السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

زياد الأسود.. معلّبات عَونية ليوم الجوع السياسي

من سوء حظّ النائب زياد أسود، أن التجربة السياسية حصرته بين مهمتين، لسان حال فريق “التيار الوطني الحر” العاجز عن الردّ على الخصوم المتغيرين. أما ثاني المهمات، فهي ابتداع القدح والذم بكفاءة، وهو ما لا يجيده نواب آخرون في “التيار”، رغم إنزال بعضهم أسقف الخطاب الى مستوى المطالعات الطائفية.

وأسود، هو النسخة المهجّنة عن وزير الدولة لشؤون الرئاسة سليم جريصاتي. كلاهما يضطلعان بالمهمة نفسها، مع فارق في اللغة المستخدمة. فجريصاتي يصيغ مفرداته بلغة قانونية، ويدوزنها بالسياسة، ويسقطها الى ساحة القتال السياسي وتصدير رسائل سياسية لتسخين موقف، أو استدراج عروض، أو إخراج شياطين الانقسام التي تنعي تسوية، وتعبر الى أزمة في الحكم.

وفي الجانب الآخر من خطاب “التيار”، يضطلع أسود بمهمة الخطاب الشوارعيّ. يختار أكثرها إسفافاً، كخطاب نقيض لمستوى التخاطب السياسي، ومستوى الردّ المبنيّ على المنطق. يخوض الحروب السياسية، من موقعه النائي في جزين، ليضرب أقرب المقربين منه، جمهور “أمل” مرة، وجمهور “المستقبل” مرة أخرى.

ردّ منسق عام صيدا والجنوب في “تيار المستقبل” ناصر حمود على تغريدة للنائب زياد اسود بالقول:
“الابواق العونية: الافاعي السود تبخ ثقافة السموم والفتن … هربوا بالبيجاما من القصر وعادوا إليه بتقبيل أيادي الخصوم والحلفاء …”.

في سجلّه السياسي، ردود على الخصوم، أو مَن تتوتر علاقة “التيار” بهم. ينتشل من بئر اللغة ما خبأه المتحاربون ايام الانقسام العمودي والتخوين والتشرذم الطائفي والسياسي. حشرات، ذباب، أحذية، أدوات حرب وأذية… فهو مُحترف جمع أدوات الماضي لاستحضارها في الأزمات، وإعادتها الى الملاجئ في زمن فترات شهور العسل السياسية. يهمد، حينها، كنار تحت الرماد، وينكسف، بلغته السفيفة، عندما تقضي المهمة ذلك.

وأسود، يدرك حاجة التيار له. فهو عملة عونية نادرة. راهن كثيرون على إزاحته عندما قضت التسويات الكبرى بتقارب سياسي. لكن الرهان يسقط، لأنه نائب معلّب. أضيفت اليه مواد حافظة لوقت تجدد الأزمات. فالتسويات مع “التيار” لم تكن يوماً مستدامة. هي تسويات مرحلية. “على القطعة”. نزلاتها أكثر من طلعاتها، حتى بات “التيار” بلا حليف، أو يكاد، لولا تمسك “حزب الله” به.

وامتلاكه لسان المنشار، هو ما أهّله للعب دور ملاكم في حلبات العونيين السياسية. لا يردعه موقعه عن استخدام عبارات التمنين. استعملها اليوم، تمنيناً لبقاء حليف التيار السابق الرئيس سعد الحريري، على قيد الحياة، “رداً على أبواق الحريري”، كما قال، موضحاً: “على بعبدا معلمي واصل واصل وانتو بتعرفوا منيح من معلمكم.. بس لولا معلمي معلمكم، ما كان شقفة واحدة، وما كان مبين منو الا صباطو… تنذكر و ما تنعاد”.

وجاءت التغريدة كتتمة لتغريدة سابقة، اتهم فيها الحريري بإحراق الدواليب. فقال: “الحريري الأب علّم الشباب حتى يجمّل ويسوّق نفسه ويدخل على السلطة، والحريري الإبن تمرّن على حرق الدواليب والناس و قطع الطرقات تحت عنوان الاعتدال… كل وجه له قِناعه، ولكل جيب يد”.

واستدعى ذلك رداً من مسؤول صيدا في تيار “المستقبل”، جار جزين، قائلاً: “الأبواق العونية: الأفاعي السود تبخ ثقافة السموم والفتن‏‏… هَربوا بالبيجاما من القصر وعادوا إليه بتقبيل أيادي الخصوم والحلفاء …”.‏