الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تصبح اليونيفيل جزءا من استراتجية دولية لمحاصرة “حزب الله”؟

تسعى الولايات المتحدة إلى توسيع مهام قوات حفظ السلام المعروفة بـ”اليونيفيل” في جنوب لبنان، لتشمل التحقيق في انتهاكات “حزب الله”، في مرحلة أولى.

وتحول “حزب الله” في السنوات الأخيرة إلى مصدر صداع للولايات المتحدة لما يمثله من تهديد لها ولمصالحها ومصالح حلفائها في الشرق الأوسط، باعتباره الضلع الأبرز في الاستراتيجية الإيرانية التوسعية بالمنطقة.

وتضع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في صدر أولوياتها ضرب النفوذ الإيراني في المنطقة، ولا يمكن أن ينجح ذلك دون وضع حد لنشاطات الحزب اللبناني.

وتدرس الإدارة الأميركية خيارات عدة للتعاطي مع هذا التهديد مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع في لبنان، والدليل على ذلك هو أنها لا تزال مترددة حيال إقرار قانون عقوبات جديد ضد الحزب، يثير قلق الأوساط السياسية اللبنانية لما سيكون له من تداعيات على الوضع المالي والاقتصادي الهش بطبعه لهذا البلد.

وترى إدارة الرئيس دونالد ترامب أنه لا بد من إيجاد استراتيجية فعالة لمحاصرة الحزب وتحجيم نفوذه تمهيدا للقضاء عليه، خاصة بعد أن تغول وامتلك قدرات في الحرب السورية جعلت منه تهديدا لا يقل خطورة عن تنظيم داعش الآخذ في الانحسار في كل من سوريا والعراق.

وتعتبر واشنطن أن اليونيفيل، وهي قوات تم نشرها في العام 1987 عقب الاجتياح الإسرائيلي للجنوب اللبناني، يمكن أن تكون جزءا من تلك الاستراتيجية.

وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي الاثنين أنها تريد من قوات حفظ السلام الأممية في جنوب لبنان توسيع مهامها والتحقيق في انتهاكات “حزب الله”.

وسبق أن وجهت هايلي اتهامات للقوات الأممية بغض الطرف عن تحركات الحزب في المنطقة الحدودية الجنوبية، وتجاهلها لتوسيعه مراكز المراقبة التابعة له على الحدود تحت ستار منظمات بيئية غير حكومية.

ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن على تمديد مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في 30 أغسطس مبدئيا، وقالت هايلي إنها سوف تسعى لإجراء “تحسينات ملحوظة” على تفويض اليونيفيل.

وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن في رسالة الجمعة بأنه ينوي النظر في سبل تعزيز اليونيفيل لجهودها “في ما يتعلق بالوجود غير الشرعي لأفراد مسلحين وأسلحة أو بنية تحتية داخل منطقة عملياتها”، ما يؤكد وجود دعم دولي لهذا التوجه.

وقالت هايلي في بيان “نشارك الأمين العام رغبته القوية في تحسين جهود اليونيفيل من أجل منع انتشار الأسلحة غير الشرعية في جنوب لبنان”.

وأضافت “هذه الأسلحة، التي هي بمعظمها في يد إرهابيي “حزب الله”، تهدد أمن واستقرار المنطقة”، متابعة “على اليونيفيل أن تعزز قدراتها والتزامها بالتحقيق في هذه الانتهاكات والإبلاغ عنها”.

ومن المتوقع أن يناقش غوتيريش لاحقا هذا الشهر مهمة اليونيفيل عندما يزور إسرائيل والمناطق الفلسطينية للمرة الأولى منذ تولي منصبه.

وسبق أن أبدت إسرائيل غضبها من طريقة تعاطي قوات اليونفيل مع تحركات “حزب الله” في الجنوب، معتبرة أن تلك القوات باتت غير مجدية.

واعتبر مراقبون أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لا تعدو كونها مجرد تهديد للضغط باتجاه توسيع مهام القوات، حيث أنه ليس من صالحها في واقع الأمر حلها.

وتعتبر هايلي من المناصرين الأقوياء لإسرائيل التي خاضت حربا استمرت لشهر كامل ضد “حزب الله” في يوليو عام 2006، بعد اختطافه لجنود إسرائيليين.

وكانت هناك تكهنات حول إمكانية اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و”حزب الله” بعد عقد على المواجهة المباشرة الأخيرة بينهما، ولكن هذه التوقعات انحسرت في ظل انخراط “حزب الله” في تثبيت موطئ قدم لإيران في أكثر من بلد عربي، ولكن تبقى المواجهة مطروحة.

وأنشئت اليونيفيل عام 1978 وقد تم تعزيز أفرادها بعد حرب عام 2006 ولديها حاليا 10.500 جندي على الأرض لمراقبة وقف إطلاق النار ومساعدة الحكومة اللبنانية على حماية حدودها.

 

المصدر العرب اللندنية