الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"ذا ناشيونال" تضيء على حديث لـ بهاء الحريري عن "حزب الله"

كتب كون كوهلين في “ذا ناشيونال” مقالاً تحت عنوان “كيف يمكن لبايدن التوصل إلى صفقة أفضل”؟ تطرق فيه إلى انتخاب ابراهيم رئيسي، المفاوضات الاميركية الايرانية والصعوبات الاقتصادية التي تمر بها طهران وحزب الله، كما تطرق إلى ما قاله رجل الأعمال الشيخ بهاء الحريري حيث أورد: دفعت الصعوبات المالية التي يواجهها حزب الله، بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، الذي قتل على يد إرهابيي حزب الله في عام 2005، إلى التساؤل عما إذا كان حزب الله سيتمكن من الحفاظ على مستواه الحالي من السلطة في لبنان دون دعم إيراني.

وقال بهاء الحريري، الذي ساعد الشهر الماضي في إطلاق حركة” سوا للبنان” الإصلاحية التي تهدف إلى إحياء ثروات لبنان السياسية والاقتصادية:” لم يعد حزب الله قصة نجاح في لبنان لأنه مسؤول إلى حد كبير عن الانهيار الاقتصادي في لبنان”.

“سيحافظ بعض المؤيدين المتشددين على ولائهم لـ “حزب الله”، لكن العديد من المؤيدين الآخرين لن يكونوا مستعدين بعد الآن لدعم أهداف “الحركة” إذا كان دعم “حزب الله” للرعاية الاجتماعية ينهار.”

كما جاء في المقال الذي ترجمه “صوت بيروت إنترناشونال”: إنّ انتخاب متشدّد بارز كرئيس مقبل لإيران يثير حتماً تساؤلات حول قدرة نظيره الأمريكي، جو بايدن، على تحقيق هدفه المتمثل في إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني.

منذ توليه منصبه، أوضح بايدن تصميمه على إحياء الاتفاق الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في العالم في عام 2015.

حتى أنّ بايدن ألمح إلى أنّ إدارته ستحاول توسيع شروط الصفقة الأصلية إلى ما وراء الحدود الضيقة لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني لتشمل قضايا أخرى مثيرة للقلق ، مثل برنامج الصواريخ الباليستية المتقدمة للنظام والتدخل الإيراني المستمر في الشؤون الأوسع للشرق الأوسط.

أصبحت آمال واشنطن في الحصول على أي نتيجة من المحادثات غير المباشرة التي تجري حالياً في فيينا بين إيران وعدد من المسؤولين الغربيين الآن أكثر تحدياً، نتيجة تعيين إبراهيم رئيسي في منصب الرئيس الثامن لإيران منذ ثورة 1979.

حتى قبل توليه منصبه، أوضح السيد رئيسي ، المعروف بأنه يملك وجهات نظر قوية معادية للغرب ، أنه ليس لديه رغبة في الاجتماع وجهاً لوجه مع السيد بايدن. وكونه يخضع بالأساس إلى عقوبات من قبل الولايات المتحدة، فهو لن يكون قادراً على القيام بذلك حتى لو أراد ذلك.

علاوة على ذلك، حذر السيد رئيسي البالغ من العمر 60 عاماً ، في مؤتمره الصحفي الأول منذ فوزه في مسابقة الانتخابات الرئاسية في البلاد، من أنه لا يهتم بإدراج قضايا أخرى، مثل برنامج الصواريخ الإيراني، في أي شكل من أشكال الصفقة النووية.

أضف إلى ذلك التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران حول دعم إيران المستمر للميليشيات التي تتخذ من العراق مقراً لها، والتي اتهمت بتصاعد الهجمات على القواعد الأمريكية، فمن الواضح أنّ السيد بايدن وحلفائه الأوروبيين يواجهون صراعاً شاقاً.

وقد تم الإعراب في واشنطن عن مخاوف من أنّ الميليشيات المدعومة من إيران تستهدف عمداً القواعد الأمريكية في العراق كوسيلة لتكثيف الضغط على إدارة بايدن لتحقيق اختتام سريع للمحادثات حول الاتفاق النووي الذي يحدث في فيينا.

