الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مبادرات شبابية في النبطية لمساعدة الفقراء ويوميات "كورونية"

فرض فيروس “كورونا” قيوده على حياة الناس ولليوم الخامس على التوالي خلت شوارع النبطية وقراها من المارة. معظم السكّان التزموا الحجر المنزلي تفادياً للأخطار المحدقة، حتى الصيارفة خلت محالهم من مشاركين في لعبة شراء الدولار وبيعه.

 

واختفى تجار السوق السوداء من الطرقات، لينشطوا على مواقع التواصل ومجموعات الواتس أب، بينما المواطن يدفع الضريبة غلاء في الاسعار، وسط غياب الرقابة على الأسعار، وفيما حضرت الرقابة على المحال، اذ سيّرت البلديات شرطتها لمراقبة التزام الأهالي بالإقفال التام.

إلتزم أغلب التجار بالقرار، تغاضوا عن خسائرهم المادية وفضلوا المصلحة العامة. الهدوء الذي يصاحب المارة على الطرقات، يقابله أزدحام داخل المتاجر الغذائية، لكن على المواطن أن يجتاز فحص الحرارة أولاً ويخضع للتعقيم ثانياً، حتى يُّسمح له بالدخول لشراء السلع الغذائية والتموينية. وإزاء تردي الأحوال المعيشية، نشطت على خط التعاضد الإجتماعي مبادرات شبابية، عملت على جمع التبرعات وتأمين حصص غذائية وأدوية للمحتاجين في منطقة النبطية. علي واحد من هؤلاء الشبان الذي انطلق مع خمسة من رفاقه في مشروع “يداً بيد كرمال الناس”، يؤكد لـ”نداء الوطن” أن “كورونا وحّدت جهود الشباب”.

يدرك علي كما رفاقه أن “الجوع والفقر أصابا كل العائلات، وأن الشباب عليهم جزء من المسؤولية في الدعم والمؤازرة”، ويقول: “حاولنا كمجموعة شبابية أن نؤمن قدر المستطاع المساعدات للفقراء، لكننا نواجه صعوبة كبيرة لمساعدة الجميع، فأعداد الفقراء كبيرة، والمساعدات قليلة نسبياً، لكننا نجمع من بعضنا ونجهد لنقدم العون للفقراء، خصوصاً في هذه الظروف القاسية”.

أكثر من 100حصة غذائية يتم توزيعها يومياً على الفقراء. حصص تقدم بالحد الدنى جرعة صمود صغيرة لمن باتوا تحت خط الفقر، وأسهم حجر “كورونا” بزيادة الفقراء، خصوصاً أن كثيرين يعتمدون على “اليومية” التي توقفت فجأة. وأحكمت المصارف قبضتها على أموال صغار المودعين بحجة “كورونا”، وقيّدت عملية سحوباتهم وحصرتها بالصراف الآلي، وفرضت السحوبات بالعملة المحلية. إجراء إعتبره عدد من المواطنين مجحفاً بحقهم في ظل الأزمة القائمة.

ولم تتوقف إجراءات المصارف عند وضع سقف للسحوبات بل قامت بوضع كمية قليلة من المال داخل الصراف الألي، وبالتالي على المواطن أن يجرّب حظه، والإعتراض ممنوع بحجة أن الأزمة فرضت هذه المعايير.

ولم يجد أحمد خياراً غير الإعتراض الصامت، ويسأل الدولة: “لماذا لم تتخذ الاجراء المناسب لمساعدة المواطن، فالسيولة مفقودة والأسعار ترتفع بشكل كبير، اذ برأيه “لا تكفينا لعبة الصيارفة حتى نقع تحت رحمة المصارف، ولا يوجد من يحمينا”. تتبع مصارف النبطية نظام المناوبة، على قاعدة يوم إقفال وآخر عمل، وأوقفت كل السحوبات بالعملة الأجنبية، الأمر الذي وجده العديد من المودعين “ضربة موجعة لهم”، خصوصاً الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار، وبالتالي فُرض علينا السحب بالليرة على السعر الرسمي 1515، أي بفارق النصف، خصوصاً ان الدولار سجل ارتفاعاً في سعره وبلغ نحو 2700ليرة، خصوصاً في السوق السوداء.

أما على خط المشتبه بهم بـ”كورونا”، فقد نجحت بلدية كفررمان بنقل المشتبه به ع.ن.د الى مستشفى رفيق الحريري للحجر، بعد جهود مضنية بذلها رئيس البلدية هيثم أبو زيد مع كل المعنين، الى أن تدخل محافظ النبطية القاضي محمود المولى، وجرى نقل المشتبه باصابته عبر سيارة تابعة للهيئة الصحية الإسلامية بحضور رئيس مصلحة الصحة الدكتور علي عجرم والقوى الأمنية، واكد أبو زيد أن “البلدية تحرص على سلامة أهلها، واننا نتابع عن كثب حالات الحجر لمن عاد من بلاد موبوءة ونتواصل معهم بشكل يومي، المشكلة التي واجهناها مع المشتبه ع.ن.د، انه رفض الحجر ولم يلتزم منزله، ما أدى الى نوع من الهلع داخل البلدة، لكن نجحنا أخيراً في نقله للحجر، حفاظاً على سلامة اهلنا”.