الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كرامي “تبلّغ” توزيره.. والحريري يتشدد ضد “الاختراق”

عراقيل اللحظة الأخيرة التي فرملت اندفاعة تأليف الحكومة لم تأت من فراغ بحسب ما قالت مصادر متقاطعة لـ“الحياة” إذ إن هناك من كان يتوقع بين الفرقاء المعنيين بالتأليف أن يلجأ “حزب الله” وفريق “التيار الوطني الحر” إلى طرح مسألة تمثيل النواب السنة المقربين من قوى 8 آذار الذين عارض الرئيس المكلف سعد الحريري توزير واحد منهم في الأشهر الماضية.

وقالت المصادر المواكبة عن كثب لاتصالات الأسبوع الفائت والتي انتهت إلى تفاؤل عالٍ بقرب ولادة الحكومة لـ“الحياة”، إن الجهات التي توقعت أن يطرأ ما يؤخر ولادة الحكومة كانت تنتظر أن يتم التوصل إلى تفاهم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري حول عقدة التمثيل المسيحي، لا سيما حصة حزب القوات اللبنانية والحقائب التي يمكن أن تسند إليها، باعتبارها العقدة الأساس التي كانت الحكومة عالقة أمامها في الأسابيع والأشهر الماضية، لتصر على مسألة تمثيل النواب السنة الذين هم خارج “تيار المستقبل”.

ودعت مصادر نيابية إلى عدم التقليل من أهمية عقدة تمثيل النواب المقربين من قوى 8 آذار في فرملة الاندفاعة التي أحدثها التوافق بين عون والحريري على حلحلة عقدة تمثيل “القوات”.

وتتوقف المصادر المواكبة لاتصالات التأليف أمام ما قاله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة إذ نصح بعدم وضع مهل زمنية للتأليف، وقال: “بعض الناس تصوروا أن بعض المطالبات هي فقط لرفع العتب ولم تكن مطالبات جدية، وعندما نصل إلى ربع الساعة الأخير من تشكيل الحكومة يتم التخلي عنها. هذا كان خطأ بالتقدير عند الفريق الذي كان يشتغل في تشكيل الحكومة”. وأضاف: “لا تزال هناك مجموعة من المسائل لها علاقة بالحقائب، وبتوزير بعض الجهات، ما زالت عالقة، والجميع ينتظر فيها أجوبة… ونحن معنيون بهذا الجزء الأخير”. وقصد نصر الله بهذا الكلام تمثيل النواب السنة المعارضين لـ“المستقبل”.

وأوضحت مصادر في قوى 8 آذار لـ“الحياة” أن الحزب أصر في اليومين الماضيين على أن تضم الحكومة الوزير السابق النائب فيصل كرامي عن النواب السنة المعارضين لـ“المستقبل”، ويجاريه في ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نصح الحريري في تصريح له أول من أمس بأن يقبل تعيين أحد هؤلاء وزيرًا.

وعلمت “الحياة” أن النائب كرامي تبلغ من جهات عدة قبل يومين، أن اسمه سيكون من بين الوزراء الذين ستضمهم الحكومة كممثل عن النواب السنة المعارضين للحريري، وأن “هذا الأمر بات محسومًا”.

إلا أن المصادر المواكبة لاتصالات التأليف أكدت لـ“الحياة” أن الحريري ما زال على معارضته لتمثيل النواب السنة الستة في 8 آذار، بحجة أن هؤلاء لا يمثلون كتلة نيابية، بل هم موزعون على كتل نيابية عدة ستتمثل أساسًا في الحكومة. فواحد منهم ينتمي إلى كتلة حزب الله والثاني إلى كتلة الرئيس بري واثنان (كرامي وجهاد الصمد) إلى كتلة تضم نواب “المردة”، فيبقى منهم اثنان. وفيما يعتبر هؤلاء النواب أنهم حصدوا أصوات 40 في المئة من الناخبين السنة، تشير المصادر المواكبة لاتصالات التأليف إلى أن “تيار المستقبل” يرى أنه جرى “تركيب” تجمع لبعض النواب بهدف “اختراق الحالة السنية” وأن الحريري ليس في وارد التسليم بهذه التركيبة. وتضيف بأن حسابات هؤلاء عن الأصوات الشعبية التي حصدوها غير منطقية فضلًا عن أنهم يشملون في حساباتهم نوابًا فائزين، ليسوا موافقين على الالتحاق بتجمعهم، مثل الرئيس نجيب ميقاتي، فؤاد مخزومي، أسامة سعد وبلال عبدالله. وعليه ليس واردًا عند الحريري أن يسمي واحدًا من النواب الستة ليتخلى عن واحد من حصته. وإذا أصرت قوى 8 آذار على أن يحسم تعيين كرامي من حصة الحريري فإن هذا يضع تأليف الحكومة في أزمة كبيرة تحول دون ولادتها.

وفي وقت يتردد أن تسمية كرامي قد تتم من قبل الرئيس عون (بديلًا لمرشح آخر كان مطروحًا هو فادي عسلي)، على أن يسمي الحريري وزيرًا مسيحيًا مقابله، ذكرت المصادر المواكبة لاتصالات التأليف لـ“الحياة” أن هذا الأمر سبق أن طرح وقيل للرئيس عون إن قبوله بكرامي يعني موافقته على تمثيل كتلة سليمان فرنجية بوزيرين إذا أضيف إلى وزيره المسيحي يوسف فنيانوس، باعتبار أن كرامي في تكتل نيابي واحد مع نواب “المردة” والنائبين فريد الخازن ومصطفى الحسيني.

وأفادت معلومات “الحياة” أن المرة الوحيدة التي قبل الحريري بتسمية شخصية سنية من خارج فلك نفوذه كانت أثناء مداولات بينه وبين الرئيس ميقاتي أبدى خلالها استعدادًا للاتفاق مع الأخير على أن يختارا شخصية سنية تتقاطع صداقتهما معها. وترك حسم الأمر إلى بحث لاحق.

 

المصدر الحياة