ردت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع بشنّ غارات جوية ضد ميليشيا الكتائب سيد الشهداء المدعومة من إيران، مما أسفر عن مقتل أربعة من مؤيديها، الذين اتهمتهم بشنّ هجمات على القواعد الأمريكية.

أثار العمل الأمريكي احتجاجات غاضبة في العراق، نظمها قادة الميليشيات، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لم يكن نادما ، مدعياً أنّ الإجراء الأمريكي كان يهدف إلى إرسال “رسالة مهمة وقوية للغاية” إلى إيران لمنع المزيد من الهجمات من قبل الميليشيات الموالية لها.

في مثل هذه الظروف، ومع تزايد التوترات بين واشنطن وطهران يوماً بعد يوم، من الصعب أن نرى كيف يمكن للسيد بايدن تحقيق هدفه المتمثل في إحياء الاتفاق النووي.

ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه البشائر المشؤومة، يمكن القول أنّ المأزق الاقتصادي الرهيب لإيران يشير إلى أنّ النظام يائس لإحياء الاتفاق النووي لمجرد أنه يحتاج إلى رفع نظام العقوبات الاقتصادية العقابية الذي فرضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أقرب فرصة ممكنة.

وإذا حدث ذلك، فإنّ رغبة إيران في رفع العقوبات قد تفوق اعتراضاتها على تقديم أي تنازلات أخرى بشأن برنامجها النووي وتمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق جديد.

ومن المؤكد أنه إذا كان هدف ترامب المتمثل في تنفيذ سياسة “أقصى قدر من الضغط” ضد طهران يهدف إلى شلّ الاقتصاد الإيراني ، فمن المؤكد أنه حقق هدفه وفقاً لأحدث البيانات الاقتصادية الإيرانية.

وشهدت طهران انخفاض قيمة الريال إلى النصف في العام الماضي ، في حين أنّ معدل التضخم يبلغ 50 في المائة، كما تواجه البلاد بطالة واسعة النطاق. وتشير الأرقام الصادرة مؤخراً عن صندوق النقد الدولي إلى أنّ احتياطيات إيران الأجنبية قد انهارت من حوالي 140 مليار دولار في الوقت الذي وقعت فيه طهران على الاتفاق النووي في عام 2015 إلى 4 مليارات دولار فقط اليوم ، على الرغم من أن السلطات المصرفية الإيرانية تنازع على ذلك.

علاوة على ذلك، أدى انهيار الاقتصاد الإيراني إلى تأجيج الاضطرابات السياسية في جميع أنحاء البلاد ، حيث اتهم المتظاهرون المناهضون للحكومة النظام بهدر الأموال لتمويل أنشطته العسكرية في الخارج بدلاً من تركيز جهوده على إعادة بناء الاقتصاد.

ومن المؤكد أنّ التدهور الكبير في ثروات إيران الاقتصادية له تأثير على محاولات إيران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. ففي لبنان، على سبيل المثال، إنّ الانهيار المالي يعني أن طهران لم تعد قادرة على مواصلة دفع رواتب حلفائها في حزب الله بالدولار.

على مدى عقود، كانت شعبية “حزب الله” في جنوب لبنان تستند إلى مدفوعات الرعاية الفخمة التي استثمرها في البلاد ، مما ساعده على أن يصبح أحد القوى المهيمنة في السياسة اللبنانية.

والآن، وبفضل انهيار الاقتصاد الإيراني، لم يعد بإمكان “حزب الله” تحمل تكاليف الدفع بالدولار، وبدلاً من ذلك اختار الليرة اللبنانية، التي انهارت قيمتها بنسبة مذهلة بلغت 900 في المائة خلال العام الماضي.

 

ومن المؤكد أنّ الصعوبات المالية التي تواجهها إيران في لبنان، فضلاً عن أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، تشير إلى أنه على الرغم من استمرار الخطاب المناهض للغرب الذي يخرج من طهران، قد لا تزال هناك فرصة للولايات المتحدة وحلفائها للتفاوض على اتفاق نووي جديد.

وإذا كان الأمر كذلك ، فيجب أن تهدف واشنطن هذه المرة إلى إبرام اتفاق يعالج القضايا الأوسع نطاقاً المتعلقة بأنشطة طهران الخبيثة في المنطقة بدلاً من التركيز فقط على التخصيب النووي.