الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مسار الأمور بدأ يتفلت من بين يدي حزب الله... وهريان ضارب في بينة 8 آذار

شو هالحكومة هيدي إذا هني من فريق واحد ومش طايقين بعض!”… عبارة اختصرت حجم الهريان الضارب في بنية 8 آذار قالها صراحةً المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد بالأمس في معرض انتقاده أداء الحلفاء في الحكومة.

وتوالى مسلسل الحرد وتهديد أطراف فيها بالانسحاب منها “من نبيه بري على خلفية الكابيتال كونترول إلى سليمان فرنجية وصولاً بالأمس إلى تلويح النائب طلال أرسلان” بتعليق المشاركة في الحكومة على خلفية موضوع تعيين قائد للشرطة القضائية.

باختصار 8 آذار ليست بخير، فإذا كان عبيد المعروف بقربه من قيادة “حزب الله” لم يتوانَ حتى عن التشديد على كون وزراء “التيار الوطني الحر” الذين استأثروا بحقيبة الطاقة منذ العام 2011 هم “وزراء فاشلون إن لم نقل أنهم فاسدون”، يُصبح لنكئه “ذاكرة الرابية” نكهة أخرى حين كشف أنه كان مكلفاً قناة التواصل بين العماد ميشال عون ورئيس النظام السوري بشار الأسد قبيل انتخاب عون رئيساً للجمهورية.

ولمّح إلى أنّ البوح بمضامين هذه الرسائل قد يأتي وقته وأنه شخصياً لم يعد على القناعة نفسها التي أدت إلى انتخاب عون، في وقت لا تزال المشادات بين مكونات قوى الثامن من آذار تتمظهر في أكثر من صورة وعلى أكثر من مستوى وقد انزلقت أمس إلى درك كيل السباب والشتائم بين النائب جميل السيد والإعلامي سالم زهران على خلفية ملف الاتصالات… وكل ذلك ضمن إطار “صراع المحاور داخل المحور الممانع” حسبما وصفته مصادر مواكبة لتصدع العلاقة بين الحلفاء في 8 آذار، مشيرةً إلى “أبعاد محض داخلية وأخرى لها امتداداتها الإقليمية والدولية”.

وأوضحت المصادر، لـ”نداء الوطن”، أنّ “تحالف 8 آذار باتت تتنازعه محاور داخلية وأجنحة متعددة لم يعد يجمع بينها سوى القبة الحديدية لـ”حزب الله” الناظم السياسي والعسكري والمالي للمنظومة برمتها”، لافتةً الانتباه إلى أنه “ورغم الهالة الكبيرة للحزب فإنّ مسار الأمور بدأ يتفلت بعض الشيء من بين يديه في أكثر من ملف، سواءً على مستوى الاستقتال الحاصل بين الحلفاء على خلافة رئيس الجمهورية ميشال عون أو على صعيد لعبة شد الحبال الخفية في صفوف قوى 8 آذار لتطويق رئيس المجلس وتحضير البدائل لخلافته، أو لناحية محاولة بعض المتحالفين مع “حزب الله” القفز من مركبه خشية الغرق في رماله المتحركة محلياً وإقليمياً”.

وهنا تشير المصادر إلى عناصر متداخلة محلياً وإقليمياً ودولياً في تكوين صورة التضعضع المتنامي على أرضية قوى 8 آذار ومردُّه إلى “تفرع الأجندات والولاءات والأهداف بين بعض يدور في فلك “حزب الله” وإيران وآخر يدور في فلك روسيا والنظام السوري”، مؤكدةً أن “جزءاً من الكباش الدائر في صفوف الحلفاء في لبنان متصل بخيوط مرتبطة عضوياً بالكباش الدائر في سوريا وستتبلور صورته أكثر فأكثر عند الاستحقاقات المقبلة”.