الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وسط مخاوف من الفشل... لبنان يتحضر للجولة الثانية من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

الاضواء تتجه الى المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي، حيث يتحضر الطرفان للجلسة الثانية التي سيحمل خلالها الوفد اللبناني برئاسة وزير المال غازي وزني الاجوبة عن اسئلة الصندوق خاصة فيما يتعلق بالاصلاحات الحكومية.

لا سيما في قطاع الكهرباء الذي اعتبره الصندوق مركز الهدر الاساسي، الذي يكلف الدولة سنويا نحو خمسة مليارات دولار ويستنزف القسم الاكبر من ماليتها، والمسبب الرئيسي للازمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها البلد.

لا شك ان الاقتراض من صندوق النقد الدولي يعتبر مسألة صعبة بسبب شروطه الصارمة التي يفرضها على الحكومات، مع ضمانات بهدف سداد الديون ومتابعته الدائمة للإجراءات وتطبيقها.

ومن أبرز الشروط التي يفرضها الصندوق على الدول: خفض الإنفاق الحكومي، رفع الدعم عن السلع الأساسية، زيادة الضرائب، وكل ذلك بهدف تخفيض عجز الموازنة، وقد بدا واضحاً من تقارير بعثة الصندوق حول الشروط التي سيتم وضعها على لبنان لمساعدته، ان التركيز سيكون على ضرورة توفير زيادات سريعة في إيرادات الدولة، من خلال ضريبة على المحروقات، وزيادة الضريبة على القيمة المضافة، بالإضافة إلى إلغاء الاستثناءات منها، ورفع تعرفة الكهرباء وإلغاء الدعم عنها، والاهم تعويم سعر صرف الليرة.

في تصريح الى وكالة الصحافة الفرنسية اعلن وزير المالية ان لبنان مستعد لتلبية طلب صندوق النقد الدولي بتعويم سعر صرف الليرة اللبنانية لكن بعد تلقيه الدعم الخارجي على ان يعتمد في المرحلة المقبلة سعر صرف مرن، حيث عبّر وزني عن مخاوفه من تبعات التعويم الفوري لاسيما فيما يتعلق بامكانية التدهور الكبير في سعر صرف الليرة.

تعويم العملة هو التخلي عن سعر صرف عملة ما من خلال معادلتها مع عملات أخرى ليصبح محررا تماما، دون تدخل الحكومة أو البنك المركزي في تحديده مباشرة، بحيث ينشأ تلقائيا بناءا على آلية العرض والطلب في السوق والذي يتم من خلاله تحديد سعر صرف العملة المحلية في مقابل العملات الأجنبية. ولتعويم العملة نوعان:

-التعويم الخالص ويعني ترك تحديد سعر الصرف لقوى السوق وآلية العرض والطلب بشكل كامل دون أدنى تدخل من الدولة.

-التعويم الموجه ويعني ترك تحديد سعر الصرف لقوى السوق وآلية العرض والطلب، لكن مع تدخل الدولة عبر مصرفها المركزي حسب الحاجة من أجل توجيه أسعار الصرف.

يؤثر تعويم العملة على قيمة النقد المحلي سواء بالارتفاع أو الانخفاض، بما يؤثر على الأسعار، التجارة الخارجية والنمو الاقتصادي بوجه عام. حيث تختلف هذه الآثار باختلاف وضع البلد الذي يستخدم نظام تعويم العملة، وفي حالة لبنان فإن مخاطر الإقدام على تحرير سعر صرف الليرة مقابل الدولار قبل الشروع في تطبيق خطة تنعش اقتصاد لبنان كبيرة، حيث يمكن ان يصل سعر صرف الدولار بحسب الخبراء إلى عتبة الـ5000 ليرة.

المفاوضات مع صندوق النقد لن تكون سهلة وفي ذات الوقت لا احد يضمن ان يصعد الدخان الابيض في نهايتها لاسيما وان لدى “حزب الله” نوايا بنسفها، كونه ينظر اليها بكثير من التوجس والقلق، بحجة خشيته من محاولة الولايات المتحدة الأميركية محاصرته وتقييد تحركاته، وبعد كلام حسن نصرالله عن المعابر غير الشرعية والتطبيع بين لبنان والنظام السوري حيث أن من أبرز شروط الصندوق لمساعدة لبنان، إغلاق كل المعابر غير الشرعية ومراقبة المعابر الشرعية، لمنع التهريب والتهرب الجمركي، رأى خبراء أن مفاوضات لبنان مع الصندوق مهددة بشكل كبير بالفشل.