الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شعبوية باسيل العوني وديمايو الإيطالي: حبّ النفط وكره اللاجئين

لم يصدر عن اللقاء الذي حصل في 23 كانون الأول الجاري في بيروت بين وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ونظيره الإيطالي لويجي ديمايو، سوى أن الطرفين تباحثا في العلاقات اللبنانية الإيطالية المميزة، وفي تطور أوضاع الشرق الأوسط.

علاقة خاصة
أتت زيارة ديمايو لتفقد القوات الإيطالية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية (يونيفل) في الجنوب، لكنه خص الوزير باسيل الذي تربطه به علاقة خاصة، بتلك الزيارة، على ما جاء في خبر الوكالة الوطنية للأعلام.

وجاء في الخبر أن الوزيرين عقدا خلوة، بعد انسحاب الوفد المرافق للوزير الإيطالي، ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير غادي خوري ومدير مكتب الوزير باسيل المستشار الديبلوماسي هادي الهاشم.

وذكرت الصحف الإيطالية أن زيارة ديمايو إلى لبنان أتت على هامش أعمال القمة 74 للجمعية العام للأمم المتحدة، للتباحث بالعلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين. وأعاد ديمايو التأكيد على عمل إيطاليا الحثيث لتعزيز مؤسسات واقتصاد لبنان، والحفاظ على وحدته وسيادته وازدهاره، لأنه يعتبر أساسياً للاستقرار في الشرق الأوسط.

ورأى وزير الخارجية الإيطالي أنه من الضروري تشكيل حكومة لبنانية جديدة في أسرع وقت ممكن، وقادرة على الاستجابة للتطلعات المشروعة للمواطنين. وأكد أن إيطاليا تدعم أمن لبنان على قاعدة مستدامة وواقعية، مشيدا بـ”البعثة العسكرية الثنائية لإيطاليا في لبنان” (MIBIL) لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي والبحرية اللبنانية. وهذا فضلاً عن دور قوات الأمم المتحدة التي تقودها إيطاليا لضمان الهدوء على الحدود الجنوبية.

نفط ومعابر إنسانية
وقال ديمايو زعيم حزب حركة النجوم الخمس الشعبوية، الذي أتى بعد مؤسسها بيبّي غريلّو: “نعلم جيداً الصعوبات التي يواجهها لبنان، بسبب اللاجئين السوريين. لذا سنقوم بمبادرات إنسانية متعددة لتحسين ظروف عيش هؤلاء اللاجئين والمجتمعات المضيفة. ليس هذا فحسب، بل ثمة مبادرة لترحيل جزء من اللاجئين إلى إيطاليا عبر ما يعرف المعابر الإنسانية”.

وكان باسيل قد زار إيطاليا للمشاركة في افتتاح النُسخة الخامسة من الحوار الأورو متوسطي (يوروميد) في روما في مطلع الشهر الحالي، ولفت إلى أن نسبة اللاجئين والنازحين على الأراضي اللبنانية أصبحت حتى الآن تشكل 40 في المئة من عدد سكان البلاد. ولعل كلام باسيل جعل الوزير الإيطالي الشاب (34 عاماً) يلتقط إشارة باسيل المصاب بفوبيا التخلص من اللاجئين، فراح الوزير الإيطالي يطلق مبادراته “الإنسانية”، خصوصاً أن إيطاليا مشاركة في “كونسورتيوم” النفط في لبنان، والذي يضمّ الشركات العالمية الثلاث “توتال” الفرنسيّة، و”إيني” الإيطاليّة، و”نوفاتك” الروسيّة.

العونية والنجوم الخمس
الوزير الإيطالي الذي صعد في السنوات الماضية في الحركة الاجتماعية الإيطالية، بخلفيتها اليمينية المتطرفة، ارتقى من عالم العقارات وتجارتها إلى عالم السياسة، بعد صعود نجم حركة النجوم الخمس الشعبوية، فبات زعيمها منذ نحو سنوات ثلاث. والحركة صعدت بشكل مفاجئ في الحياة السياسية الإيطالية منذ أقل من سنوات عشر، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والفساد المستشري وتراجع اليمين واليسار الإيطاليين. وهي باتت الحزب الأول في إيطاليا، متوسلة الخطابات الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي واللاجئين، والمزيد من الانفتاح على التعاون مع النظام الإيراني والروسي.. تماماً بما يشبه الخطاب العوني الباسيلي.