الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فيديو "مرعب" يُظهر السوري بشار عبد السعود الذي قتله عناصر أمن الدولة

لا تزال تداعيات جريمة وفاة الموقوف السوري بشار عبد السعود بسبب التعذيب داخل أقبية جهاز أمن الدولة، تحتل اهتمام منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الحقوقية التي تعنى بفضح ممارسات التعذيب داخل السجون والمعتقلات.

وقد أظهر أحدث مقطع فيديو، تم تصويره خلال الكشف الطبي على جثة الشاب بشار عبد السعود، بعد وفاته، آثار التعذيب والتنكيل التي مارسها ضابط امن الدولة وعناصره بحق بشار قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

مفارقتان طغتا على الحادثة الشنيعة، الأولى أن وفاة الشاب الموقوف بشار لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، خاصة في ظل عجز السلطات عن وضع حد لتلك الممارسات الموثقة بشكل رسمي، والتي تنتهي غالياً بتوقيف عنصر أو إقالة ضابط.

المفارقة الثانية، أن حادثة التعذيب الشنيعة والتي أفضت لوفاة بشار، لم تكن في سجون نظام الأسد ذائعة الصيت بالإجرام والوحشية وسوء المعاملة، إنما حدثت في بلد يقرّ باتفاقيات حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب واحترام شفافية واستقلالية القضاء.

كان جهاز أمن الدولة قد ألقى القبض على بشار عبد السعود ضمن حملة توقيفات لمن قيل إنهم أعضاء في “خلية تابعة لتنظيم داعش” تنشط ما بين جنوب لبنان وبيروت، وفق الرواية التي قدمها الجهاز الأمني في الـ29 من أغسطس.

وأضاف البيان أن أفراد الخلية “كانوا يقيمون أثناء توقيفهم في إحدى القرى الحدوديّة جنوبي البلاد”، وأن هذه المجموعة “سبق وأن أدارت شبكة لترويج العملات الأجنبية المزيّفة والمخدّرات، بهدف تمويل عملها ومهامّها”. وقال جهاز أمن الدولة إن التحقيقات لا تزال جارية لكشف خيوط وأهداف الخلية.

وفجأة، في الـ 31 من أغسطس، أُعلنت وفاة أحد الموقوفين إثر نوبة قلبية استدعت نقله إلى المستشفى، حيث توفي.

القضاء يتحرك

المدافع عن حقوق الانسان المحامي محمد صبلوح أكد في حديث لصوت بيروت انترناشونال ان مدعي عام التمييز والقضاء اللبناني يتحملان المسؤولية، فالقضاء هو الذي يسمح لمرتكب الجريمة بارتكاب مثل هذه الجرائم.

وأضاف صبلوح ان التعذيب في لبنان ممنهج حتى اثبات العكس حتى يقوم ولو جهاز امني واحد بمحاسبة الفاعلين.

وأكد: لدي في جعبتي مستندات وتقارير طبية تثبت ان بعض السجناء علقوا على بلانكوا لثلاثة أيام وآخرين تم تعذيبهم بأعضائهم التناسلية.

وتعهد صبلوح على تولي قضية الضحية بشار عبد السعود حتى كشف كامل الحقيقة.

وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي قد انتقل إلى الجنوب صباح الجمعة 2 ايلول 2022، حيث قام بمعاينة جثة الموقوف السوري بشار عبد السعود والكشف عليها بعد وفاته جرّاء إصابته بذبحة قلبية إثر تعرضه للتعذيب خلال التحقيق معه في أحد مراكز جهاز أمن الدولة.

وبعد معاينة الجثة والاطلاع على التقارير، أعطى القاضي عقيقي إشارته بتوقيف الضابط المسؤول عن مركز بنت جبيل التابع للمديرية “ح.أ” والعناصر في المكتب الاقليمي مع الموقوف، وعُلم أنَّ “عقيقي أشار بتوقيف السريّة التابعة للقوة الضاربة في المديرية والتي تولّت نقل الموقوف من بيروت إلى الجنوب”.

من جهته وصف النائب في البرلمان اللبناني، ونقيب المحامين السابق، ملحم خلف، ما جرى بأنه “أمر غير مقبول مطلقاً، ويظهر لنا إلى أي مدى تتجه دولتنا نحو التحلل، مع اعتكاف القضاة من جهة وانعدام الرقابة الجدية، وعدم احترام القوانين، ثم أن نصل إلى حد التعذيب، والموت تحت التعذيب، هذا لا يمكن أن يمر بهذه البساطة بعد اليوم في لبنان”.