الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عندما تباغت الثورة "السياسية" حزب الله وفائض قوته

لم تكن الشهور الفاصلة بين 17 تشرين و6 حزيران كفيلة بحل معضلة الجوع والفقر، بل على العكس. لكن هذه المرة، دخلت القضايا الكبيرة مثل تنفيذ القرار 1559، في مؤشر واضح إلى أن كثيرين ما عادوا يعترفون بالخطوط الحمر التي لطالما رسمها حزب الله في وجه الجميع.

 

وفي السياق، تلفت مصادر سياسية عبر “المركزية” إلى أن ما جرى يوم السبت الماضي بدا رسالة واضحة إلى الثنائي الشيعي. بدليل أن الأسبوع الذي سبق اليوم الكبير كان حافلا بالشعارات التي تجاوزت المطالب المعيشية التقليدية التي قامت عليها الثورة من مكافحة الفساد إلى حل أزمة البطالة والفقر مرورا باستعادة الأموال المنهوبة، إلى مطالب ذات طابع سياسي بامتياز، على رأسها تطبيق القرار1559 الذي ينص على نزع سلاح “الميليشيات” وضبط الحدود، في مؤشر إلى أن فائض القوة الذي لطالما استخدمته الضاحية لفرض الخيارات ورسم المعادلات السياسية المناسبة لمصالحها، ما عاد ينزل بردا وسلاما على الناس، وهم الذين باتوا يشعرون فعلا بوطأة السلاح “غير الشرعي” على لبنان واللبنانيين.

في ضوء ذلك، تعتبر المصادر أن الثورة قفزت فوق الخط الأحمر الذي لطالما اعتقد حزب الله أن أحدا لن يتجرأ على تجاوزه، فما كان منه إلا العمل والتخطيط المسبق لإجهاض التحرك الشعبي، وذلك من خلال الوتر الأسرع اشتعالا، الفتنة الطائفية، وإن كان الجميع سارعوا إلى محاولة احتوائها في مهدها حتى لا تغرق البلاد في ما لا تحمد عقباه.

وفي السياق نفسه، تكشف مصادر مطلعة لـ “المركزية” عن معلومات ترجح أن يكون الحزب قد أبلغ حلفاءه بأنه لن يسمح لأحد بأن “يستغل” ثورة الجياع للمس بسلاحه، ما يعني إعطاء التحرك الشعبي الاحتجاجي صبغة سياسية لا تناسب مصالح الحزب.

غير أن المصادر تلفت إلى أن هذه النقمة الشعبية على الضاحية وترسانتها تأتي في وقت يمضي الغرب في سياسة تضييق الخناق على الحزب، وقد يحافظ على النهج عينه إذا نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كسب السباق للعودة إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني المقبل، وإن كان بعض المراقبين يستبعدون هذا الاحتمال في ضوء الاحتجاجات ضد الممارسات العنصرية، التي شكلت مناسبة لانفجار النقمة الشعبية ضد ترامب. وفي الموازاة، لم يتراجع بعض الدول العربية عن موقفه من حيث اعتبار حزب الله منظمة إرهابية.

وفي الانتظار، لا تزال الضاحية على موقفها، على ما تنقله إلى المركزية أوساط مطلعة: الأحداث المحلية الأخيرة، في بعض جوانبها مشبوهة، من حيث المطالبات بضبط الحدود، عشية النقاش الدولي في مهام اليونيفيل التي يطالب البعض بتعديل مهامها لتشمل الحدود الشرقية.

أمام هذه الصورة، تنقل المصادر الكرة إلى ملعب مناهضي الحزب، وما سيفعلونه في المرحلة المقبلة لخوض المعركة الجديدة ضد فائض القوة الذي ظهر جليا في 6 حزيران، موقظا لدى البعض شبح أحداث 7 أيار.