لم يدعُ أيّ من الأحزاب الخصمة لـ”حزب الله” مناصريه إلى الشارع رسمياً، حتّى أنّ مَن دعا منها إلى تظاهرة اليوم في ساحة الشهداء، أيّ حزب “الكتائب”، تجنّب ذكر السلاح غير الشرعيّ ضمن المطالب، على اعتبار أنّ المطلب الأكثر حاجةً وتجييشاً للبيئة الشعبيّة الواسعة، من الناقورة حتّى النهر الكبير، معيشيّ وإقتصاديّ بإمتياز.
كنّا أشرنا منذ ٣ أيام، في معلومات عبر موقع mtv، عن تحوّل بارز حصل على مستوى الشعارات والمطالب التي ستُرفَع في التظاهرة المرتقَبة، والتي ستأتي ضدّ السلاح غير الشرعيّ والمربّعات الأمنيّة والمرجعيّات الحزبيّة الكبيرة التي تغطّيها، وهو الأمر الذي سيجعل من المشهد في وسط بيروت أكثر حديّةً، خصوصاً أنّ هذه الشعارات تعني “حزب الله” وبيئته السياسيّة والطائفيّة مُباشرةً.
وما يزيد الوضع سخونةً أنّ “الحزب” متمسّك بحكومة حسان دياب ويُصرّ على بقائها وصمودها، في الوقت الذي يُراكم فيه دياب الأخطاء، بالنسبة إلى الإنتفاضة الشعبيّة، فضلاً عن أنّ الشروط الماليّة والإقتصاديّة القاسية والمفروضة من قبل صندوق النقد الدولي ستُضاعف صعوبة استيعاب الغضب الشعبي الذي سيأخذ بالتفاقم مع الذهاب بعيداً في تطبيقها، على صعيد سعر صرف الدولار وأسعار المواد الغذائية وزيادة الضرائب والرسوم.
أضف إليها المخاوف من استغلال هذا المطلب بهدف دق الإسفين بين صفوف الإنتفاضة وإظهارها منقسمة وتحويلها من سلميّة إلى صدام بمختلف الإتّجاهات وفي أكثر من مكان.
الإنتفاضة مُهدَّدة وهي ستكون مُقابل محاولة لاستهدافها وتفجيرها من الداخل… والتحسّب من المصطادين واجب!