودمج النازحين. اما حزب الله، فيقول ان الولايات المتحدة تعاقب كل لبنان لمعاقبته هو… الاسباب عديدة اذا، لكن النتيجة واحدة: الحكومة معزولة ولا تُنجز، واللبنانيون فقراء جائعون… والمتآمرون يسرحون ويمرحون، تختم المصادر.