الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

منافذ لبنان تتأرجح بين السلطة وأيدي حزب الله

لطالما أشارت تقارير استخبارية غربية إلى سيطرة “حزب الله” على مطار بيروت واستعماله لنقل أسلحة استراتيجية ومقاتلين عبر طائرات مدنية إيرانية، تحاول تتبّع مسارات جوية غير شائعة الاستخدام في الأجواء العراقية والسورية بهدف التخفي عن رصد حركة الملاحة الجوية قبل الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي.

 

في هذا السياق، يشير مصدر أمني لبناني عامل في أحد المنافذ الحدودية اللبنانية أن “حزب الله يسعى إلى تحويل مطار بيروت لمركز تهريب إيراني، ليس للسلاح والمقاتلين فحسب، إنما للبضائع التي تخضع للعقوبات الأميركية أيضاً”. ويضيف أن “بعض الرحلات التي تحطّ في المطار قد لا تخضع لرقابة السلطات اللبنانية، إذ يتم إفراغ البضائع ونقلها مباشرة إلى مقرات حزب الله وتجاره، من دون المرور بالمعابر الأمنية والجمركية الرسمية”.

ويشير إلى أن “حجم مداخيل الحزب نتيجة تهريب البضائع من المطار تراوح بين 600 و800 مليون دولار سنوياً”، مشدداً على أن “الإيرانيين يحاولون إيجاد طرق جديدة للتهريب إلى الشرق الأوسط عبر مطار بيروت، متحدّين قدرات الغرب على تعقبهم”.

رئاسة المطار

في المقابل يقلل رئيس مطار بيروت فادي سلامة من أهمية الاخبار المتعلقة بعمليات تهريب لصالح حزب الله عبر مطار بيروت، ويؤكد أن “المطار يعتمد المعايير الدولية للسلامة العامة” وأن الأجهزة الأمنية اللبنانية تكافح جميع عمليات التهريب وقد قامت بإنجازات عديدة في هذا السياق، ويضيف “تم شراء أجهزة سكانر متطورة من اجل ضمان سلامة المسافرين وتنفيذاً للمعايير العالمية”.

تجنيد موظفين

ويعتبر النائب عن حزب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا أن الحزب نجح في السنوات الماضية بإزاحة موظفين كانوا يعملون في مواقع حساسة في مطار بيروت، واستبدالهم بآخرين من مناصريه يعملون لصالحه، بحيث بات كما مرفأ بيروت والمنافذ البرية مستباحة امام عمليات تهريب البضائع والتي تتسبب بخسائر فادحة لخزينة الدولة اللبنانية.

ويضيف ان مؤسسات رسمية تتواطأ في تغطية سيطرت حزب الله بهذا الشكل على المطار، الامر الذي قد يستجلب عقوبات غربية وتوقف بعض الشركات الكبرى عن التعامل مع مؤسسات المطار نظراً لتصنيف الحزب تنظيماً ارهابياً في معظم الدول العربية والغربية.

فيتو على مطار القليعات

وحول إمكانية تفعيل مطار القليعات شمال لبنان أشار النائب وهبي قاطيشا الى ان الامر يستدعي تنسيقاً تقنياً مع النظام السوري كون جزء من حركة الطياران تمر بالأجواء السورية كونه قريب من الحدود السورية وهو امر متعذر في هذه المرحلة، مؤكداً على فائدته الاقتصادية والسياحية للبلاد، حيث يسهم في تحقيق الإنماء المتوازن بين المناطق ويؤمن أكثر من 20 ألف وظيفة لأبناء محافظة الشمال.

في المقابل يقول مصدر نيابي مستقل ان “حزب الله يمانع بشدة إنشاء مطار بديل في لبنان، بخاصة في منطقة تُعتبر استراتيجياً خارج إطار سيطرته المباشرة، بحيث ان إعادة تشغيل مطار القليعات يكشف حركته التجارية والعسكرية عبر مطار بيروت، إذ إنّ كل الشركات العالمية ستنتقل إلى المطار الجديد”.

ويلفت إلى أنه بإعادة تفعيل مطار القليعات، سيصبح مطار بيروت معزولاً، ما يؤثر سلباً في عائدات رجال الأعمال الذين يعملون كواجهة تجارية للحزب في المطار والذين يدفعون الخوات والمساعدات بشكل هبات وتبرعات لمؤسساته وبعضها تحت مسمّى جمعيات خيرية واجتماعية، مشدداً على أنه بعد تصنيفه منظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، إضافةً إلى العقوبات المفروضة على إيران، لجأ الحزب إلى تمويل نشاطاته من خلال مصادر تمويل مختلفة، ولا سيما عمليات التجارة والتهريب بأنواعها.

