الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

طرابلس تعيش بين الظلم والظلام: عقاب المدينة مستمر

بينما تعاني معظم المناطق اللبنانية من تضاعف ساعات التقنين القاسي في التغذية الكهربائية، غاب التيار الكهربائي عن طرابلس وضواحيها طوال يوم الأربعاء. هذا الوضع المستمر بمضاعفة ساعات التقنين شمالًا، فجّر حالةً من الغضب العارم داخل المدينة، التي مضت ليلتها الباردة بلا كهرباء. فتوجه عدد كبير من المتظاهرين والمحتجين نحو مركز شركة كهرباء قاديشا في منطقة البحصاص، ونجحوا في اقتحامه والدخول إلى المكاتب ومركز التحكم بالتقنين وغرفة العمليات. فوقع إشكال كبير بينهم وبين عناصر الجيش الذين أصروا على إخراجهم.

 

صدامات مع الجيش
لكن الإشكال الكبير، وقع في محيط الشركة، مع إقدام المتظاهرين على إشعال الإطارات تعبيرًا عن غضبهم، فتطور الأمر إلى تضارب مع عناصر الجيش، الذي ألقى القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 12 شخصا بينهم 3 عسكريين لجروح ورضوض وحالات اختناق من جراء الاشتباك، وإصابات أخرى بالهراوات والحجارة، ثمّ حضرت سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر والجمعية الطبية الإسلامية لمعالجة المصابين.

وتزامن ذلك مع قطع الطريق أمام مبنى الشركة وفي بعض أحياء المدينة وشوارعها الداخلية، فيما نفذت وحدات الجيش، انتشاراً داخل الشركة وفي محيطها. وحسب معطيات “المدن”، فإنّ المتظاهرين تفاجأوا بحضور وحدات الجيش قبل وصولهم، وتعاملوا معهم بعنف كبير، منعًا لتكرار سيناريو اقتحام مبنى قاديشا في عكار ومعمل دير عمار في المنية. ولاحقًا ترك المتظاهرون محيط قاديشا في البحصاص، بعد أن تضاءلت أعدادهم.

تدهور مستمر
وواقع الحال، تعيش طرابلس في الأيام الأخيرة توترًا عاليًا نتيجة عوامل عدّة. وفيما تصبّ شريحة من أهل المدينة غضبها على محافظ الشمال رمزي نهرا، الذي طرده متظاهرون من السرايا قبل يومين، لاعتباره رمزًا من رموز الفساد وممثلًا لهذا العهد، يصبّ أهالي الشمال جام غضبهم على العهد والتيار الوطني الحرة ووزيرة الطاقة ندى البستاني، ويوجهون لهم اتهامات أنهم يقومون بمعاقبة الشمال في التقنين الكهربائي. ففي دير عمار، تجاوزت ساعات التقنين 20 من 24 ساعة في الأيام الأخيرة، ما دفع أهالي المنطقة إلى الاعتصام يوميًا والتظاهر أمام المعمل، لاعتبار هذا التقنين خرقًا واضحًا للاتفاقية المبرمة بين دير عمار ووزارة الطاقة وشركة كهرباء لبنان، التي سبق أن وعدت بتقنين 4 ساعات في الـ 24 ساعة، لأن الضرر الناتج عن المعمل، لا يلحق إلا بأبناء المنطقة والجوار، خصوصاً الأمراض السرطانية، التي ارتفعت بنسب مخيفة.

في المقابل، تشهد طرابلس يومًا بعد آخر توترات متواصلة، بسبب تدهور الأحوال التي تعيشها، مع انقطاع الطرقات وازدحام حركة السير وانهيار الوضع الاقتصادي وتزاحم الآلاف أمام فروع المصارف، فيما الخوف الأكبر من حالات الشيطنة والسرقات والتشبيح وفرض الخوات التي تفرضها جماعات مشبوهة في انتماءاتها السياسية والأمنية تدعي انتماءها إلى الثورة والثوّار!

والسؤال الذي لا يزال جوابه مبهمًا: هل ثمّة قرار سياسي وسلطوي لتفجير الأوضاع في لبنان من بوابة طرابلس والشمال؟