تتوالى تبعات الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، ووصلت إلى مؤسسة الجيش التي أعلنت إلغاء اللحوم كلياً من الوجبات التي تُقدم للعسكريين في أثناء وجودهم في الخدمة، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم إلى مستويات غير مسبوقة، ما دفع بعض القصابين في عدد من المناطق إلى التوقف عن بيعها.

إلى جانب ذلك تغرق مناطق عديدة بالظلام بسبب شح مادة المازوت الذي أدى إلى زيادة ساعات انقطاع الكهرباء وتقنين خدمات التيار الكهربائي الموازي، أي المولدات، وأخذ الناس، ولا سيما في القرى، يتهافتون على شراء الشمع وقناديل الجاز التي نفدت في عدد من المحال على رغم لجوء التجار إلى رفع سعرها إلى أكثر من أربعة أضعاف، وفق ما أكّد مواطنون لـ«الشرق الأوسط».

وتقول الخبيرة الاقتصادية فيوليت بلعة، إن تسارع الأزمات التي تلاحق اللبنانيين ليس مستغرباً في ظل ارتفاع سعر الدولار، مضيفةً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن “الأيام المقبلة ستشهد فقدان مواد غذائية واستشفائية وطبابة، ومن هنا ليس مستغرباً أن يصبح أكل العسكريين من دون لحوم”.

وأشارت إلى أننا نعيش «أزمة عميقة جداً علاجها طويل الأمد ومسبباتها سياسية وإقليمية متشابكة يحتاج حلها إلى وقت طويل يتراوح ما بين خمس وسبع سنوات».

واعتبرت أنّ لبنان سيدخل مرحلة «تقشف طوعي حتى يستطيع تسيير مدخوله مع إنفاقه لأنّه لم يبقَ هناك من يدعمنا ويسدّ العجز، في وقت يستنزف فيه احتياطي مصرف لبنان بالسلع المدعومة ويستمر التهريب».