الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تُسْقِط الأفخاخ المتبادلة خيار الخطيب و... الاستشارات؟

تحوّل لبنان أمس أشبه بـ «صندوقة فرجة» لإشاراتٍ متضاربة و«مشفرّة» صارت معها الساعات الفاصلة عن اثنين الاستشارات النيابية المُلْزمة لتكليف رئيس الحكومة العتيدة أقرب إلى «علبة المفاجآت» المُدَجَّجة بمناوراتٍ متبادلة بين اللاعبين الرئيسيين بما يجعل يوم غد محكوماً باحتماليْن، إما أن «تطير» الاستشارات وتُرحَّل واما ألا تُفْضي إلى تسمية المرشح سمير الخطيب فتعود الأمور إلى المربّع الأول.
ولم تكن عابرةً أمس، المؤشراتُ ذات الدلالاتِ الكبيرةِ التي بدا معها وكأن ثمةَ «انسحاباً» من تَبَنّي الخطيب تحت «غطاءِ» مواقف حمّالة أوجه، من دون أن يتّضح السيناريو الذي سيُعتمد للارتداد على هذا الخيار وعدم بلوغِ خواتيمه الدستورية، وسط انطباعٍ بأنه بعد اقتراب «ساعة الحقيقة» وجدتْ غالبية الأطراف نفسها «محشورةً» وكأن كلاً منها وقع في فخٍّ نَصَبَهُ للآخَر، عبر مناوراتِ ليّ أذرعٍ دارتْ حول استدراج رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري للعودة إلى موقعه ولكن بشروط تَحالُف فريق رئيس الجمهورية ميشال عون – الثنائي الشيعي («حزب الله» وحركة «أمل»).
وتوقفتْ أوساط سياسية عند «إشارات الفرْملة» الواضحة لمسار إيصال «عربة» دعْم الخطيب إلى محطّتها الأخيرة، وأبرزها:
* المعلومات عن أن «التيار الوطني الحر» أبلغ «حزب الله» أنه لم يعد متحمساً للسير بالخطيب لرئاسة الحكومة في ظل عدم الثقة بأن التشكيلة المفترضة، والتي سيغيب عنها رئيس التيار الوزير جبران باسيل، ستكون قادرة على الاضطلاع بعملية الإنقاذ المنتظرة، وسط اتجاهٍ بارزٍ عبّر عنه النائب آلان عون بإعلانه «ان هناك تبايناً في وجهات النظر في التكتل لجهة تسمية سمير الخطيب، والاتجاه السائد هو ترْك الحرية لكلّ شخص».
* ربْط وزير «حزب الله» في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش ضمناً موقف الحزب من دعْم الخطيب بما ستقرره «كتلة المستقبل» (برئاسة الحريري) حيال مَن ستسمّي في الاستشارات، معلناً «اننا حريصون على عدم الاخلال بالتوازنات القائمة واحترام التمثيل النيابي لكتلة المستقبل كأكبر كتلة تُمثّل الشارع السنّي».
* تأكيد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي كان أعلن قبل أيام أنه سيشارك في الحكومة التكنو – سياسية (برئاسة الخطيب) عبر وزيريْن غير سياسييْن، رفضه المشاركة في حكومةٍ «اطاحت الحد الأدنى من كل الأسس الدستورية التي يمارسها البعض حتى الآن».
* عدم إعلان كتلة «المستقبل» بعد موقفها النهائي من تسمية الخطيب، وسط تسريباتٍ عن انه رغم إعطاء الحريري كلمته للأخير حول دعْمه فإنه قد لا يكون قادراً على إقناع كل أعضاء كتلته بهذا الخيار، في موازاة تأكيد القيادي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش «أن الحريري قال كلمته للخطيب وقد يتراجع فقط بسبب تفاصيل متعلقة بشكل الحكومة، لأنه على الأقلّ من جانب الوزير باسيل لا تزال هناك قطبة مخفية (حسْم عدم عودته إلى الحكومة) و(الاستقتال) على بعض الحقائب مثل الطاقة التي يصرّ عليها (التيار الحر)».
* النصاب السني الناقص في دعْم الخطيب، وهو ما عبّر عنه عدم صدور أي موقف حتى الساعة من دارالفتوى، في موازاة «الفيتو» الذي وضعه عليه رؤساء الحكومة السابقين وصولاً إلى إعلان تجمع العائلات البيروتية رفْضها لهذا الترشيح ودعوتها النواب لمقاطعة الاستشارات.
* «الإطلالات الدولية»، على مدى يومين متوالييْن للحريري عبر رسائل وجّهها إلى رؤساء وزراء ومسؤولي عدد من الدول الصديقة، وشملت أمس كلاًّ من برلين ولندن ومدريد، لتأمين مستلزمات الاستيراد الأساسية للمواطنين، طالباً مساعدة لبنان بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات.
وكان الحريري وجّه رسائل مماثلة الجمعة إلى كل من فرنسا وروسيا ومصر والسعودية وتركيا والصين وإيطاليا والولايات المتحدة.
وفيما فهم تحالف عون – «حزب الله»، حركة الحريري، على أنها إشارة إلى عدم تخليه عن دوره ورغبة في الاستمرار به، فإن مجمل هذه المعطيات تفتح الباب أمام سيناريوهاتٍ عدة في ملاقاة يوم الغد، فإما يقرأها الخطيب على أنها «نفْض يد» من تسميته فيعمد إلى إعلان عدم رغبته في تحمل مثل هذه المسؤولية، وإما تتكئ السلطة على الثورة التي استعادت بعضاً من زخمها في يوم الـ 52 أمس ويُنتظر أن تزيد ضغطها اليوم وفي «اثنين الاستشارات» بما يبرّر تطيير الاستشارات، أو يصار إلى «هنْدستها» بما يحرم الخطيب من الفوز بالأكثرية المطلوبة ما يفرض تحديد موعدٍ جديد لاستشاراتٍ لن تكون الطريق إليها أقل وعورةً في ضوء استمرار كل الأطراف على شروطها حيال الإطار الذي سيعود عبره الحريري إلى رئاسة الحكومة.
وثمة مَن يعتبر أن اجتماعَ مجموعة الدعم الدولية للبنان الأربعاء المقبل في باريس، سيشكّل عنصر حضّ قوياً للإسراع بتشكيل حكومة بشروط المجتمع الدولي خصوصاً لجهة قدرتها على الاضطلاع بمسؤولية الالتزام بتنفيذ «خريطة الطريق» التي ستُرسم بوضوح وصرامة لجهة الإصلاحات المطلوبة لتسييل مخصصات مؤتمر «سيدر» وغيره من المساعدات التي يحتاج إليها لبنان لتفادي الانهيار الكبير المالي والاقتصادي.
إلى ذلك، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، بأن رجلاً في منتصف العقد الخامس من العمر، أقدم على إحراق نفسه في ساحة رياض الصلح، بعدما سكب مادة البنزين على نفسه، فسارع المعتصمون إلى رمي بطانيات عليه، وتم نقله إلى المستشفى.