الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عكار محرومة من المصارف وغليان شمالي احتجاجاً على أزمة الكهرباء

في الوقت الذي كشفت فيه ثورة 17 تشرين عورة السلطة السياسية وفسادها واستهتارها بحقوق الناس، ذهبت هذه السلطة بعيداً في شدّ الخناق على رِقاب المواطنين فأشعلت أيامهم أزمات ومشاكل بدءاً بالوضعين المالي والإقتصادي وصولاً إلى كل ما يمتّ إلى حياة الناس بصلة.

 

وبدت أزمة الكهرباء إلى استفحال من دون أفق للحل فيما يعتبر أبناء منطقة الشمال أن “الأزمة عقاب جماعي تمارسه هذه السلطة بحق المواطنين الذين خرجوا قبل نحو ثلاثة أشهر إلى الساحات والشوارع وانتفضوا بوجهها”. ففي ملف الكهرباء شمالاً لا شيء يَشي بأن الأوضاع إلى حلحلة وسط غياب تام للمعنيين في وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان عن تطمين الناس حيال ما يجري. ودخل التيار الكهربائي في “كوما” وأصابته حمى الإنقطاع المتواصل استمر في بعض المناطق لـ 24 ساعة متواصلة. وإذا ما سمح الظرف وأتى التيار فإنها عودة لدقائق معدودة حتى يعاود الرحيل. إلى ذلك شهدت مناطق عدة في مدينة طرابلس احتجاجات وإقفالاً للطرقات بسبب الإنقطاع في التيار الكهربائي. واستمرت حركة الإحتجاجات اعتباراً من بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي. ويوم أمس الخميس قطع أهالي البداوي الطريق بين عكّار وطرابلس بالإطارات المشتعلة وفي دوار السلام وعند نقطة البحصاص وفي العديد من المناطق الطرابلسية، حيث سجّل أبناء طرابلس والشمال وشبانها، استنكارات واسعة لما وصفوه سياسة إنتقامية متعمّدة بينما بدت طرابلس مقطّعة الأوصال وشهدت بعض المناطق زحمات سير خانقة بسبب قطع عدد من الطرقات.

ومن طرابلس إلى عكّار الأمر سيّان، لا كهرباء. عمليات قطع طرقات واحتجاجات نفذها المواطنون اعتراضاً. كما نفذ الثوار تحركات باتجاه مؤسسة كهرباء لبنان في حلبا كما كانت أكثر من وقفة احتجاجية أمام معمل دير عمار لتوليد الطاقة. يقول رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار زاهر الكسار لـ”نداء الوطن”: “في ظل ما نعيشه من أوضاع صعبة في عكار ومناطق الشمال وغياب الدولة التام عن عكار وانقطاع الكهرباء بشكل تام، أدعو الجميع من أهلنا الشرفاء إلى النزول إلى الساحات لأن هناك سياسة واضحة لإغراق مناطقنا بالعتمة وزيادة مأساتها ونحن نؤكد ان لم تحصل معالجة فإننا لن نسكت أبداً على سياسة تجويع الناس وقهرها”.إقفال مصارف عكار مستمر

إلى ذلك استمرت المصارف بإقفال فروعها في عكّار بناءً على قرار جمعية المصارف الذي أصدرته قبل نحو أسبوع وذلك على خلفية هجوم نفذه ثوار على بنك لبنان والمهجر لامتناعه عن تسليم عملائه أموالهم المودعة. هذا القرار بدأ يلاقي شجباً في عكار من المواطنين الذين يضطرون للذهاب إلى طرابلس لإجراء سحوبات أو معاملات مصرفية مع ما يترتب على ذلك من عناء وتعب ومشقة وانتظار. ويقول الناشط في ثورة عكّار أحمد البستاني الرفاعي لـ”نداء الوطن”: “نحن كثوار لا نضغط لاقفال المصارف اعتباطياً إنما كنا نضغط لحث هذه المصارف على إعطاء الناس أموالها في هذه الظروف الصعبة. ما حصل في بنك لبنان والمهجر في حلبا كان أمراً مفتعلاً من مدير الفرع أوصل الأمور إلى هذا الحد. ونتواصل مع المصارف ونقول لهم عودوا إلى عملكم ونحن جاهزون لتأمين الحماية إذا كانت الحماية هي فعلاً ما تطلبونه ولكن يبدو أنها سياسة لدى جمعية المصارف المفلسة لأنها غير قادرة على تسديد الحقوق للناس”.

ورفض الرفاعي تحميل الثوار مسؤولية التردي منتقداً في هذا الصدد اجتماع مشايخ وبلديات وفاعليات من عكار في دائرة الأوقاف الإسلامية في حلبا وبيانها الذي حمّل الثوار مسؤولية تعطيل المؤسسات في عكار، حيث أشار إلى أن “الوضع قبل الثورة لم يكن أفضل وكانت الليرة إلى تقهقر وأزمات البنزين والمحروقات، وغياب الحلول والرؤية لدى الحكومة، كلها سياسات أوصلت الناس إلى الثورة وليس العكس، فلماذا لم تقم هذه الفاعليات وقتها بمنع هذا التقهقر الذي وصلنا إليه وهم أصحاب سلطة ونفوذ مالي وسياسي وديني. فلماذا لا يخصصون جزءاً من أموالهم التي تصرف على المكاتب والسيارات الفخمة والولائم لصالح هذا الشعب المقهور؟. نحن نثور لأجل حقوقنا المنهوبة ولذلك نرفض أن نُحمّل مسؤولية الأوضاع بدل تحميل السلطة ومن تعاقب على الحكم ونهب البلد المسؤولية”.

وتعود أزمة المحروقات إلى الواجهة شمالاً وسط الحديث عن أزمة بنزين تلوح في الأفق أما مادة الغاز فهي بحالة شح. مواطنون يقصدون المحطات يومياً ويصطفون بالطوابير حيث تفتح المحطات كل يومين أو ثلاثة لمرة واحدة ولساعتين أو ثلاث ساعات كحدٍّ أقصى.