ولفت إلى أن “تراجع قيمة الليرة مقابل الدولار بنسبة 60% أوصلنا إلى هذا الغلاء في الأسعار، وحتى مع انخفاض هذه النسبة إلى 40 أو 50% خلال هذين اليومين إلاّ أن الأسعار مستمرة في الارتفاع”.
ورأى أن “من الطبيعي استغلال الوضع الراهن لرفع الأسعار وتحقيق الأرباح بخاصّة أن الدولة استقالت من دورها لتختفي بالكامل وتتلطى خلف الصرافين وكبار التجار الذين يحددون قيمة الليرة والأسعار، وبالتالي هذه فرصة أمام المستفيدين. علماً أن الأسعار في لبنان ما قبل الأزمة كانت أغلى بثلاثين في المئة بالمقارنة مع أسعار المنطقة بحسب البنك الدولي مما يجعل المواطن معتاداً على تصرّفات مشابهة”.
وعن دور وزارة الاقتصاد والتجارة، أوضح برّو أنها “تراقب وتسطر محاضر ضبط بأعداد هائلة لكن القضاء لا ينفّذها، ولا يمكنها أن تفعل شيئاً بخاصّة أن ما من قاعدة قانونية للمنافسة ومنع الاحتكارات وتحديد الأسعار فالموضوع سائب، التجار يتصرفون على مزاجهم والمسؤولون لا يبالون بالفلتان الحاصل”.
وفي ما يخصّ انخفاض القدرة الشرائية للمواطن أوضح أن “الحد الأدنى للأجور 450$ شهرياً بات يوازي اليوم 270$، أي أن الموظّف يتقاضى تقريباً نصف راتب في الحد الأدنى وارتفاع أسعار السوق يترافق مع الانخفاض، لأن تراجع المدخول يتراوح ما بين 60 و62 % في حين أن الأسعار ترتفع بنسبة موازية أو بما نسبته 40%، وعملية الشراء لا تتجاوز القدرة الشرائية بـ200$”.
أضاف: “علينا أن نصنع لبناناً جديداً، وما من خيار للناس سوى البقاء في الشارع وعدم مغادرته قبل انتزاع حقوقها بيدها لأنها الوحيدة القادرة على ذلك. ولا فائدة لحكومة جديدة تعيّنها أحزاب السلطة باختيار وزراء تابعة لها تحت مسمى التكنوقراط”.