مستودعات “الكبتاغون”

يرى المصدر أن “حزب الله” جعل من منطقة القصير السورية منطلقاً استراتيجياً للعمليات التجارية الإقليمية، مستفيداً من موقعها عند الحدود اللبنانية واعتبارها امتداداً طبيعياً لسيطرته على البقاع الشمالي وكونها تقع على طريق مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي إلى مرفأ طرطوس، حيث تُخزّن البضائع في مستودعات يؤمّن الحزب حمايتها ويوزّعها لاحقاً على التجار في لبنان وسوريا والعراق.

ويشير إلى أن عدداً كبيراً من مصانع “الكبتاغون” التي كانت منتشرة في البقاع تم نقلها إلى القصير السورية، فاتخذتها العصابات المحمية من الحزب ملاذاً آمناً لها، مؤكداً أن طريق تهريب “الكبتاغون” تمر من هذه المنطقة، إذ تسلك طريق بادية الشام، وصولاً إلى معبر نصيب المحاذي للأردن أو عبر معبر التنف الحدودي.

تدريب الحوثيين.. وأمن الحزب

في السياق ذاته، يؤكد مصدر أمني اللبناني مرتبط بحركة العبور على الحدود اللبنانية السورية أنّ “حزب الله” نظّم دورات تدريبية لميليشيات الحوثي في معسكر بالقرب من مدينة بعلبك في البقاع وفي معسكر آخر في القصير، ضمن الأراضي السورية التي يشغلها الحزب منذ عام 2013 وبنى قيادة مركزية للعمليات في سوريا والعراق واليمن، مضيفاَ “أحيانا تعبر الحدود مواكب لحزب الله تنقل شخصيات وربما مقاتلين او عتاد عسكري ولا يمكننا تفتيشها او التعرف الى هويات من في داخلها كون هناك قرار سياسي يعطي الحزب هامش الحركة الأمنية لمبررات تتعلق بأمن المقاومة”.

ويقول إن “الدورات التي ينظمها الحزب تستهدف مجموعات يتألف كل منها من 40 عنصراً يتلقون التدريب من خبراء في المدفعية والصواريخ”، موضحاً أنه قبل التدريبات الميدانية، تخضع المجموعات لتدريبات نظرية لمدة أسبوعين في أحد الأندية الحسينية في الضاحية الجنوبية قبل أن تتحوّل إلى المعسكرات لمدة شهر على الأقل. وبلغ عدد العناصر الذين درّبهم “حزب الله” في لبنان 4000 مقاتل.

ويلفت إلى أن عشرات الخبراء التابعين للحزب يواكبون العمليات العسكرية لميليشيات الحوثي في اليمن ويقمن بمحاكاة التدريبات الميدانية والنظرية بمجريات المعارك والطبيعة الجغرافية للجبهات اليمنية، مؤكداً أن الصواريخ الباليستية التي يوجّهها الحوثيون إلى السعودية تُطلق بإشراف دقيق من جانب خبراء “حزب الله” الذين خضعوا لدورات مكثفة في إيران.

زيارة سرية

في سياق آخر، يكشف مصدر دبلوماسي غربي عن أن سفارته في بيروت تلقت تقارير عن زيارة سرية قام بها رئيس الحكومة العراقية المكلف محمد توفيق علاوي إلى بيروت قبل أسبوع من تكليفه، إذ التقى الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله، مشيراً إلى أن نصر الله فتح قنوات تواصل بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والإيرانيين بهدف التوافق على ترؤس علاوي الحكومة العراقية.

ويقول المصدر إن علاقة الصدر بنصر الله، وطيدة وقديمة وقد التقاه مرات عدّة في السنتين الماضيتين، لافتاً إلى أن علاقة الصدر بالإيرانيين تراجعت بسبب الخلافات التي كانت بينه وبين قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. وقد حاول نصر الله ترتيب الأمور بين الرجلين، إلاّ أن الصدر سعى إلى أن تكون الوكالة الإيرانية في العراق حصرية له، كما هو الوضع بين إيران ونصر الله، في حين أن سليماني كان يصر على أن تكون علاقته بإيران عبره ومع الحفاظ على علاقات موازية والحفاظ على أدوار زعماء ميليشيات ضمن الحشد الشعبي.

وبعد مقتل سليماني، يقول المصدر، عادت قنوات الاتصال بين إيران والصدر بشكل أوسع من خلال نصر الله، الذي يقوم بمسعى لترتيب البيت الشيعي في العراق بعد تشكيل حكومة علاوي التي تواجهها الانتفاضة الشعبية.