حاله كحال العديد من اصحاب المحال التجارية الذين عملوا بمفردهم على سحب المياه من داخل محلاتهم، والتي خلفت اضراراً كبيرة لديهم وحمّل الاهالي البلديات مسؤولية ما حصل، لانه وفق محمد وهو صاحب احد المحال عند مرج حاروف “تتجاهل البلديات عمليات تنظيف الاقنية من النفايات والاوساخ، يتركون المصيبة لتقع ثم يتحركون، الم يتعلموا بعد؟”.
أما ابو يوسف وهو صاحب محل عند دوار حاروف غمرت المياه محله فيقول: “صُرفت ملايين الليرات على انشاء الدوار ليكون حلاً لازمة السير وفيضان الامطار، ولكن للاسف زاد الطين بلة، يتحول نهراً مع كل شتوة وهذا الفساد بعينه، ويفترض ان يُحاسب المتعهد”.
كشفت العاصفة الاخيرة عن هشاشة البنية التحتية للقرى، وتقاعس البلديات عن القيام بواجباتها، يقول أحد اصحاب المحال: “البلديات في لبنان مهمتها السرقة، وعند الحاجة إلى عملها يختفي المسؤولون عنها، المياه غمرت الطرقات والمحال، ولم نر عمال البلديات على الارض، فلا جهاز طوارئ ولا خطة جاهزة لمواجهة العاصفة، لكنهم حاضرون للالتفاف حول اموال البلديات وتقاسمها على حساب اهمال البلد”.
الضرر يصيب المدارس
ككرة الثلج تتدحرج الازمات في مدينة النبطية، وانضم اليها قطاع المدارس، فبعد ازمة انقطاع الغاز وارتفاع سعر قنينة الـ 10 كلغ إلى 20 ألف ليرة إذا وجدت، راح البعض إلى خيار المازوت للتدفئة، لكن أيضاً وصل سعر غالون المازوت الذي كان بـ7 آلاف ليرة الى 15و20 الف ليرة لبنانية، ما انعكس على المدارس التي وجدت نفسها عاجزة عن تأمين التدفئة للطلاب، فالمازوت “مقطوع” وتوفيره شبه مستحيل، مضافاً اليه عدم قدرة صناديق المدارس على شرائه من السوق السوداء، ما ادى الى تقنين التدفئة داخل الصفوف، ما اضطر طلاب احدى الثانويات الرسمية في منطقة النبطية الى اصطحاب “حرامات” معهم اتقاء للبرد القارس.
“كيف بدنا نعيش؟”، سؤال يتردد صداه في اروقة المواطنين الذين فقدوا القدرة الشرائية جراء الارتفاع الجنوني في اسعار السلع، وفرق العملة نتيجة ارتفاع سعر الدولار، الذي لامس الـ2450 ليرة عند صرافي النبطية، ويقع الموظف الذي يتقاضى راتبه باللبناني، بين سندان الغلاء وفقدان قيمة راتبه، وتؤكد رانيا “إن الراتب لم تعد له قيمة، والمليون ليرة كالمئة الف، اضف الى ان المصارف تمتنع عن دفع الرواتب للمواطنين”، وتضيف: “قبل شهر اشتريت 5 قناني غاز بـ 50دولاراً اليوم القنينتان بـ38 الف ليرة، كيف بدنا نعيش؟”.