السبت 18 شوال 1445 ﻫ - 27 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان الرسمي لا يزال حريصاً على تظهير نفسه ضمن إطار "البيئة الحاضنة" لأميركا

مشهدان تنازعا “اليوم الأميركي” أمس في لبنان، الأول جسد ترجمة ميدانية من “حزب الله” وبيئته الحاضنة لقرار المواجهة مع الولايات المتحدة.

والمشهد الثاني كرّس نأي لبنان الرسمي بنفسه عن تداعيات خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من خلال تشريع الأبواب الرئاسية أمام زيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي توكيداً على كون الدولة اللبنانية لا تزال غير معنية بأجندة معاداة أميركا.

فبغض النظر عن عدم زيارة ماكينزي السراي الحكومي لاعتبارات متصلة بكون ساكنها هو بمثابة موظف لدى “حزب الله” برتبة رئيس حكومة ولا وزن له خارج هذا المعيار وفق المنظور الدولي، تبقى الحفاوة التي أحاط بها رئيس الجمهورية ميشال عون الضيف الأميركي وحرصه على أن يطبع صورة مصافحته ماكينزي بضحكة عريضة علت وجهه لحظة استقباله في قصر بعبدا، وحتى استضافته في “عين التينة” ورمزيتها الدالة على تموضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في “خط الوسط” على ملعب الصراع الإيراني – الأميركي، وصولاً إلى فرش السجاد الأحمر في اليرزة والتشريفات العسكرية التي أقامها قائد الجيش العماد جوزيف عون لماكينزي، كلها مؤشرات في الشكل والمضمون، إن دلت على شيء فعلى كون لبنان الرسمي لا يزال حريصاً على تظهير نفسه ضمن إطار “البيئة الحاضنة” لأميركا.

ففي سياق مشهدية شبّهها بعض المراقبين بأداء “المخطوف حين يحاول إيصال رسائل مشفّرة إلى الغير خوفاً من افتضاح أمره أمام خاطفه”، كاد أداء الدولة اللبنانية في احتضان المسؤول العسكري الأميركي أن يرسم عبارة “HELP” في الأجواء، في إشارة إلى فقدان الدولة سيطرتها على دفة الحكم تحت وطأة اشتداد سطوة محور الممانعة على مسار الأمور في السياسات الداخلية والخارجية للبنان، وفق ما لاحظت مصادر ديبلوماسية، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ “نجاح زيارة ماكينزي وإتمام جدول أعمالها كما هو مقرر، كان أبلغ ردّ على أجندة إيران في لبنان، لا سيما لناحية تأكيده الاستمرار في دعم الجيش اللبناني الذي يدافع عن استقلال لبنان وسيادته، في مقابل تنويه رئيس الجمهورية نفسه بهذا التعاون ومطالبته بتطويره أكثر”.